التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 02:43 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| "دوت مصر" يستكشف روشتة الفراعنة للعلاج بالزيوت والعطور

في قديم الزمان، نجحت براعة المصريين الفراعنة في جذب أنظار العالم إلى مدينة أسوان، للاستفادة من علومها الطبية وما قدمته من زيوت وعطور طبية مستخلصة من الطبيعة، وجد فيها العالم فائدة في علاج أمراضهم، وظلوا يأتون من الدول المختلفة لشرائها بأغلى الأثمان.



والآن، يوجد بطريق السادات فى محافظة أسوان حوالي 30 قصر للعطور والمجوهرات وأوراق البردي، تم افتتاح أولهم عام 1994، وهو بازار "صندلية للبرديات"، ثم توالت افتتاحات تلك القصور بالمنطقة، بخاصة قصور العطور، تماشيا مع سمعة المحافظة، وشهرتها بالعطارة، وأطلق عليها اسم قصور لأنها بازارات سياحية تتكون من دورين أو أكثر، و مؤسسة بأساس ومفروشات راقية، أغلبها من خشب الأرابيسك.


عقب ثورة يناير، أوشكت العديد من تلك القصور أن تغلق أبوابها بسبب الركود السياحي، وتم تسريح العديد من العاملين فيها، لكن في الأشهر القليلة الماضية، بدأت الحركة السياحية تعود إلى سابق عهدها، وتوافدت الأفواج السياحية ورحلات السياحة الداخلية على قصور العطور.



"دوت مصر" أجرت جولة داخل أحد قصور العطور بطريق السادات، في أسوان، للتعرف على الزيوت العطرية الخام، العالمية منها والطبية، والتعرف على روشتة "الفراعنة" في استخدامها، برفقة المرشد السياحي محمود إبراهيم، الذي عرض روشتة قدماء المصريين وفوائدها.

يقول محمود إبراهيم، إن  قدماء المصريين أوصوا بـ"روشتة" علاج يومية مضادة للأمراض المختلفة، دفعت السائحين إلى التوافد لشراء ما يكفي منها حتى قدومهم التالي لأسوان، مؤكدا أن السياح على قناعة تامة في فاعلية هذه الوصفات الفرعونية، بعد تطبيق نصائح "الروشتة"، وما فيها من معلومات تفيد الأعضاء المختلفة بجسم الإنسان، رغم عدم اعتراف المصريين بها.



العلاج والعطور


يقول المرشد السياحي إن علم الروائح يعد وسلية للشفاء والاسترخاء والتنشيط، عن طريق استخدام النباتات، حيث استخرج الفراعنة منها أعشاب وزيوت عطرية بديلة عن الأدوية، وكانوا يستخدمون 3 أو 4 قطرات من زيت النعناع فوق كوب الماء المغلي، لمعالجة التهاب الشعب الهوائية وأعراض البرد والانفلونزا، عن طريق استنشاقها عبر الأنف، كما كان يستخدم في "الغرغرة" للقضاء على رائحة الفم الكريهة.


وأضاف "إبراهيم"، أنهم استخدموا مستخلصات "الكافور" لعلاج أمراض الربو والسعال والحساسية، من خلال تدليك منطقة الصدر بخمس قطرات من الزيت، قبل الذهاب إلى الفراش، كما ذكرت الروشتة، فضلا عن تدليك الجبهة بـ3 قطرات من الزيت لمدة 3 دقائق لعلاج اضطرابات الجهاز العصبي والصداع النصفي والوهن العصبي، كما استخدموه في "الساونا" والاستحمام لتدليك الجسم ليساعد على فتح وتنظيف مسام الجلد.



وأشار إلى أن الروشتة الفرعونية ذكرت أن "الصندل" يفيد في القضاء على الألم والتهابات المفاصل والعضلات وعرق النسا، عند تدليك المنطقة المراد علاجها لمدة 15 دقيقة، ثلاث مرات أسبوعيا، بخشب الصندل المخلوط بأجزاء من شجرة الكينا، كذلك لمعالجة تجاعيد البشرة بتدليك الجسم بالعسل وحليب الصندل لمدة 20 دقيقة، واعتبر قدماء المصريين أن تدليك الجزء الخلفي من الرقبة بـ 3 قطرات من زيت "اللافندر" لمدة 6 دقائق يساعد على تخفيف الأرق ومكافحة الشخير والدوار، بالإضافة إلى أنه يبعد الحشرات الطائرة عن الجسم، كما يساعد على الاسترخاء والنوم عند تدليك الجسم برذاذ الماء المضاف إليه 15 قطرة من الزيت.



