التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 12:12 م , بتوقيت القاهرة

فيديو: "سادات قريش" أول مسجد في إفريقيا آيل للسقوط


مسجد سادات قريش هو أول مسجد بني في أفريقيا، وهو من أهم المعالم الإسلامية البارزة، ويعتبر أقدم المساجد في مصر وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريما لشهداء المسلمين من صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر، ويذهب بعض المؤرخين إلى الاعتقاد بأن هذا المسجد هو أول مسجد بني في مصر وأفريقيا قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، ومسجد الرحمة في الإسكندرية


ويحتوي المسجد على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وشيدت جدرانه من الطوب اللبن والدبش وأقيم من جهة القبلة صف من جذوع النخل بدلا من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطمي، وتبلغ مساحته حوالي أكثر من 2000 متر وكان يطلق عليه مسجد الشهداء لاستشهاد عدد من الصحابة أسفله أثناء معركة المسلمين بقيادة عمرو بن العاص مع الرومان.



وقد تم ترميم المسجد في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون، وأطلق عليه جامع المأمون، وتم بناء المسجد في السنة الـ18 من الهجرة في العام الأول من الفتح الإسلامي، وكاد المسجد ينهار بعد أن أهملته الدولة وقام الباعة الجائلون بتشويه جدرانه ذات الطراز المعماري إلى أن قام أحد رجال الأعمال بتطويره على نفقته الخاصة عندما كان عضو مجلس شعب عن دائرة بلبيس، ويتوافد عليه الآلاف من أبناء مركز بلبيس لتأدية الصلاة فيه في شهر رمضان الكريم.



"دوت مصر" التقت رواد المسجد حيث قال أحمد لبيب شعبان إن المسجد سمي بذلك لاستشهاد 120 صحابياً ضمن جيش المسلمين الذي حارب الرومان في بلبيس، واستشهد منهم عدد كبير ينتسبون إلى قبيلة قريش، التي ولد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم.


 وأكد أن المسجد زاره العديد من السياح للاطلاع على تاريخ وحضارة المسجد، وكان غالب السياح يأتون من الهند وباكستان وبعض الدول العربية معليين زياراتهم بأن من دفن تحت المسجد هم أجدادهم.


وأوضح لبيب بأن الرعاية من قبل الأوقاف والآثار تكاد تكون منعدمة، لافتا إلى أن هيئة الآثار عقب إبلاغ أحد الجيران لها بأن المأذنة يوجد بها بعض الميول فقامت بتنزيل جزء منها، وتم وضعها بجوار المأذنة مطالبا هيئة الاثار بضم المنطقة الموجود بها المأذنة للمسجد حتى يتسع للمصلين حيث إنه يتوسط المدينة وله آلاف الرواد.



واوضح أحد الأهالي ويسمى محمد البيطار، أن المسجد لم يكن على هذه الصورة من قبل حيث تبرع الأهالي ورواد المسجد، لترميمه لأنه كان بدون سقف والحائط على ارتفاع متر واحد.


وقال أحمد الكومي أحد رواد المسجد أن المأذنة بناها الأمير مصطفى الكاشف، ومنذ تنزيل جزء منها ولم نر أي اهتمام من قبل مسؤولي هيئة الآثار أو الاوقاف حيث لا يوجد بالمسجد سوى عامل واحد في حين أن هناك بعض الزوايا يوجد بها عاملين.


وأضاف الكومي أن أهالي المنطقة تعدوا على حرم المسجد واستولوا على قطع من الأراضي، وقاموا بالبناء عليها دون وجه حق.


وأكد ياسر سلام أن المسجد رغم أنه تابع للآثار الإسلامية إلا أن الهيئة أهملته لدرجة كبيرة، وأن أهالي بلبيس هم من يقومون بترميم وفرش المسجد، وأنه يتم عقد أمسيات دينية كبري، وندوات داخل المسجد لأن له روحانيات خاصة ولابد من تحرك المسؤولين ووضعه على خريطة السياحة الإسلامية



قال الحاج عزت السيد إن عمره تجاوز الـ70 عاما، ويوميا ينزل من منزله إلى المسجد لأداء الصلاة حيث يرى في ذهابه إلى المسجد متعة


من جانبه قال إمام المسجد محمد عبدالرحمن نجم إنه يعد علامة بارزة في التاريخ الإسلامي، وتمت تسميته مسجد الشهداء لأنه شهد وفاة 250 مسلما في المعركة التي دارت بين المسلمين والرومان كان من بينهم 20 من صحابة الرسول، تم دفنهم أسفل المسجد إلا أنه تم تغيير اسم المسجد إلى "سادات قريش" تكريما لشهداء المسلمين من صحابة الرسول.


وانتقد نجم قرار المجلس الأعلى للآثار بغلق الساحة الخلفية للمسجد بزعم وجود آثار بها قائلاً إن المسجد أثري ويحتاج إلى التطوير، ولكن اهتمامات هيئة الآثار تتجه إلى المساجد الكائنة بالعاصمة فقط بغض النظر عن باقي المساجد الأخرى رغم أهميتها وتقدمنا بأكثر من شكوى إلى المجلس الأعلى للآثار لاستغلال المساحة الخلفية للمصلين لأن المسجد لا يسع المصلين جميعا ولم يعيرنا أحد أي اهتمام.