التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 05:35 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| قرية تنتظر كارثة جديدة بتسمم المئات بالمياه في سوهاج

في الوقت الذي لم تنته فيه أزمة تسمم أكثر من 500 مواطن من أهالي مركز الإبراهيمية، بمحافظة الشرقية، بدأت بوادر تكرار نفس الأزمة فى سوهاج، فهناك ما يقرب من 450 ألف نسمة في منطقة المدمر بطما "يتسولون كوب المياه النظيف".



“دوت مصر” يرصد بالفيديو والصور معاناة المواطنين التي يعيشونها على مدار اليوم، من أجل الحصول على كوب مياه نظيف، خال من الأمراض والشوائب، خاصة بعد أن أصيب عدد كبير من الأهالي بمرض الفشل الكلوي، من جراء تناولهم مياه الحنفية، على حد قولهم.



في البداية يقول حسين محمد، من أهالى المدمر بطما، إن سكان القرية ونجوعها يشربون المياه التي يتم استخراجها من محطة قديمة ومتهالكة، يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1946، مما تسبب في ارتفاع نسب الإصابة بمرض الفشل الكلوي داخل القرية، مطالبا الحكومة ومسئولي مياه الشرب بسرعة الانتهاء من تنفيذ وتشغيل مشروع مرشح المياه النقية الجديد، من أجل الحفاظ على أرواح ما تبقى من الأهالي، وحماية الأجيال الجديدة من الإصابة بالأمراض، لأنه من الأعقل أن تتكلف الدولة ملايين الجنيهات لإنشاء المحطة، بدلا من صرفها على علاج المصابين داخل المستشفيات الحكومية.



وفي محاولة منهم للتغلب على المشكلة الخاصة بتلوث المياه، قام القادرون من أهل القرية بإنشاء محطات مياه خاصة، بلغ عددها 3 محطات، تعمل على فترتين، الأولى من الساعة السابعة صباحا حتى الثانية عشر ظهرا، والثانية من الساعة الرابعة حتى الساعة السابعة مساءا، وتشهد تكدسا كبيرا من الأهالي.



ويقول الحاج مصطفى مالك، الذي أقام إحدى هذه المحطات، "لجأنا لإقامتها من أجل حماية أولادنا من مخاطر الإصابة بالأمراض، والمحطة تكلفت 170 ألف جنيه وتحتاج شهريا إلى مبلغ 1300 جنيه".


أما أحمد علي، سائق (توك توك)، فيقول "أنا أملأ يوميا الجراكن لجيراني مقابل 2 جنيه للجركن الواحد، وأقوم بالحصول على المياه من مرشح الحاج مصطفى بالمجان، والمبلغ اللي باخذه ده نظير النقل، وإحنا لا نستخدم مياه الحنفية العادية إلا في عملية الغسيل والاستحمام فقط، لأنها خطر على حياتنا، حتى إن أحد المرضى ذهب إلى الطبيب الذي طلب منه التوقف تماما عن شرب مياه الحنفية المنزلية إذا أراد التخلص من أمراضه". 



وأشار إلى أن هناك والد أحد أصدقائه توفي عقب إصابته بمرض الفشل الكلوي، وكل الاتهامات كانت تؤكد أن سبب إصابته هي المياه التي كان يشربها.


أما الحاج علي محمد، (مزارع)، فيقول "بطلنا نخلي البهائم بتاعتنا تشرب من مياه الحنفية، لأنها بعد ما شربت أصيبت بالمرض، وكانت بتنزف دم في البول، وصرفت عليها 500 جنيه علاج، ولما وقفت شرب مياه الحنفية، خفت ورجعت تاني بصحتها".



وقال اللواء محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج، إن المشروع الخاص بمحطة مياه المدمر، يتم تنفيذه بواسطة الجهاز التنفيذي للهيئة القومية لمياه الشرب بسوهاج، وأن سبب التوقف هو عدم وجود مساحة من الأرض كافية للمحطة.



ولنقل مختلف وجهات النظر، تواصلنا مع مسئولي المياه بسوهاج، ورافقنا الدكتور عبد الفتاح أحمد محمد، مدير المعامل بمياه الشرب بطما، في جولة بمحطات مياه من بينها محطة مياه المدمر، وتم أخذ عينات وعمل تحاليل أثبتت سلامة مياه الشرب، وكانت نتيجة التحليل أن نسبة الكلور في المياه 6 من 10 ونسبة العكارة 33 من 100، وبعمل تحاليل في أحد الفلاتر الأهلية تبين عدم وجود كلور في المياه، وأن نسبة العكارة 84 من 100، وأكد مسئولوا شركة المياه أنه خلال اجتماع مع رئيس المعامل وضمان الجودة بشركة مياه الشرب، تقرر تشكيل لجان متابعة للفلاتر الأهلية التي تقوم بعمل معالجة للمياه.



يذكر أن هناك بروتوكول تعاون بين الجمعية الشرعية وشركة مياه الشرب، حيث تقوم شركة المياه بأخذ عينات من مياه فلاتر الجمعية الشرعية، وتحليلها وإعطاء النصائح والتعليمات اللازمة لإنتاج كوب ماء نقي، وتبلغ نسبة الأملاح في فلاتر مياه الجمعية الشرعية نحو 200 مم.



وفي نهاية الجولة، قدم جلال زارع، مصاب بفشل كلوي رسالة إلى محافظ سوهاج، ووزير الإسكان، قال فيها "انقذوا أهالي المدمر وطما عامة بتشغيل محطة السكساكة والعمل الجاد الحقيقي على استكمال محطة المدمر وأم دومة".


يذكر أن هناك وحدات معالجة أملاح أنفق عليها ما يزيد عن 50 مليون جنيه، في المدمر والزهرا بطما وأم دومة، لم تكتمل وفي طريقها للإلغاء قبل التشغيل، لنضوب بعض آبارها، وضعف إنتاجها، ووجود عقبات روتينية، حيث لا يزال وضع ملكية الأرض الخاصة بوحدة مياه المدمر عقبة قاربت على إلغاء المشروع.