التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 12:14 م , بتوقيت القاهرة

واشنطن بوست: الأسد أضعف مع تقدم المتمردين في سوريا

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الاثنين، أن تزايد مكاسب المتمردين في سوريا تطيح بالافتراضات القائمة منذ فترة طويلة حول تماسك نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والذي يظهر الآن أنه أصبح في خطر أكبر من أي وقت مضى خلال السنوات الثلاث الماضية.


وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن استيلاء المتمردين أمس الأول السبت، على بلدة جسر الشغور في شمال محافظة إدلب، ليس إلا أحدث حلقة في سلسلة من الانتصارات في ساحة المعركة لقوات المتمردين، والتي أحرزت تقدما كبيرا في كل من شمال البلاد وجنوبها.


وأضافت الصحيفة أنه كما كان الحال في عاصمة محافظة إدلب في الشهر الماضي، فإن الدفاعات الحكومية في جسر الشغور انهارت بعد بضعة أيام من القتال حسب الصحيفة ، مشيرة إلى حجم الضعف المتزايد الذي وصلت إليه قوات النظام السوري الذي يقابله في الجانب الآخر عودة الحياة للمعارضة.


وتأتي هذه التحولات في المعركة في الوقت الذي وضعت إدارة أوباما الأزمة السورية جانبا ، مركزة على الأولويات الرئيسية وهي: هزيمة تنظيم داعش وإبرام اتفاق نووي مع إيران.


ويقول محللون إن تسارع وتيرة الأحداث في سوريا قد يجبر الولايات المتحدة على إعادة التركيز على الحرب التي لم تحل بعد ، والتي لا تزال في قلب الاضطرابات التي تجتاح الشرق الأوسط. ولفتت الصحيفة إلى أن إيران تدعم الأسد، وبعض دول الخليج يدعمون المتمردين حسب الصحيفة، والتحول في ميزان القوى في سوريا قد يكون له انعكاسات عميقة على الصراعات في العراق واليمن.


ونقلت الصحيفة عن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قوله "إننا نشهد الآن تغيير قواعد اللعبة في سوريا.. وأعتقد أننا بصدد أن نرى نهاية لنظام الأسد، وعلينا أن نفكر الآن حول ما سيحدث في اليوم التالي، لأن هذا اليوم قد اقترب."


ونقلت الصحيفة عن مراقبين آخرين، قولهم " إن احتمال انهيار الحكومة في دمشق لا يزال بعيدا، حيث إن الدفاع عن العاصمة السورية دمشق لا يزال جيدا، وان مكاسب المتمردين في الغالب تأتي في المحيط الخارجي للبلد، حيث تمتد خطوط إمداد النظام".


واستطرد أميل حكيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قائلا "لكن التصورات بأن الأسد سوف يبقى على قيد الحياة إلى أجل غير مسمى أو أن يبقى على الأقل كمركز توازن مؤقتا في مواجهة تنظيم داعش ومعاقله في شمال شرق سوريا هي موضع شك".


وأضاف حكيم " إن الضغط على قوات وموارد الأسد أصبح واضحا للغاية، وحجم خسائره الآن كبير جدا بحيث لا يمكن إخفاؤه".. هذا يدمر الروايات التي تقول بانه يفوز في الحرب،تلك الروايات التي كان يعول عليها، وكذلك حجة أنه هو الخيار الأفضل ضد داعش، لافتا إلى أنه إذا كان لا يستطيع أن يتقدم أو حتى الدفاع عن نفسه ضد المتمردين، فإنه سيكون من الصعب على الأسد تقديم نفسه على أنه قادر على محاربة داعش ".


وقالت الصحيفة " إن إعادة إحياء حظوظ المتمردين إلى حد كبير يرجع إلى التقارب الأخير بين السعودية ومنافسيها السابقين المؤثرين على المتمردين تركيا وقطر".


وقال الصحفي السعودي إنه منذ وراثة العرش في يناير الماضي، انتقل العاهل السعودي الملك سلمان بقوة لتحدي توسع النفوذ الإقليمي لإيران، أكبر عدو للسعودية، والأمر الأبرز هو الدخول في الحرب الجوية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، مضيفا أنه العاهل السعودي قد يتصرف أيضا لدعم المتمردين الضعفاء والمنقسمين بشدة في سوريا بالتنسيق مع قطر وتركيا.


وكانت النتيجة تحالف المتمردين وتماسكهم بشكل غير متوقع وأن ما يسمى بائتلاف جيش الفتح الذي يتكون من فرع تنظيم القاعدة، الذي يعرف بجبهة النصرة و مجموعة متنوعة من الألوية معظمهم من الإسلاميين وعدد قليل من الكتائب الأكثر اعتدالا الذي أطلق الشهر الماضي- أثبت فعالية أكثر مما كان متوقعا. 


وبعد سيطرتهم على معظم محافظة إدلب في الأسابيع الأخيرة، فإن المتمردين يضغطون جنوبا باتجاه معاقل الحكومة في حماة وحمص وتهديد المعقل الساحلي لعائلة الأسد في اللاذقية. وهناك تحالف منفصل للمتمردين أكثر اعتدالا يحرز تقدما سريعا في الجنوب، ويتحدى سيطرة الحكومة على درعا، كما يتقدم شمالا نحو دمشق.