التوقيت الأحد، 19 مايو 2024
التوقيت 12:05 م , بتوقيت القاهرة

بروفايل| العسيري.. "صقر" سعودي يهدد طموحات الحوثيين

استيقظ العالم في صباح الخميس، 26 مارس الماضي، على غارات عسكرية شنتها القوات الجوية السعودية بمعاونة قوى عربية أخرى، ضد معاقل الحوثيين في اليمن، ففي الثانية عشرة من المساء أعطى العاهل السعودي إشارة البدء بالضربة الجوية بـ"عاصفة الحزم"، التي شاركت فيها 10 دول عربية وإقليمية.


بداية العاصفة


ظهر للجمهور وجه عسكري غير مألوف في مؤتمر صحفي، الخميس، متحدثا عن نتائج الضربة العسكرية بإتزان شديد وثقة عالية بالنفس، لفتت انتباه الكثيرين، ومع استمرار العمليات العسكرية في اليمن، أصبح العميد أحمد حسن العسيري، المتحدث الرسمي باسم عملية "عاصفة الحزم"، محط أنظار العالم في أقل من أسبوع.



العسيري، الذي بزغ نجمه الأسبوع الماضي، أعاد للسعوديين الصورة الذهينة، للعقيد أحمد الربيعان، المتحدث باسم القوات المشتركة في حرب الخليج الثانية المعروف إعلاميا بـ "عاصفة الصحراء".


 






ويعد الجنرال السعودي الذي كان متحدثا باسم "نمور القوات الجوية" في الحرب الأولى على الحوثيين في 2009، من مواليد محافظة عسير التي تقع جنوب غربي السعودية، بالقرب من الحدود اليمنية، ودفعته الأقدار إلى أن يكون مسؤولا إعلاميا على الحملة التي يشنها ما يعرف بـ"التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" ضد مليشيات الحوثي.


 


مسيرة متميزة


عمل "العسيري"، الذي كان أول دفعته في إحدى الأكاديميات العسكرية في فرنسا، مديرا لمكتب الأمير خالد بن سلطان، عندما شغل الأخير منصب وزير الدفاع السعودي، حيث مكنته إجادته اللغات الأجنبية من أن يكون مترجما له في العديد من اللقاءات العسكرية الهامة.


 



 


كما يعد المتحدث باسم "عاصفة الحزم" من أمهر الطيارين الذين أنجبتهم المملكة، ودفعته كفائته إلى العمل مدرسا في أكثر من معهد عسكري سعودي، مثل قوات الدفاع الجوي، وكلية الأركان، وجناح الحرب.




"الحزم" و"الحسم" 


الصقر السعودي الأسمر، كما يلقبه البعض، امتاز بسرعة رد الفعل في المؤتمرات الصحفية الستة، التي عقدت خلال الأسبوع الماضي تعقيبا على عاصفة الحزم، فاستطاع أن يهرب من فخاخ الصحفيين بمهارة وذكاء ملفت للنظر، بينما لم تمنعه دبلوماسيته، التي استعملها في مواقف كثيرة، من أن يكون حازما حاسما في مواقف عدة أوصل من خلالها العديد من الرسائل الهامة والمطمئنة للعالم.



الشفافية ودقة التحليل


استطاع العميد أحمد العسيري خلال الأيام الماضية رصد تفاصيل دقيقة عن الأوضاع الميدانية للعمليات في اليمن، عبر شرح واف للصحفيين، من خلال مجموعة من الفيديوهات والصور التي أطلعتهم على مستجدات الأوضاع بشفافية عالية.



تعليق في الجون


أثار تعليق المتحدث باسم "عاصفة الحزم" على سؤال أحد الصحفيين، حول تكلفة العملية العسكرية ضد الحوثيين، إعجاب الكثيرين، عندما أكد له أن سلامة وأمن اليمن أهم بالنسبة للمملكة من مليارات الدولارات. 



ذكاء ومرواغة 


في رده على سؤال صحفي حول المصاعب التي واجهت القوات الجوية السعودية لإخراج الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي من عدن إلى الرياض، وكيف ستتمكن من إعادته إلى عدن مرة أخرى، أكد "العسري" الالتزام بتعليمات قيادات عملية "الحزم"، الذين أوصوا بـ"حماية الشرعية في اليمن المتمثلة في الرئيس ومؤسسات الدولة"، دون أن يخوض في تفاصيل عملية النقل والمصاعب التي تعرضت لها القوات السعودية.




لسان طليق 


يتمتع العميد السعودي بإجادة كبيرة للغة الإنجليزية والفرنسية، وبدا ذلك واضحا في ردوده السريعة على الصحفيين الأجانب بمصطلحات سهلة وسلسلة، تغلفتها ابتسامة تحمل رسائل كثيرة في طياتها. 



إرهاب الخصوم


استطاع الطيار السعودي، من خلال عدة مؤتمرات صحفية، أن يرسل رسائل مبطنة إلى عدة قوى إقليمية ودولية على لسان المملكة العربية السعودية والدول المشاركة في التحالف، حملت أحيانا صيغ أقرب إلى التهديد، فرد على سؤال أحد الصحفيين عن تواجد الحرس الثوري الإيراني في اليمن، أن تواجد أي إيراني في اليمن يضمن لهم أن يلقوا مصير حلفائهم الحوثيين.