التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 09:48 م , بتوقيت القاهرة

هل تموت "السنة" بحذف صحيحي "البخاري ومسلم"؟

اشتد مؤخرا الهجوم على كتابي البخاري ومسلم، وهما كما يطلق عليهما، أصح كتابين بعد كتاب الله "القرآن"، عند المذاهب السنية من المسلمين، ويقابلهم عند الشيعة كتاب "بحار الأنوار" و"الكافي".


كان مقدم البرامج في قناة القاهرة والناس، إسلام بحيري، آخر من دعا صراحة إلى حرق البخاري ومسلم، مع عدد كبير من كتب التراث، وأثار كلامه حفيظة المؤسسة الدينية الرسمية، الأزهر الشريف، ما تسبب في تدخلها للمطالبة بمنع برنامجه والتحقيق معه.



فماذا سيفعل المسلمون من أهل السنة والجماعة إذا تم الاستغناء عن كتابي البخاري ومسلم، وحذفهما من على قائمة كتب الحديث المعتبرة؟


يرى العالم الأزهري، والمتخصص في علم الحديث، الشيخ محمد الجاويش، أنه لا يصح أن يقال أن البخاري ومسلم أصح كتبين بعد كتاب الله، ولكن التوصيف الصحيح لهما هو "أصح الكتب في السنة بحسب تلقي الأمة لهما بالقبول"، لأنه لا يقارن بكتاب الله كتب أخرى، مؤكدا أن الحديث لا يصح  فقط لكونه فيهما فضلا عن غيرهما، وإنما يصح الحديث إذا صح سنده ومتنه وتواتره.


وأضاف الجاويش، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن ما يوجه للكتابين من نقد نذر يسير لا يهدمهما، مؤكدا أنه لا يقدر أحد أن يدعي العصمة للبخاري ولا للمسلم، موضحا أنه لو نجحت محاولات هدمهما فإن السنة "لن تموت"، وأن معظم ما فيهما موجود في غيرهما من كتب الصحاح والسنن الأخرى، وبعضها أخذ نفس أحاديث البخاري ومسلم ولكن من طرق أخرى.


وأوضح أن الأمة اتفقت على تسمية 6 كتب بأنها "الصحاح الستة"، وهي الأعلى مرتبة في تصنيف كتب الأحاديث، وهي مرتبة، فإن حدث هدم لأحدها فإن التالي يحل محله، مضيفا أن هناك كتب أخرى ليست مشهورة ولكن بها أحاديث صحيحة، مشددا على أن بعض كتب الصحاح فيها روايات لو تم تأويل نصوص أحاديثها، لخرجنا من هذا المأزق.


كتب الصحاح


يأتي في قائمة كتب الأحاديث الصحيحة بعد البخاري ومسلم، 4 كتب أخرى، تسمى جميعا بكتب الصحاح الستة، وأول من أطلق عليها ذلك هو العالم المسلم محمد بن طاهر المقدسي، الذي توفي في القرن السادس الهجري، بعد أن ألف كتابه "شروط الأئمة الستة"، وسار على منواله باقي علماء المسلمين، وهذه هي الكتب الأربعة التي تأتي بعد البخاري ومسلم:


سنن أبي داود


"سنن أبي داود" كتاب يبلغ أحاديثه 4800 حديث، اختارها أبو داود السجستاني من 500 ألف حديث جمعها، واقتصر فيه على أحاديث الأحكام، واشتهر "سنن أبي داود" بين الفقهاء لجمعه أحاديث الأحكام، وذكر مؤلفه أنه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه، وأثنى عليه ابن القيم ثناءً بالغا في مقدمة تهذيبه·



سنن النسائي


"سنن النسائي" جمعه أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي، المولود سنة 215 هـ والمتوفي سنة 303 هـ، وألف النسائي كتابه "السنن الكبرى" وضمنه الصحيح والمعلول، ثم اختصره في كتاب "السنن الصغرى" وسماه "المجتبى"، وجمع فيه الصحيح عنده، و"المجتبى" أقل السنن احتواء للحديث الضعيف، درجته تأتي بعد "الصحيحين"، فهو - من حيث الرجال - مقدم على "سنن أبي داود والترمذي" لشدة تحري مؤلفه في الرجال.



سنن الترمذي


"سنن الترمذي" جمعه أبو عيسى محمد الترمذي، ألفه الترمذي على أبواب الفقه، وأودع فيه الصحيح والحسن والضعيف، مبينا درجة كل حديث في موضعه مع بيان وجه الضعف، واعتنى ببيان من أخذ به من أهل العلم من الصحابة وغيرهم، وقد جاء في هذا الكتاب من الفوائد الفقهية والحديثية ما ليس في غيره واستحسنه علماء الحجاز والعراق وخراسان حين عرضه مؤلفه عليهم.



سنن ابن ماجه


"سنن ابن ماجة" جمعه محمد بن يزيد ابن ماجة، بلغت أحاديثه 4341 حديثا، والمشهور عند كثير من المتأخرين من المحدثين أنه السادس من كتب أصول الحديث "الأمهات الست"، إلا أنه أقل رتبة من "السنن" سنن النسائي وأبي داود والترمذي، وأكثر أحاديثه قد شاركه في إخراجها أصحاب الكتب الخمسة السابقة أو بعضهم، لكنه انفرد عنهم بحوالي 1339 حديثا.