التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 08:54 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| هل تعلمت الدولة من أخطاءها عند نقل الباعة من رمسيس؟

رغم كل التحذيرات والتخوفات من إخلاء ميدان رمسيس من الباعة الجائلين ونقلهم إلى سوق جديدة، أسوة بما حدث مع باعة وسط البلد، الذين نقلتهم المحافظة منتصف العام الماضي إلى سوق الترجمان، إلا أن عملية النقل لم تشهد تصادما قويا بين الباعة وقوات الأمن كما كان متوقعا.


وكان إخلاء ميدان رمسيس من الباعة أمرا أكثر تنظيما مما حدث في المرة الأولى عند إخلاء شوارع وسط البلد من الباعة في أغسطس الماضي، فهل تعلمت الدولة من أخطاء الماضي أثناء نقلها للباعة من وسط البلد؟


إخلاء مفاجئ


عندما قررت الدولة إخلاء شوارع وسط المدينة من الباعة الجائلين، خلال العام الماضي، بعد أن تحولت شوارعها إلى مرتع لهم، ولم يصبح هناك موضع لقدم لرواد تلك المنطقة التاريخية، لا سيما بعد "25 يناير"، وسط حالة الانفلات الأمني الذي أعقبها، إذ أن الباعة تعاملوا مع أخبار الإخلاء التي كانت تتردد هنا وهناك على أنها تلويحات من قِبل الدولة لن ترقي إلى التنفيذ، إحساسا منعهم بقوتهم، ووهن الدولة في الوقت الحالي، ما جعلهم لم يأخذوا أمر الترحيل بمحمل الجد، فظلوا قابعين في أماكنهم حتى فوجئوا بالترحيل القسري فجر 25 أغسطس من العام الماضي، وتسكين المستحقين منهم في جراج الترجمان.



التواصل مع الباعة خير وسيلة لإخلاء آمن


وفيما قررت الحكومة ترحيل الباعة، الأسبوع الماضي، من ميدان رمسيس ضمن خطتها للقضاء على الأسواق العشوائية، لم يكن أمر الإخلاء والنقل مفاجئا للباعة، الذين حملوا بضائعهم منذ منتصف الليل قبل فجر الإخلاء، استعدادا لافتراشها داخل الباكيات التي وفرتها لهم المحافظة في موقف أحمد حلمي، ما منع حدوث أي اشتباكات بين الباعة وقوات الأمن إلا فيما ندر.



حصر غير دقيق


وكانت محافظة القاهرة حريصة على التواصل الدائم مع الباعة قبل عملية الإخلاء، وحصرهم بدقة، وتوفير كروت ذكية تحمل اسم كل بائع ورقم الباكية التي سيحصل عليها في سوق أحمد حلمي.

أما عند نقلها لباعة وسط البلد، اكتفت بحصرهم عن طريق النقابة المستقلة، من خلال كشوف تم توزيعها على الأحياء المتولية عملية التسكين، وهي أحياء غرب القاهرة وعابدين، ما أثار بعض المشكلات عقب عملية النقل، لضياع بعض الأسماء بين كشوف الأحياء، الأمر الذي تسبب في نزاع بين الباعة ومسؤولي الأحياء بشأن أحقيتهم في الحصول على أماكن داخل الجراج.


واستغرق الأمر في المرة الأولى أكثر من شهر لإجراء حصر جديد للباعة المستحقين بعد اعتراضهم على عدم ورود أسماءهم في كشوف الحصر الأولي.


عدم وجود باكيات قبل النقل


وفرت المحافظة الباكيات في موقف أحمد حلمي، بالإضافة إلى تغطية السقف، لحماية الباعة والرواد من العوامل الجوية المختلفة، الأمر الذي لم تشهده عند نقل الباعة في المرة الأولى إلى الترجمان، فلم تدرك المحافظة ضرورة إنشاء باكيات للباعة إلى بعد تنفيذ أمر النقل، ما سهل على الباعة افتراش بضائعهم من اليوم الأول.



في جراج الترجمان، كانت المحافظة في البداية تكتفي بتحديد المربعات المخصصه لكل بائع مدون عليها أرقام ويحصل كل بائع على رقمه من مسؤولي الحي، حتى أدركت ضرورة إنشاء باكيات ليفترش الباعة عليها بضائعهم، وليتمكنوا من إغلاقها نهاية اليوم، حفاظا عليها.


السوق البديل غير مؤهل لترويج البضائع


كان اعتراض الباعة في المرة الأولى عند نقلهم إلى جراج الترجمان ابتعاده عن المارة من المشترين ورواد وسط البلد، فعمدت المحافظة فيما بعد على توفير بعض الوسائل التي من شأنها أن تكسبهم الجمهور اللازم للشراء، مثل توفير خطوط ميكروباصات تربط بين الجراج وبعض المناطق مثل ميدان السيدة عائشة وأحمد حلمي ومنشأة ناصر وغيرها، بالإضافة إلى تعديل بعض خطوط الأتوبيسات لتمر بجراج الترجمان لتحقق الرواج اللازم، فضلا عن إقامة بعض المعارض لتعريف الجمهور بها.



تجنبت المحافظة في المرة التالية عند نقلها للباعة من رمسيس اختيار موقع صالح لترويج بضائعهم فيه، ويمكن أن يكون بديلا صالحا للباعة، مما جعل أجهزة محافظة القاهرة تقرر نقل باعة رمسيس إلى موقف أحمد حلمي الذي يقع خلف محطة مصر وخلف ميدان رمسيس.


وفي نفس موقف الأتوبيس لشرق وجنوب القاهرة، ويتمتع بزحام لازم من المارة، لا سيما أنه يقع عند مدخل شارع شبرا، وبالقرب من عدة مناطق شعبية مثل الشرابية، ما يجعله موقعا ملائما لجذب الجمهور.


غياب السيطرة الأمنية على السوق الجديدة



حالة من الهرج والفوضي التي لازمت عملية نقل الباعة من وسط القاهرة لسوق الترجمان، بعد اعتراض البعض على عدم حصولهم على أماكن بجراج الترجمان، ما تسبب في عدد من الاشتباكات بين الباعة بعضهم البعض، أو انتقاداتهم لمسؤولي المحافظة مطالبين بتوفير أماكن لهم بالجراج.



فيما منعت قوات الأمن منذ اليوم الأول دخول الباعة غير المدرجين بالحصر من دخول موقف أحمد حلمي، وطرد أي بائع غير مدرج وليس له باكية بالموقف، ما منع من نشوب الاشتباكات المعتادة بين الباعة، واستطاعت قوات الأمن إحكام السيطرة الأمنية على السوق الجديدة منذ الساعات الأولى له.