التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 05:24 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| هل قتلت خلافات المنيا مأمور الجمارك في فيصل؟

يؤجر الموظف السابق بأكاديمية الفنون بالهرم محمد رفاعي شققا في بيته بشارع أحمد ماهر المتفرع من شارع فيصل بالجيزة إلى غرباء عن الحي كثيرين، لكنه لا يبدو موفقا حتى الآن.


أفاق "رفاعي" مالك العقار يوم الأحد الماضي على صوت طرق عنيف على باب شقته بنفس المنزل. كان الطارق رجال المباحث يعاينون مسرح الحادث في "شقة الدور التالت" بعد بلاغ بوجود قتيل فيها. كان قتيل الشقة شخص لا يعرفه أحد، ولا "رفاعي"، أو الجيران.


يؤجر المالك شقته منذ نحو عامين لرجل مريض من مركز سمالوط بمحافظة المنيا، في صعيد مصر، يدعى "محمد شعبان"، وهو عامل في العقد الرابع من العمر، يأتي إلى الشقة أسبوع كل شهر لتلقي العلاج الكيماوي في معهد الأورام ثم يعود أدراجه للصعيد.


كان شقيق الرجل المريض يرافقه في رحلته إلى القاهرة وعليه كان يعرفه المالك "بالشكل لكن معرفش اسمه". وجد المالك شقيق الرجل المريض مقبوض عليه في القسم وقت الاستماع لأقواله، ومنه عرف أن القتيل قريبهم وأنه هو من أبلغ الشرطة.


رأى "رفاعي"، غير مرة، أناس مختلفون يدخلون شقة "محمد شعبان" الموقع معه عقد الإيجار، ولم يعترض، فقد علم أن المستأجر يعطي المفتاح لأقرباءه لينتفعوا بالشقة المغلقة غالب أيام الشهر ولا يستفيد أحد منها.


يقول أحد الجيران بمحيط الحادث، رفض ذكر اسمه، بشارع أحمد ماهر إن المالك "محمد رفاعي" رجل طيب، لكن طيبته لا تعفيه من مسؤولية السؤال عن المستأجر، ما يوقعه في مآزق شتى.


يتابع الرجل أن "رفاعي" أجرّ شقة قبل عامين لسيدة وابنتها و"كان المنظر مش ولا بد، الست كانت عايشة لوحدها وبتنزل نص الليل، وعربية تبقى مستنياها تحت البيت، ويبقى اليونيفورم بتاعها مش مظبوط، وسألناه قال إنها ممرضة".


يضيف الجار أن "شوية شوية ولقينا فيه ناس بتتلم قدام البيت، والمنظر مكنش كويس، خصوصا ان الناس معظمها محافظة هنا في المربع ده، فقولناله وبعد كده بأسبوعين الست دي مشيت".


مرت السنة الأولى من استئجار محمد شعبان للشقة دون مشاكل، وهو ما شجع "رفاعي" إلى التجديد له لعام آخر، يقول إن المستأجر "محمد شعبان ده راجل كويس لما تقعد معاه تحس انه طيب، لكن أنا لو كنت أعرف ان هيحصل اللي حصل أنا مكنتش أجرتهاله".


كان القتيل في الشقة بحسب تحقيقات النيابة مأمور جمارك في سفاجا بالبحر الأحمر ومقيم بمحافظة المنيا، وعثرت المباحث عليه مقيد الرجلين، واليدين بالحبال، ومكمم الفم، بآثار تعذيب في أنحاء متفرقة من جسده، وآثار ضرب بآلة حادة على رأسه، كان هو سبب الوفاة.


أفاد مالك العقار والجيران الملاصقين للشقة مسرح الحادث أنهم لم يسمعوا أي استغاثات أو أصوات ضرب أو اقتحام ليلة الجريمة. كان شقيق المستأجر أول من فتح الباب صباحا ووجده دون كسر.


يكتنف مقتل مأمور الجمارك كثير من الغموض، لا أحد يستطيع الجزم بشخص القاتل. ومباحث الجيزة تكثف تحرياتها حول واقعة، وتتبع المترددين على الشقة ممن كان بحوزتهم مفتاحها.


"محمد رفاعي" لا يستبعد أن يكون مرتكب الجريمة أحد أقرباء المجني عليه "يمكن فيه خلافات بينهم"، يشير إلى أن كثيرين منهم كان معهم مفتاح، وهو ما يفسر دخول الشقة دون كسر الباب.