زهرة البرتقال للتفاؤل


وأكد "إبراهيم"، أن زهرة البرتقال استخدمت لمكافحة التوتر والشعور بالتفاؤل، فضلا عن الاستحمام بها لمزيد من الانتعاش، فيما عالجوا الأمراض الجلدية مثل الصدفية والأكزيما وحب الشباب والحروق والقضاء على البقع السوداء والجدري والطفح الجلدي بزيت "البرغموت"، وتوصل الفراعنة إلى أن استخدام العنبر الملكي يكافح الاكتئاب وإجهاد العقل ويمد الإنسان بتركيز أفضل، بعد وضع قطرتين من الزيت في بطن اليد وفركهما معا ثم الاستنشاق بنفس عميق.



المر هدية المسيح


وقال: إن روشتة الفراعنة ذكرت أن "المر" هو أحد الزيوت المستخدمة على نطاق واسع في الحضارات القديمة لما له من رائحة طويلة الأمد، فهو يستخدم في رفع درجة الوعي، بالإضافة إلى قدرته على مدنا بالطاقة لتحمل الظروف الصعبة، وتذكر روايات أنه كان هدية للطفل المسيح عند ولادته، وكان المصريون القدماء يحرقونه ظهر كل يوم كجزء من طقوس العبادة الخاصة بهم، معتقدين أنه يساعد على فهم أعمق حول اتحاد السماء والأرض.


ولعلاج آلام الأسنان وتوقف القئ والحد من الرغبة في تناول الكحول، استخدم الفراعنة الماء المخلوط بـ 3 قطرات من زيت "القرنفل"، وفيما يتعلق بملكات الفراعنة، استخدمن "الجوجوبا" لترطيب البشرة وإزالة المكياج، كما ساعد الرجال في أمور الحلاقة.



حبة البركة


وأوضح المرشد السياحي، أنه لم تتوقف مجهودات الفراعنة عند الاستخدام الخارجي، بل تطورت اكتشافاتهم في العلوم الطبية إلى زيوت لاحتواء آلام الأعضاء الداخلية، حيث استخدموا زيت "الحبة السوداء" لخفض نسبة الكوليسترول والإصابات الطفيلية، وعلاج التهابات الجهاز الهضمي من إسهال ومغص وآلام المعدة، بالإضافة إلى سوء الهضم وتقوية جهاز المناعة، بجرعة يومية عبارة 4 قطرات على أي مشروب، كما ذكرت الروشتة أن زيت الجرجير يساهم في مكافحة مرض السكري، وخفض مستوى النيكوتين بالدم، وزيادة النشاط الجنسي عند الرجل، عند وضع خمس قطرات على أي مشروب مرة واحدة يوميا، كما عالجوا به تساقط الشعر وتقوية بصيلاته، لمنع الصلع المبكر، وذلك عن طريق تدليك فروة الرأس ببعض القطرات ثم يغسل الشعر بعد 15 دقيقة.



وأشار "إبراهيم"، إلى أن  تناول أي مشروب ممزوج بـ 3 قطرات من "زيت الكمون" قبل الطعام بـ 20 دقيقة يساعد على تخفيف الوزن وحرق الدهون الموجودة بالجسم، بجانب أنه يستخدم في علاج التهاب المسالك البولية والإمساك والتورم والتئام الجروح بتدليك مكان الآلم ببعض قطرات الزيت، بينما يأتي زيت "السمسم" لزيادة الوزن والتغذية التكميلية والقضاء على آلام الحيض، كما يعتبر ملين خفيف ويحمي الشرايين من التصلب، أما زيت "البصل" فيعد منشطا طبيعيا ومضادا حيويا يقلل من مستوى السكر في الدم ويمنع اضطراب الكبد.



وفي نهاية الجولة، أوضح المرشد السياحي، أنه يتم تعبئة الزيوت الطبية أو العطرية في زجاجات بأشكال مميزة وتوضع في علبة كرتون عليها رسومات فرعونية لتحفظها، وحتى تكون جذابة للمشتري، وتقدم مع كل زجاجة الروشتة الفرعونية لفوائد الزيوت الطبية والعطور العالمية الخام لكي يحتفظ بها المشتري ويتردد مرة أخرى على المكان لشراء ما يلزمه.