التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 06:41 م , بتوقيت القاهرة

مدينة الإنتاح الإعلامي وقدرة الدولة

أول شيء فعله الضباط الأحرار بعد حصار وزارة الحربية في ثورة 23 يوليو 1952 هو حصار إذاعة مصر بشارع الشريفين بالقاهرة، والتي منها أذاع أنور السادات بيان مجلس قيادة الثورة، ويوم اغتيال الرئيس السادات كان هدف المجرمين الاستيلاء على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ماسبيرو ولم يتمكنوا، وفي ثورة 25 يناير 2011  كان مبنى ماسبيرو تحت حماية النخبة من ضباط وجنود الحرس الجمهوري وليس أحد سواهم، ورغم كل الأحداث في ميدان التحرير وعبد المنعم رياض وكورنيش ماسبيرو، لم يتمكن أحد من الاقتراب من مبنى الإذاعة والتلفزيون.


أكتب هذه الأمثلة رغم وجود غيرها للدلالة على أهمية المنشآت الإعلامية فوجودها واستمرارها هي أولاً: قضية أمن قومي وثانيًا: هي صورة " الدولة " وقدرتها على حماية "الرسالة" التي تبثها للمواطنين وللعالم الخارجي.


فما جري في مدينة الإنتاج الإعلامي أول أمس من تفجير أبراج الكهرباء والصور التي نشاهدها من غياب كامل للأمن في هذه البقعة الحيوية لهو دليل على التراخي الأمني من جهة ومن الإهمال الشديد من جهة أخرى وغياب الوعي عن أهمية مدينة الإنتاج الإعلامي كمظهر من مظاهر قوة الدولة وشدة قبضتها تجاه الإرهاب والإرهابيين.


نوع آخر من الإرهاب تجاه الإعلام تم منذ أسبوع في فرنسا، حيث تمكن إرهابيو الدولة الإسلامية أو من يتحالف معهم من الدخول على موقع ومنه إلى شفرات البث لتليفزيون T V 5  الفرنسية، التي هي بمثابة تلفزيون الدولة الفرنسية، وانقطع البث عن هذه المحطة أكثر من عشرين ساعة، وانقلبت الدنيا رأسأً على عقب في باريس، لأن من يستطيع السطو على موقع وشفرات البث التلفزيوني سيسطيع أن يدخل المرة القادمة على موقع وزارة الدفاع وشفرات الأسلحة.


الإرهاب اليوم يتطور أسرع مما نتوقع وأسرع من حركة أجهزتنا، لذلك يجب أن نحتاط وننفض تراب الإهمال واللامبالاة التي يتمتع بها كثير من موظفينا وقيادتنا .