التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 11:52 م , بتوقيت القاهرة

حوار| "صافيناز" أول مديرة بالتعليم في أسوان

واجهت رفض المجتمع ذي التقاليد والعادات المحافظة للغاية.. تركت بصمتها في التعليم العام ووصلت إلى وكيلة وزارة، واجهت تحديات صعبة بنجاح.. تتمنى أن تكون محافظة.



 تعتبر صافيناز محمد إبراهيم المرأة الأسوانية الوحيدة التي تولت منصب وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة أسوان عقب ثورة 25 يناير، والأولى التي تولت منصبا قياديا بمديرية التربية والتعليم في وقت كان يرفض فيه المجتمع الصعيدي ذهاب البنات إلى المدارس.


التقى "دوت مصر" بالأستاذة صافيناز والتي تشغل منصب المدير التنفيذي لمؤسسة مصريين بلا حدود عقب خروجها على المعاش للتعرف على أهم المراحل والتحديات التي مرت بها أثناء توليها المنصب.


- أنتِ أول امرأة في أسوان تتولى منصب قيادي بمديرية التربية والتعليم، كيف اتخذتِ تلك الخطوة الجريئة، وما هي الخطوات التي اتبعتيها؟


صافيناز: كانت المرأة في الصعيد من الفئات المهمشة وخاصة قبل ثورة يناير؛ لذلك سعيت لتولي منصبًا قياديًا بمديرية التربية والتعليم حتى أثبت أن المرأة تستطيع النجاح في أي مجال، وفور الإعلان عام 2009 عن وظيفة مدير التعليم العام بمديرية التربية والتعليم بأسوان تقدمت للوظيفة ضمن 14 آخرين جميعهم رجال، وكنت المرأة الوحيدة، وبتوفيق من الله حصلت على وظيفة مدير عام التعليم العام فى أسوان، وكنت أول امرأة تشغل منصب مدير تعليم عام بأسوان، واستطعت أن أترك بصمتي في جميع الإدارات الخمسة بالمحافظة من رياض الأطفال حتى ما قبل التعليم من خلال التعاون والمشاركة مع كل القائمين على العملية التعليمية في قطاع التعليم العام.



- شغلتي منصب وكيل وزارة التربية والتعليم عقب ثورة يناير لتصبحي المرأة الوحيدة بمحافظة أسوان التي تتقلد ذلك المنصب حتى الآن، ما هي المراحل التي اتبعتيها لتولي المنصب في الوقت الذي يرفض فيه المجتمع تقلد المرأة لأي منصب.


-صافيناز: كان لدي طموح في الوصول إلى منصب وكيل وزارة التربية والتعليم، وتم إعلان مسابقة في وزارة التربية والتعليم عام 2011 للتقديم لوظيفة وكيل مديرية أو مدير مديرية بأسوان، وتوجهت إلى القاهرة يوم 23 يناير 2011، وتقدمت للمسابقة عقب قيام ثورة يناير بيومين، وعقب قيام الثورة طالب المعلمين بأسوان بإقالة مدير المديرية بأسوان في ذلك الوقت، وأسند محافظ أسوان الأسبق مصطفى السيد مهام العمل إليّ بعد اعتراضي على توكيل المهام لوكيل المديرية في ذلك الوقت؛ نظرًا لأنني كنت في منصب أعلى وحاصلة على مؤهل أعلى كما أنني حاصلة على درجة الماجستير، ولي الحق في إدارة المديرية،وبالفعل تم انتدابي من اللواء مصطفى السيد ثم من الدكتور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم في ذلك الوقت  .


-توليتي مسؤولية مديرية التربية والتعليم في أسوان عقب اندلاع ثورة يناير، وكانت من أصعب الفترات التي مرت بها مصر، كيف استطعتِ مواجهة تلك المصاعب؟


-صافيناز: بالفعل توليت المديرية في فترة عصيبة، وكان بها العديد من المشاكل، والمطالبات، والمخالفات بسبب الانفلات الأمني والأخلاقي في ذلك الوقت لكني استطعت مواجهة جميع التحديات وحل العديد من المشاكل التي كانت تؤثر على العملية التعليمية، وكنت أتمنى أن أقدّم خدمات أكثر، خاصة وأنه تم اختياري خبيرا استراتيجيا ضمن 20  على مستوى الجمهورية كلفوا بتنفيذ الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة منذ عام 2007 حتى عام 2012، وبالفعل شرعنا في تنفيذها وبعد الثورة كل شيء توقف لأن عملية التنمية والتطوير كانت ضعيفة جدًا في تلك الفترة بالتربية والتعليم بسبب المطالبات المستمرة من بعد الثورة، والوقفات الاحتجاجية و قطع الطريق لدرجة وجود المشكلات يوميًا وأسعى إلى حلها، فكان لابد من التحلي بالصبر في الرد على المطالبين بحقوقهم.



