التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 04:00 م , بتوقيت القاهرة

خاص| عمان في يدها إعادة "اليمن السعيد"

في ظل الأزمات المتكررة التي تعصف باليمن، وفقد معها العاصمة صنعاء كما فقد الجملة التي اشتهر بها "اليمن السعيد"، ما زالت سلطنة عمان تملك بعض الأدوات التي قد تعيد لهذا البلد صفته الشهيرة.


نغمة التوافق التي يعزفها المسؤولون في العلاقات الخارجية العمانية مع قيادات تنظيم أنصار الله "الحوثيين"، جعلت من مسقط مصدرا للعديد من الاتفاقيات بين الفرقاء في اليمن، حتى أن تقارير صحفية كشفت سعي مسقط للتقدم بمبادرة خليجية جديدة لإنهاء الصراع.


وهو ما ظهر جليا عندما ألقى زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، كلمة شكر فيها سلطنة عمان على دورها الإنساني والأخلاقي جراء الانفجارات التي استهدفت مساجد صنعاء وخلفت مقتل عشرات الحوثيين.


وأعلنت سلطنة عمان يوم الجمعة الماضي، استقبالها 40 جريحا من مصابي حادثي التفجير، الذين استهدفا مسجدي "بدر"، و"الحشوش" بالعاصمة اليمنية، صنعاء.



ويقول المحلل السياسي اليمني ماجد الشعيبي في تصريح لـ"دوت مصر"، إن عمان تعد خطط عسكرية في الجنوب استعدادا لأي تحرك وشيك في المستقبل وذلك بعلم من مجلس التعاون الخليجي"، مؤكدا أن "دور سلطنة عُمان لن يختلف كثيرا عن دور مجلس التعاون الخليجي إزاء الأزمة اليمنية خصوصا أنها تقع على مقربة من الحدود اليمنية".


وكشف الشعيبي أن لمسقط دورا بارزا لعبته في جلسات الحوار المزعم عقده في الدوحة، ومن ثم التوقيع على الاتفاق النهائي في العاصمة السعودية الرياض.


فيما أكد السفير المصري في إيران محمود فرج أن الدور العماني هو توافقي بالأساس في مختلف أزمات العالم العربي، لما تتميز به من علاقات طيبة مع إيران، ما دفع عُمان من تلقاء نفسها لأن تسير في مسعى التهدئة باليمن.


وأشار فرج إلى أن جهود عمان لن تخرج عن إطار سياسة مجلس التعاون الخليجي، بل ستكون أداة للمجلس في تحقيق التهدئة بمنطقة الخليج العربي.


وحول عودة السلطان قابوس إلى عُمان بعد رحلة علاج طويلة، أكد أنه سيسهم في تحقيق الهدوء والسلم وتسهيل التواصل بين دول الخليج وإيران.


تسعى إيران هي الأخرى للجوء للتسوية السلمية لأنه ليس من مصلحتها إشعال المنطقة العربية في الوقت الحالي بينما ينتاب الدول العربية اعتراض على تحرك طهران في منطقة الخليج وسوريا والعراق ولبنان، بحسب ما أوضحه السفير المصري.


من الملاحظ في الفترة الأخيرة أن سلطنة عُمان تواجه اتهامات عديدة، من أطراف سياسية مختلفة، سواء يمنية أو خليجية أو عربية، بسبب موقفها غير المُحدد حتى الآن؛ فهي طالما عُرفت بعلاقتها الجيدة مع إيران ووقوفها على الحياد بين إيران ودول الخليج العربي.


في حين تم تداول بعض الأخبار الصحفية خلال الشهور الماضية، عن نية سلطنة عُمان في القيام بوساطة بين الفُرقاء اليمنيين وطرح ما يُسمى بمبادرة خليجية ثانية، في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن لجوء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى السلطنة عقب شن المملكة العربية السعودية عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، فجر الخميس.