التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:35 م , بتوقيت القاهرة

صبيح يفتح خزائن ذكرياته في الذكرى السبعين لـ"الجامعة العربية"

تحتفل جامعة الدول العربية في 21 مارس من كل عام بذكرى ميلادها كأول كيان عربي، وتكتسب الاحتفالات هذا العام طابعًا خاصًا وذلك لمرور 70 عامًا على تأسيسها.


وحول دور الجامعة العربية، وما قامت به منذ تأسيسها، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة،  السفير محمد صبيح: إن "الجامعة العربية مرت بمشاكل كثيرة جدًّا، على مدار العقود الماضية، ولاسيما بعد تأسيسها، الذي جاء بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، وتبع ذلك حرب باردة بين معسكرين، قسم العرب إلى جزئين".


ودعا صبيح، الذي عاصر الجامعة العربية وعملها في فترات مختلفة من حياته، إلى "ضرورة النظر إلى تاريخ العرب في السبعين سنة الماضية،  فعندما تأسست جامعة الدول العربية قامت بقرار من سبع دول عربية، بينما كانت باقي الدول العربية غير مستقلة، وتخضع للاستعمار، ومنها من انتزع استقلاله بالدم والكفاح، كما الحال  في الجزائر وجنوب اليمن".


ولفت، إلى "محاولات زرع الأزمات في الإطار العربي منذ البداية، حتى إنهم عندما بدأوا في التعامل مع قضية فلسطين، كانت الخطوة الأولى في ضرب الأمة العربية، حتى لا تكون موحدة، وحتى لا تجمع طاقاتها المختلفة، من بترولية، وجيوبلوتيكية، وتصنيعية، وكل ذلك خلق مشكلة دائمة، اسمها إسرائيل، وفصلوا عرب المشرق عن عرب المغرب، ولا يزال الاستنزاف مستمر، حيث تم تقسيم فلسطين على غير إرادة شعبها لأهداف إستراتيجية واضحة، ذكروها وذكرها تشيرشيل ونابليون قبل ذلك، ونجحوا في وضع الأمة العربية الخارجة من ظل احتلال، ومن ظل الإمبراطورية العثمانية التي أساءت للعرب في هذه الأرض، في إطار من التبعية".


وتابع :"بالتالي فنحن نتحدث عن ظرف صعب، قامت خلاله الجامعة العربية، لكنها كإطار كانت ضرورية جدًّا، فهي حافظت أولًا على الكيان العربي، ولاسيما أنها من أقدم الكيانات الإقليمية في العالم، وهناك ضرورة إستراتيجية كبرى لوجودها من أجل البقاء والحفاظ على مقدرات هذه المجموعات".


ويكمل: "عندما بدأنا في تعديل ميثاق جامعة الدول العربية، ونحن سفراء، بوجود الأمين العام الأسبق، الدكتور عصمت عبدالمجيد، وأذكر من السفراء في ذلك الوقت، أحمد لقمان، ونايف القاضي، وإبراهيم الماجد، من البحرين، ويوسف المقدم من تونس، كنا قد وضعنا مخططًا سرنا عليه لتعديل ميثاق جامعة الدول العربية، بأن تكون القمة العربية أحد مجالس الجامعة العربية، ولكن عدل في اجتماع القاهرة في العام 2000، ووقع الرؤساء والملوك على ما ذهبنا إليه، وأصبحت القمة العربية تجتمع دوريًّا، وفقًا للحروف الأبجدية في شهر مارس من كل عام، وهذا بالنسبة لي كان أحد أهم الإنجازات التي حققناها".


ويستطرد: "عندما جئتُ للجامعة العربية كانت هناك مشكلة لدى الجانب الفلسطيني، ظهرت بعد  انتهاء حرب الخليج القاسية، وكانت هناك دول شقيقة عزيزة علينا، لا تتعامل مع الجانب الفلسطيني لموقف محسوب، سواء كان خطأً أو صحيحًا، على القيادة الفلسطينية من حرب الخليج، الأمر الآخر كنا قد وقّعنا اتفاقية أوسلو، وغضب علينا اليسار العربي وقاطعنا، ونظرًا إلى هذه الظروف طلب مني الرئيس الفلسطيني السابق، ياسر عرفات، وكلفني بأن أعمل مندوبًا لفلسطين لدى الجامعة العربية".


وأوضح صبيح، "واجهتني صعوبة في البداية، لكن وبالتعاون والتشاور أصبحت عميدًا للسلك الدبلوماسي في الجامعة العربية، ويمكن القول بأني كنت في النهاية صديق وأخ للجميع، وكنت أقوم بحل بعض القضايا، وكانت إدارة فلسطين في الجامعة العربية من أكثر الإدارات إصدارًا للبيانات والتقارير شبه اليومية التي تهتم بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة".


وحول دور الإدارة وعملها داخل الجامعة العربية، قال: "خصصنا، رغم ظروف الجامعة المالية، مبلغًا من المال يتم إرساله إلى وزارة الأسرى، لمساعدة الأسرى الفلسطينين الذين يقضون أحكامًا مؤبدة في السجون الإسرائيلية، وفي الحروب على غزة، كنا نتحرك بتوجيه وموافقة الأمين العام، برسائل إلى كل الدول العربية، نطالبها بدفع أكبر قدر ممكن من المساعدات الطبية والمالية".


وبشأن ما يصدر  من بيانات يومية، ومتابعات مستمرة، قال: "ولا اعتقد أن هناك من يقوم بمثل هذا الجهد، كما كنا نقوم به في هذا القطاع، حيث كان لدينا مجلة شهرية تذهب إلى 26 ألف عنوان، ونشرة يتم إرسالها لكل الذين يهتمون بالوضع الإسرائيلي حتى يكونوا على بينة مما يجري، بالإضافة إلى التقارير والمذكرات التي تكاد تكون يومية".


وختم صبيح، قائلًا: إن "تجربتي مع الجامعة العربية مختلفة، فذكرياتي تعود مع الجامعة منذ كنت طالبًا، حيث مررت بمراحل مختلفة حتى الوقت الراهن، فشغلت فيها منصب أمين عام مساعد لشؤون فلسطين، كما عملت مندوبًا لفلسطين قبل ذلك في الفترة من 1994 وحتى 2005، وكانت تلك الفترة من أجمل ذكرياتي حيث تعاونت مع مجموعة من السفراء الأصدقاء، الذين كانوا على مستوى عالٍ جدًّا من الخبرة، وكنا نلتقي ونناقش القرارات على أعلى مستوى ممكن، لأن مناقشة القضايا في هذا الإطار هو الذي يمهد لأخذ القرارات على المستوى الوزاري، ومستوى القمة".


تجدر الإشارة إلى أنذكريات صبيح الكثيرة داخل أروقة الجامعة العربية، والتي ينوي بأن يحكيها في كتاب من ثلاث كتب، ينوي أن يقوم بكتابتهم، من بينهم كتاب عن حياته وذكرياته الكثيرة في الجامعة العربية، والأمناء الذين عاصرهم، حيث عمل مع ثلاث أمناء، هم؛ الدكتور عصمت عبدالمجيد، و عمرو موسى، والدكتور نبيل العربي، بالإضافة إلى مجموعة من الأمناء المساعدين وغيرهم.