- متى انتهت خدمتك بالتربية والتعليم؟


صافيناز: خرجت  على المعاش في 5 ديسمبر 2015 وبعد فترة عمل استمرت حوالي 36 عامًا بدأت فيها كمعلمة، وتدرجت وظيفيًا حتى منصب وكيل وزارة، استطعت من خلالها أن أثبت قوة وجدارة المرأة فى القيام بأي عمل بالرغم من رفض المجتمع لتوليها المناصب القيادية، وبعثت من خلالها رسالة إلى المجتمع مفادها إذا رغبت المرأة فى شيء ستحققه، ولابد أن تُكرَم، وتتاح لها جميع الفرص لتثبت جدارتها، حيث كنت أعمل 24 ساعة بشكل متواصل وأحل المشكلات التي تواجهنا في أي وقت، كنت أتمنى أن تصل المرأة إلى منصب محافظ مثلما وصلت إلى منصب وزيرة لأنها يجب أن تأخذ فرصتها كاملة ويعلم الجميع أنها  قدرت على التغيير وشاركت فى الاستفتاء على الدستور واختيار رئيس الجمهورية، وآخر مشاركة لها كانت في المؤتمر الاقتصادي الذي شهد العالم على نجاحه ،وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي سيكون لها دور فى التنمية المستدامة وستأخذ حقها .



ما هي أبرز التحديات التي واجهتك أثناء فترة عملك وكيلة وزارة للتربية والتعليم؟


- من أبرز التحديات خلال توليتي المنصب، تضامن نقابة المعلمين مع المعلمين على مقاطعة الامتحانات حيث أصدروا بيانًا يوم 10 مايو بمقاطعة المراقبة على امتحانات الشهادات المحلية الصف السادس الابتدائي والصف الثالث الإعدادي، وكان يجب أن أضع خطة بديلة لمواجهة تلك الأزمة قبل تفاقمها لأن إقناعهم كان صعبًا رغم أنهم كانوا مجموعة قليلة لكنهم بتضامن النقابة استطاعوا أن يشكلوا مجموعة.


وعقب الانتهاء من امتحانات التعليم الفني والنقل يوم 10 مايو، تبقى الصف الأول الثانوي الذي تنتهي متحاناته يوم12 مايو، وأثناء توزيعي لأوراق الامتحانات الساعة السابعة صباحًا على مديري الإدارات تلقيت مكالمة هاتفية من مدير مدرسة العقاد الثانوية العسكرية ليخبرنى بامتناع 35 معلمًا عن المراقبة و المشاركة في الامتحانات.


وعلى الفور لجأت لمعلمين التعليم الفني وحضروا الامتحان دون أي مشاكل أو تعطيل، وجاءت المشكلة الثانية عندما امتنعوا عن التصحيح، التقيت حينها بموجهين العموم وأصدرت قرارًا بمعاونتهم للموجهين الأوائل وتصحيح أوراق الامتحانات وكانت هي الخطة الأولى.


أما الخطة الثانية والبديلة هي أني أمرت بوجوب إيجاد بديل فوري من داخل الإدارة لأي رئيس لجنة يرفض استلام عمله، كما قمت بعمل شراكة مع رؤساء المدن لمساعدتي في أي مواجهة إضراب يمنع وصول أوراق الامتحانات وبالفعل نجحت الخطة كما اتفقت مع المحافظ  على اللجوء إلى موظفي الشباب والرياضة والديوان العام في حالة عدم توافر المعلمين للمراقبة ووافق على الاقتراح، لكن هناك معلمين شرفاء نزلوا الامتحانات يوم 12 مايو دون أن ألجأ إلى أي موظف من خارج المديرية، ورددت شائعات في ذلك الوقت بأنيي أعطيت كل مدرس خمسين جنيها للمراقبة على الامتحانات، وفي النهاية نجحت الامتحانات وكان أكبر تحد أواجهه وقررت أن "أكون أو لا أكون".