التوقيت السبت، 11 مايو 2024
التوقيت 10:22 ص , بتوقيت القاهرة

هل تعيد قاعة عبدالعزيز باشا فهمي سيناريو براءة مبارك؟

قاعة عبدالعزيز باشا فهمي، أكبر قاعات دار القضاء العالي، والتي استقبلت الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 10 يناير الماضي، للمشاركة في احتفالية عيد القضاء، من المقرر أن تشهد غدا الخميس، جلسة انعقاد محكمة النقض، والتي ستحسم مصير الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في القضية المعروفة إعلاميا بـ"قضية القرن".


اللافت في الأمر أن مبارك كان أول رئيس يتجه لدار القضاء العالي، وتحديدا لقاعة عبدالعزيز باشا فهمي، في 9 يناير 2011، للمشاركة فيما أطلق عليه عيد القضاء الأول، وذلك قبل أسبوعين من اندلاع التظاهرات ضده التي قادت لتخليه عن حكم البلاد يوم 11 فبراير من ذات العام.


وألقى حينها مبارك خطبة أشار خلالها إلى استجابته لمطلب مجلس القضاء الأعلى بإقامة احتفال سنوي بعيد القضاء، تأكيدا للمكانة الرفيعة لقضاة العدل وللرسالة السامية التي يحملون أمانتها.



اسم مبارك الذي هز أركان قاعة عبدالعزيز باشا فهمي في 2011، تم ترديده بداخل القاعة مرة أخرى في العام التالي، وتحديدا في 23 ديسمبر 2012، ولكن كان الوضع في تلك المرة مختلفا للغاية، حيث تردد اسم مبارك كمتهم يطعن على حكم سجنه المؤبد في "قضية القرن"، ولكن لم يحضر مبارك، بل تم الاكتفاء بالدفاع، وحجزت محكمة النقض يوم 13 يناير 2013، للنطق بالحكم، وألغت حكم سجن مبارك، وإعادة محاكمته من جديد.


أعيدت محاكمة مبارك مرة أخرى أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود الرشيدي، والتي قضت ببراءة مبارك، إلا أن النيابة طعنت على الحكم، لتنظر محكمة النقض غدا، ذلك الطعن، وليتردد اسم مبارك مرة أخرى في قاعة عبدالعزيز باشا فهمي، ولكن أيضا دون حضوره.


هل تُنصف قاعة عبدالعزيز باشا فهمي، الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كما حدث في المرة الأولى بإلغاء حكم سجنه؟.. هذا ما سيتضح خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة من خلال قرار محكمة النقض، سواء بإصدار حكم غدا الخميس، أو حجز القضية لإصدار حكم في موعد لاحق، وسيكون الحكم إما تأييد للبراءة، وبذلك يكون حكما نهائيا، أو القضاء بإلغاء حكم البراءة وإعادة محاكمته من جدبد.


"عبدالعزيز فهمي" تستقبل السيسي


ذات القاعة التي خلت من استقبال الرؤساء، منذ عيد القضاء الأول في 2011، عادت لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 10 يناير 2015، للمشاركة في احتفالية عيد القضاء، وسط حشد كبير من رجال القضاء، وأعضاء النيابة العامة، حيث بعث من خلالها السيسي رسالة للشعب المصري للتأكيد على استقلال هذا القطاع.



عبدالعزيز باشا فهمي


سميت القاعة نسبة للمستشار عبدالعزيز باشا فهمي، من مواليد عام 1870، تدرج في السلك القضائي حتى استقال من رئاسته لمحكمة الاستئناف عام 1930، بعد أن قرأ في إحدى الصحف أن عضوا بمجلس النواب يسأل عن راتب رئيس محكمة الاستئناف، وكيف يتساوى مع راتب الوزير، فتوجه إلى قصر عابدين وقدم استقالته للملك فؤاد الأول، لأنه اعتبر السؤال عن راتبه من عضو بالبرلمان تدخلا في السلطة القضائية.


أنشئت محكمة النقض في نفس العام، فاختتم حياته القضائية برئاسة هذه المحكمة، واختار لها اسم "النقض" الذي قيل إنه استوحاه من الآية القرآنية الكريمة "وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا".