التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 05:50 ص , بتوقيت القاهرة

هذه "حجة" الملك سلمان لـ"الغياب" عن قمة كامب ديفيد

بعد 48 ساعة من إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سيلتقي الأربعاء المقبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في واشنطن، قبل يوم من انطلاق قمة "كامب ديفيد" مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، تأكد أمس، الأحد، غياب الملك السعودي عن القمة، الشخصية الأبرز، ليلحق بركب القادة المتخلفين، ما أثار تساؤلات واسعة عن أسباب ذلك.


وفيما نقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أن "البيت الأبيض لم يأخذ عدم حضور ملك السعودية للقمة، المنتظر أن تناقش عددا من القضايا محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها ملف البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى الأزمتين السورية واليمنية، على أنها إشارة خلاف جوهري مع الولايات المتحدة"، بقيت الأسباب الحقيقية غير معلومة.


من أجل اليمن


وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أوضح أن ذلك يأتي انطلاقا من حرص الملك سلمان على تحقيق الأمن والسلام في اليمن، وحرصه على سرعة تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية لشعبه، ولأن "كامب ديفيد" تصادف فترة الهدنة الإنسانية، وتكثيف العمليات الإغاثية، وافتتاح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.


ومن جانبه، اعتبر مدير تحرير الشئون السياسية بصحيفة الرياض السعودية، سالم الغامدي، أن الأسباب التي ذكرها الجبير هي الأسباب الحقيقية، نافيا لـ"دوت مصر"، وجود أية أسباب أخرى وراء غياب الملك سلمان عن القمة، بحسب اعتقاده.


أمريكا غير جادة


واتفق معه عضو مجلس الشورى السعودي، الدكتور محمد عبدالله آل زولفي، الذي رأى أن ذلك قد يرجع إلى التطورات المتسارعة الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة أزمة اليمن، وأهمية تواجد الملك سلمان قريبا من الأحداث.


لكن آل زولفي أضاف، لـ"دوت مصر"، أن السبب في ذلك "قد يعود أيضا إلى أن الملك سلمان وغيره من القادة المتغيبين عن القمة، لم يتلمسوا جدية من قبل الإدارة الأمريكية، برئاسة باراك أوباما، في وقف البرنامج النووي الإيراني، بل بدت مرتمية في أحضان طهران، ما يعني أن القمة لن تلبي طموحات المجلس الخليجي، الذي يمثل الدول العربية في هذه القمة".


وتابع، "إذا كانت واشنطن حليفة للخليج حقا فكان أولى أن تمارس ضغطا على طهران لوقف ممارساتها، باعتبارها المحرك الرئيسي للأزمات التي تشهدها دول المنطقة".


عدم احترام لأوباما


أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، ومدير وحدة الدراسات بدار الخليج في إمارة الشارقة، الدكتور عبدالخالق عبدالله، فقال إن قادة دول الخليج العربي، ومن بينهم الملك سلمان بن عبدالعزيز، "لا تحترم الرئيس الأمريكي، ولا تثق في وعوده، وهو ما دفع معظمهم إلى تخفيض مستوى المشاركة بالقمة".


وأوضح عبدالله، لـ"دوت مصر"، أن مجلس التعاون الخليجي لا يتفق مع الموقف الأمريكي الداعم للاتفاق المتوصل إليه مع طهران بشأن برنامجها النووي، والذي من شأنه أن يساعدها على الاستمرار بممارساتها التدخلية في المنطقة، على حد تعبيره، مؤكدا أن دول المجلس، وعلى النقيد من رؤية أوباما، لا ترى إمكانية أن تكون إيران عامل استقرار بالمنطقة.


علما بأن طهران وقعت، في 2 أبريل/ نيسان الماضي، على اتفاق إطار مع مجموعة دول 5+1 (أمريكا، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا)، يمهد للتوقيع على اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني في أواخر يونيو/ حزيران، وهو الاتفاق الذي سيتضمن موافقة مجلس الأمن.


وبموجب الاتفاق، تلتزم إيران بتعليق أكثر من ثلثي قدرات التخصيب الحالية، ومراقبتها لمدة 10 سنوات، ونقل مخزون اليورانيوم المخصب للخارج، كما تلتزم بموقع تخصيب وحيد، على أن يتضمن الاتفاق النهائي موافقتها على تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي، وفي المقابل ينهي الاتحاد الأوروبي جميع أنواع الحظر والعقوبات المفروضة على طهران، وتنهي الولايات المتحدة الحظر والعقوبات تدريجيا، بينما يصبح من حق إيران بناء المفاعلات النووية للأغراض البحثية والسلمية.