التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 02:01 م , بتوقيت القاهرة

السعودية.. الدبلوماسية "الهادئة" تغضب أحيانا

اتسمت السياسة الخارجية السعودية بالنزوع إلى الدبلوماسية الهادئة والتفكير كثيرا قبل الانتقال من ذلك الهدوء إلى حالة الانفعال، لكن يبدو أن هناك تغيرا واضحا في السلوك الخارجي للمملكة، ارتبط باتخاذ سلسلة من المواقف بدت وكأنها بعيدة عن تحالفاتها التقليدية التي رسمت سياستها الخارجية لعقود سابقة.


نجحت الدبلوماسية السعودية في إقناع المجتمع الدولي بموقفها في اليمن، وإيقاف الهيمنة الإيرانية التي تسرّبت إلى الدول العربية، فالدبلوماسية السعودية أصبحت تتحرك في جميع الاتجاهات، ليس فقط عربيا، بل عالميا ونحو دول قد يتناسى البعض وجودها على خريطة العالم.


نجاح في مجلس الأمن
وصف العديد من السياسيين والخبراء قرار مجلس الأمن الدولي الصادر بتوقع عقوبات ضد جماعة الحوثي في اليمن، "بحسب وكالات أنباء عربية"، الذي تقدمت به دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية، بـ"القرار التاريخي"، الذي يؤكد نجاح الدبلوماسية السعودية.



وخلال الأيام القليلة الماضية حققت السعودية، انتصارا دوليا عندما أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يوم 14 أبريل، يدعو الحوثيين للانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها في اليمن، كما منعهم القرار من الحصول على السلاح، وقد يتدخل المجتمع الدولي إذا امتنع الحوثيون عن تنفيذ القرار، وهكذا انتصرت سياسة السعودية، فيما وصفه البعض بانتكاسة سياسية لإيران.


لماذا ليتوانيا؟
المملكة السعودية بدأت بالتحرك بعيدا عن تحالفاتها التقليدية، وبدأت التعاون مع دول ربما قد لا يعرف البعض بوجودها من الأساس، كليتوانيا ونيوزيلندا.


 يقول رئيس تحرير صحيفة الرياض السعودية، تركي السديري، إن اتجاه الدبلوماسية السعودية إلى جمهورية ليتوانيا، بعد استقبال الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في مكتبه بقصر اليمامة اليوم الأحد الماضي، وزير الشؤون الخارجية الليتواني، يعد ذكاء استراتيجي كبير للجهود الدبلوماسية، حيث تعد دولة ليتوانيا جارة ذات خلاف دائم مع الجانب الروسي.



ويضيف السديري، لـ"دوت مصر": خلافات ليتوانيا مع روسيا، تعود إلى اتهامات الحكومة الليتوانية لروسيا بالتجسس عليها خلال فترة رئاسة ليتوانيا للاتحاد الأوروبي عام 2013، الأمر الذي يجعل تقرب السعودية منها، بمثابة الفوز بنقطة في خلافها مع روسيا، خصوصا في القضية السورية، كما يمكن دبلوماسية المملكة من إرسال رسالة لروسيا مفادها " يمكننا مصادقة جيرانكم".


دبلوماسية في وجه إيران
منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين، ولا يمر يوم دون إطلاق تصريحات من القيادات الإيرانية السياسية والعسكرية تتعلق باليمن، وتتراوح بين الحديث عن حلول سياسية للأزمة، حتى وصل هذا التدخل الإيراني في الشأن العربي، إلى تهديد مسئولين إيرانيين بإمكانية توجية ضربات عسكرية للسعودية.



من جهته، اعتبر الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، المقرب من النظام السعودي، عبر "تويتر" أن الموقف الإيراني مقلق، وأن لهجة التصعيد في لغة الرئيس الإيراني تعني أن هناك مواجهة حقيقية متوقعة بين إيران والسعودية.


وتوقع أن تكون المواجهة بين البلدين كاملة وحيثما تمددت الأساطيل الإيرانية من البحر الأحمر حتى البحر الأبيض، وأكد أن التحالف لن يدع لإيران موطئ قدم في العالم العربي عدا جنوب العراق.


محاولات الصلح
ونجحت القيادة السعودية في رأب الخلاف بين مصر وقطر في ديسمبر 2014، حيث بذل الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز جهودا كبيرة لمحاولة الصلح بين مصر وقطر، والدفع باتجاه إزالة آخر العقبات أمام تنفيذ ما جاء في اتفاق الرياض التكميلي.



يقول الكاتب والمحلل السياسي المصري، عبد المنعم سعيد، إن الدبلوماسية السعودية لعبت دورا هاما في رأب الصدع بين مصر وقطر، في أعقاب تظاهرات 30 يونيو التي أطاحت بنظام الرئيس السابق محمد مرسي، حيث أصبحت قطر هي الداعم الأول والأهم لجماعة الإخوان في مصر، الأمر الذي تسبب في أزمة كبيرة بين النظامين المصري والقطري.


ويضيف عبد المنعم سعيد، لـ"دوت مصر": دور المملكة في الصلح بين قطر ومصر بدأ منذ الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، الذي أشرف بنفسه على بنود اتفاقية الصلح بين البلدين، كما أن الملك سلمان واصل مساعي سابقه فى توحيد صف دول الخليج،إضافة إلى التقارب المصري القطري.

وفي اليمن، وقبل عاصفة الحزم، دعت السعودية أطراف النزاع، للحوار في العاصمة السعودية الرياض، ومحاولة الوصول إلى قرار يرضي جميع الأطراف، قبل لوقف جهودها الدبلوماسية والبدء في تحرك عسكري بعد استغاثة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.