التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 01:18 م , بتوقيت القاهرة

صور| في يد التكالي.. "الرصاص" يتحول إلى حياة

تراها من بعيد صورا حقيقية تم التقاطها بالكاميرات، فتقترب أكثر وتدقق النظر لتكتشف أنها رسومات، العجب ليس فقط لدقة الرسومات وتطابقها مع الوجه الحقيقي، لكن لأن الرسومات ترجع لبنت تبلغ من العمر عشرين عاما فقط، تدرس بكلية الحاسبات والمعلومات بالسنة الثانية جامعة المنوفية.



ربما تناقلت الموهبة بالجينات الوراثية من والدها، فكان يرسم أمامها، وهي صغيرة، وكانت تحرص على الجلوس لمشاهدته، وعندما مسكت القلم ورسمت، عرف والدها أن فتاته الصغيرة تحمل موهبته، كما حملت اسمه وملامحه، فحرص كثيرا على أن ينميها، فاشترى لها ما تحتاجه من أدوات.



بأقل الإمكانيات تتحدى إيمان التكالي نفسها، فقالت "أنا مش بستخدم إلا أقلام رصاص Faber Castell، وهو من الأنواع العادية نسبيا، وهناك أفضل بكثير، لكني أحرص على إثبات أن الأدوات  مش هي الأساس".



تختلف إيمان كثيرا عن أي أصحاب مواهب أخرى، فهي لا ترسم إلا لأجل نفسها، لا ترغب في جمع الأموال، ولا تريد أن يتحول الأمر لتجارة، ومكان كبير تبيع فيه اللوحات بأثمان، قد لا تساوي شيئًا أمام موهبتها، وأوضحت التكالي أن كثيرين يطلبون منها رسم لوحات لهم أو بورتريهات لكنها ترفض أن تفرط في لوحة من لوحاتها، قائلة "دول عيالي".



وأوضحت "مش برسم إلا لو حبيت الشخصية، وشعرت براحة إزاء ملامحها، الروح التي في الصورة تتحكم في الموضوع، ورفضي للأموال يرجع لأنني لا أرغب أن أكون مجبورة على رسم صورة لم أشعر بها، أو يتطلب مني الموضوع الانتهاء في وقت محدد، ساعتها الموضوع هيتحول لشغل مش موهبة".



بدأت إيمان الرسم منذ صغرها، لكنها بدأت تحترفها في الثلاث سنوات الأخيرة، وتحاول أن تنميها بالمحاولة وبمشاهدة فيديوهات يوتيوب للتعرف على النتيجة النهائية، وترى أن التركيز على التفاصيل من أهم الأشياء التي تساعدها على إنجاز الرسمة، وإبراز الظل والنور لكي تقترب للواقع.



أما عن الأوقات التي تستغرقها اللوحات، أكدت إيمان أن أكثر رسمة أخذت منها وقت 8 ساعات، وهناك رسمة تأخذ نصف ساعة.



وأشارت التكالي إلى أن الرسم في مصر من الفنون المهدر حقها، فلا أحد يركز فيه أو يعطيه أهمية، وتعتبر الرسام وليد ياسين قدوتها ومثلها الأعلى في الرسم.