التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 11:12 م , بتوقيت القاهرة

الشامي.. قاضي "الإنسانيات" يطارد "مرسي" بـحبل المشنقة

خفيف الظل يتميز بضحكة مميزة وإطلاق القفشات التي تجبر خصومه على الضحك، يحرص على تلطيف الأجواء مع المتهمين، ويخلق حالة من المرح بقاعة المحاكمة، لكنه عند الضرورة يتحول لشخصية أخرى تتميز بمنتهى الحزم والقوة، وسرعان ما يظهر له الوجه الآخر.. إنه المستشار شعبان الشامي، صاحب حكمي "التخابر" و"وادي النطرون" المتهم فيهما الرئيس الأسبق محمد مرسي.


مفيش بيني وبينكم عداوة


رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة، المستشار شعبان الشامي، هو أول قاض يتم تعيينه في الدوائر المخصصة لنظر قضايا الإرهاب، والذي كانت آخر كلماته أثناء حجز القضيتين للحكم "الحمد لله الحمد لله الحمد لله.. فات السهل.. الصعب هو اللي جاي ونرجو من الله أن يوفقنا إلى الصواب".


 وحرص خلال الجلسات على تكرار كلماته للمتهمين ودفاعهم "أنا مفيش بيني وبينكم عداوة..وهنفذ طلباتكم بما يرضي الله"، مشددا على أنه ينظر القضايا بشكل منفصل عن الأمور السياسية بالدولة.


نظر المستشار الشامي قضيتي التخابر والهروب من سجن وادي النطرن، عبر أكثر من 40 جلسة منفصلة، عرض خلالها تفاصيل القضية بجدية، واستجاب لمعظم طلبات هيئة الدفاع عن المتهمين سواء بسماع أقوال الشهود، أو إبداء مرافعاتهم أمام المحكمة، حتى أحال اليوم السبت أوراق 16 متهما بقضية التخابر، و107 بقضية وادي النطرون من بينهم الرئيس الأسبق مرسي، لفضيلة المقتي لأخذ الرأي الشرعي في إدامهم وحدد جلسة 2 يونيو المقبل للنطق بالحكم.


قاضي الإنسانيات


المستشار شعبان الشامي، يعد من أفضل القضاة الذين يراعون العوامل واللفتات الإنسانية، حيث كان ينتظر دفاع قيادات الإخوان، جلساته، لإبداء طلباتهم الإنسانية، لمعرفتهم أنه من القضاة القليلين المختصين بنظر القضايا الإرهابية، مراعاة لتلك العوامل، خاصة ما يتعلق بالمرض، حيث سمح للعديد من المتهمين بالانتقال إلى مستشفيات سواء حكومية أو خاصة لتلقيهم العلاج اللازم.


ومن أبرزهم القيادي الإخواني عصام العريان، الذي كان مهددا بإصابته بشلل نصفي وفقا للتقارير الطبية، حيث سمح له بإجراء عملية جراحية، ومن ثم سمح بعدم حضوره عدد من جلسات محاكمته بسبب ظروفه الصحية، إضافة إلى سماحه بزيارة أهالي المتهمين لهم بمحبسهم أو إدخال لهم مأكولات ومتعلقات شخصية.


الشامي و"مرسي"


جلسات قضاياه جمعت بين المرح تارة، والشد والجذب للشامي مع المتهمين ودفاعهم تارة أخرى، والتي كان من أبرزها مقولة مرسي الشهيرة في أولى جلسات محاكمته متسائلا للشامي "انت مين.. واسمك ايه"، فرد عليه الشامي قائلا "اسأل دفاعك"، إلا أن مرسي استطرد "لما انت مش عارف اسمك هتعرف قانون إزاي".


ومرت الشهور وحدثت مشادة أخرى في إحدى الجلسات في فبراير الماضي، حينما وجه الشامي حديث لمرسي قائلا له "بلاش إنت تتكلم في القانون إنت ما بتفهمش فيه"، وذلك عندما تدخل مرسي في شق قانوني بالقضية يتعلق بضم أمر إحالة قضيتي وادي النطرون والتخابر.


القفص الزجاجي


القفص الزجاجي.. كان أول مرة يودع بداخله الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان في يناير 2014 خلال نظر قضية "وادي النطرون" التي يترأسها "الشامي"، وهو الأمر الذي أثار الغضب، ودارت عدة مشادات للمطالبة بإزالة القفص، لكن لم يستجب لهم الشامي لعدة جلسات، ما دفع المتهمين محمد البلتاجي وصفوت حجازي، بالتقدم بطلب لرد هيئة المحكمة، ما أدى لتوقف القضيتين قرابة الشهرين، ثم عاودت المحكمة نظر الجلسات عقب رفض طلب الرد.


لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكن خشى "الشامي" من إعاقة المتهمين لسير الجلسات، رغم وجود القفص الزجاجي العازل لأصواتهم، وعليه قرر مرتين حبس جميع المتهمين في قضية وادي النطرون ماعدا "مرسي" بتهمة إهانة المحكمة بسبب الداعية صفوت حجازي الذي قال له "تحب أقولك يا شعبان"، وذلك عقب نداء رئيس المحكمة على الرئيس الأسبق محمد مرسي باسمه فقط.


وفي نوفمبر الماضي قرر حبسهم بسبب ترديدهم "هتاف "باطل باطل" اعتراضا منهم على طرد القيادي الإخواني صبحي صالح من الجلسة، كما حبس "محمد البلتاجي 6 سنوات في إحدى الجلسات عندما قال له "أنت مش عادل".