"جهينة".. الأسطورة التي لا تفارق خيال أبناء سوهاج، وبداخل كل منا مكان يرتبط بطفولته يظل الحنين إليه لكن بعض الأماكن تجذب إليها قلوب عامة المهتمين بتاريخ وطنهم ماضيه وحاضره.

تعد بوابة شحاتة يوسف أحد المعالم التاريخية التي لم تمحها السنون منذ 217 سنة منذ الحملة الفرنسية التي أرادت احتلال الصعيد وفشلت، مازالت آثارها باقية على آخر ما تبقى من جدار ما يعرف ببوابة شحاتة.

سجل التاريخ موقف المناضل عبدالله بهادر عمدة جهينة ودفاعه عن أحمد عرابي ونضاله ضد الإنجليز وعزله من العمودية بسبب مواقفه الوطنية
قاوم أهالي جهينة الحملة الفرنسية بكل بسالة ونضال -حيث تحتفل محافظة سوهاج بالعيد القومي يوم 10 أبريل تخليدا لهذه الملحمة الوطنية.
 

ويقول الحاج عبدالرحمن بهادر، النائب السابق بمجلس الشعب، إن تنافس أهالي جهينة في نيل شرف مقاومة الحملة الفرنسية جعل من جهينة مسرحا لأكبر معركة يواجهها الفرنسيون.

ويوضح جمال أبوشحاتة أنه دارت معارك ضارية دارت غرب جهينة ومازالت إلى وقت قريب أثار المعارك ظاهرة على الجدار الغربي لبيوت آل أبوشحاتة والمبنى بالطوب اللبن كانت عليها آثارضرب النار والمدافع الصغيرة لهدمها واستمات آل أبو شحاتة زجميع اهالي جهينة في الدفاع عن بيوتهم وبلادهم وقضوا على الفرنسين وهرب من تبقى منهم وكانت شر هزيمة للفرنسين على يد آل أبوشحاتة وأهل جهينة.

وذكر المؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي "ساعد أهل جهينة في هذه المعركة الطويلة خبرتهم في حروب الصحراء وقدرتهم على التحمل وسقط الشهداء واختلطت الدماء بالرمال وتوقفت المدافع صاغرة وامتلأت الشوارع بجثث الفرنسيين.

وذكر علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية "كان لأهل جهينة مديرية جرجا شهامة وثبات والفضل الأكبر للتصدي للفرنسيين".

تنتسب جهينة إلي جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة وهي قبيلة عربية كبيرة – ويقول الكاتب إبراهيم دسوقي أبو خبر أحد أبناء جهينة في كتابة "جهينة الماضي والحاضر": "إنه اختلف النسابة في قطاعه أهي عدنانية أم قحطانية، ومنهم من قال إنها جزما ثالث مثل العدناني والقحطاني ويرى أكثر المؤرخين أنه حمير من قحطان بن سبأ "وتوجد لها فروع في العديد من الدول العربية.
 

 مركز جهينة يقع شمال غرب المراغة وجنوب غرب طهطا عدد سكانه نحو 220 ألف نسمة مساحته نحو 110 كيلومترات.

من أبناء جهينة: جمال الغيطاني الصحفي، والأديب المعروف والمراسل الحربي في حرب أكتوبر رئيس تحرير أخبار الأدب، والشاعر مخمد بخيت الربيعىي والعمدة الحاج أبو زيد أبو شحاتة، والنائب عبد الرحمن بهادر، والشاعر محمد بخيت الرمادي، والشاعر الوطني الثائر أسامة بهادر، والنائب المرحوم محمود سلام أبو عقبل، والنائب المرحوم كمال أبو عقيل، والنائب فهمي دياب والنائب محمد الصغير أبو عياد، والنائب عدلان موسى والدكتور الناقد محمود بخيت الربيعي.

وأبناء جهينة منتشرون في كل أنحاء الجمهورية وسوف نذكر منهم بعض على سبيل المثال لا الحصر رجل الأعمال المشهور رشاد عثمان.

ولجهينة حكايات وطرائف، يقول الحاج عبد الرحمن بهادر النائب السابق في مجلس الشعب وحفيد الشيخ عبدالله بهادر عمدة جهينة الذي كان له دور بارز في الثورة العرابية:

"كان المسؤول عن أملاك الدولة يقوم بجمع الأموال من أصحاب الأراضي وتسليمها للأهالي وتم عقد جلسة تجمع كبار وأعيان وعمد ومشايخ القرى لجمع الأموال المطلوبة للدولة، وحين تحدث العمدة عبدالله بهادر قال له :من يتكلم يتكلم عن "جيبه" فقال الشيخ عبد الله وأنا أتكلم عن جيبي ودفع  المال المطلوب عن جميع اهالي القرية

وذكر الحاج عبدالرحمن أن أهالي جهينة تعاونوا جميعا في زراعة الأرض، ومن الطرائف أنهم عثروا على "إردب" من التقاوي وبلغ حجم التقاوي التي زرعت بها الأرض ألف أردب.
 

ويظل بيت ثقافة جهينة يعاني من الاختناق بين جداران شقة بالإيجار وينتظر مجمع محاكم جهينة الذي شيد على أعلى طراز معماري قرارا من وزارة العدل بنقل هيئة المحكمة والعاملين بها إلى مبنى جديد.
 

وقال العميد شحاتة عبد المجيد، رئيس مدينة جهينة إنه جار عمل توصيلات لربط شبكة مياه جهينة بمحطة مياه المراغة وجهينة على النيل.

وأضاف في تصريح لـ"دوت مصر" أنه تم حل مشكلة تكدس الباعة الجائلين في منطقة السوق القديم، وذلك من خلال عمل سوق حضري، موضحا أنه سيتم رصف شوارع المدينة بالكامل عقب الانتهاء من الصرف الصحي.