التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 06:18 ص , بتوقيت القاهرة

متجاهلين "عاصفة الحزم".. اللبنانيون يغردون خارج السرب

بينما تعصف الأحداث بخريطة الدول العربية، ويشن تحالف مكون من 10 دول هجمات بالعمق اليمنى لإيقاف تمدد إيران وحالة الفوضى بمحيطنا فى الوقت نفسه يبدو،  لسان حال "لبنان" وقت الأزمات - كقرار  - هو ما تغنى به الرائع "مارسيل خليفة من كلمات الراحل "محمود درويش"؛ "ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا، ونرقص بين شهيدين".



فبالتزامن مع عاصفة الحزم العربية، ضد الانقلاب على شرعية الرئيس المعترف به دوليًا "عبد ربه هادى" تصدر أكثر من "هاشتاج" ذي صلة بالضربات العربية لمليشيات الحوثى، بينما غرد اللبنانيون منفردون خارج السرب، بهاشتاج محلي، غير معني بالحرب.




"المشكلة انو".. "هاشتاج" لبناني محلي جعل منه اللبنانيون محل اهتمام داخلى، فيما يشبه حالة، نقاش مجتمعى حول أبرز سلبيات الدولة اللبنانية من وجهة نظر مواطنيها، كمحاولة للنقد الذاتي، وفي الوقت نفسه كقوقعة عازلة، تحميهم من صهد الحرب القريبة منهم. وقد بلغ التدوين تحته حتى وقت كتابة  هذه السطور 17.300 تغريدة.



لبنان المحاصرة بالجغرافيا حيث سوريا من الشرق والشمال، وفلسطين المحتلة "إسرائيل" من الجنوب، يبدو أنها قد اكتفت من الحرب، بعد أن تشبعت سمائها برائحة البارود العربي، بعد أكثر من حرب داخلية وخارجية، أصبحت اليوم لبنان منكبة على شؤونها الداخلية، كمحاولة الحفاظ على ما تبقي من شجر الآرز، والروح المحبة للحياة. يقول درويش "نسرق من دود القز خيطا لنبني سماء لنا ونُسيج".








تلك هي بيروت التي وإن أردنا أن نتحدث عنها بلسان حال شعبها، لابد وأن نستعيد من الذاكرة، أحد أهم مشاهد السينما العربية، والذى أنتجته عقلية المخرج اللبناني "زياد دويرى" متحدثا عن زمن الحرب الأهلية اللبنانية، وقت أن كانت بيروت كما اليمن اليوم مقسمة إلى شمالية وغربية، لم يجد "زياد دويرىي أفضل من شخصية أم وليد ليعلن عن روح بيروت. 




 يقول "زياد" على لسان "أم وليد" صاحبة أحد علب الليل، "هنا ما فى شرقية ولا غربية، عند أم وليد بيروت وبس"، وهو قول مهذب يمكن تطبيقه على هاشتاج "المشكلة أنو" الذي وكأنه يقول للعرب  "خذوا عواصفكم، ودعونا نغرد منفردين من فوق أشجار الأرز".