التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 07:09 م , بتوقيت القاهرة

أمهات الأقصر المثاليات.. رحلة كفاح و"صيصة" تفوز بالأم المعيلة

كتبت أمهات الأقصر المثاليات بدمائهن وعرقهن سطور أروع رحلات كفاح لمواجهة مصاعب الحياة في ظل غياب الزوج لظروف مختلفة، سواء صحية أو اجتماعية، فاستحققن التكريم في عيد الأم، والذي يوافق يوم 21 من شهر مارس.


وأعلن وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالأقصر، الدسوقي عباس، اليوم الأحد، أسماء الفائزات بالمراكز الثلاثة الأولى في مسابقة الأم المثالية بالمحافظة، إلى جانب الفائز بجائزة الأب المثالي، و6 أمهات آخريات سيتم تكريمهن جميعا، مساء الخميس 20 من مارس، خلال فاعليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، الذي يبدأ غدا الإثنين.


وأضاف عباس أن الفائزات الثلاث، هن منى عبدالقادر، وتقيم بقرية الدير بإسنا، وفازت بالمركز الأول، ثم نجاة الدندراوي عثمان، وتقيم بمنطقة الفرشوطي بالضبعية غرب الأقصر، وفازت بالمركز الثاني، بينما جاءت في المركز الثالث، سيدة عبدالسلام السيد، وتقيم بنجع العبدية بقرية النمسا جنوب غرب إسنا.


وأضاف أن الفائز بجائزة الأب المثالي هو صادق محمد عبدالغفار، ويقيم بنجع الفرشوطي بقرية الضبعية، بعد أن أفنى حياته في تربية أبنائه الستة.


وقالت منى عبدالقادر، الفائزة بالمركز الأول للأم المثالية على مستوى المحافظة، لـ"دوت مصر"، إنه تم ترشيحي عن طريق رئيسة وحدة الشؤون الاجتماعية بإسنا، سكينة عثمان محمود، بعد أن اطلعت على قصة كفاحي من أجل أبنائي الثلاثة، قبل وبعد وفاة زوجي، إبراهيم أمين فريد، في عام 2003، بعد رحلة قاسية في مواجهة أمراض الضغط والسكر والتليف الكبدي، وإجراء عدة عمليات جراحية، في ظل عدم مقدرته على ممارسة العمل وكسب العيش، تاركا لي 3 أبناء "بنت وولدين"، عكفت على تربيتهم والإنفاق عليهم من المشروعات الإنتاجية الصغيرة بالمنزل، ومرتبي من حصيلة العمل كإدارية بمدرسة الدير الصناعية بإسنا، بعد نقلي من إدارة الطب البيطري إلى المدرسة، لأكون قريبة من المنزل لخدمة زوجي وأولادي.


وتضيف الفائزة بالمركز الأول للأم المثالية أنها كافحت كثيرا، ولمدة 32 سنة متواصلة، للإنفاق على الأولاد، الذين عملوا هم أيضا في سن مبكرة لمساعدتي وتوفير نفقات تعليمهم، حتى تخرجت الابنة الكبرى، أسماء إبراهيم أمين، من كلية الطب، وعملت طبيبة تكليف بوحدة طب الأسرة الصحية بقرية الدير، ثم الابن محمد، وهو حاليا طبيب امتياز بمعهد القلب بإمبابة، ويتسلم تكليفه أوائل أبريل المقبل، بينما يدرس الثالث "أحمد" بالسنة الثانية بكلية العلاج الطبيعي.


أما نجاة الدندراوي عثمان، الفائزة بالأم المثالية الثانية على مستوى المحافظة، فقد توفى زوجها، عبده سليمان إبراهيم، قبل 23 عاما، وترك لها آنذاك 6 أبناء، أكبرهم كانت في سن 12 سنة، حتى توفيت متأثرة بمرض في الصدر، ليتبقى لها 5 منهم، وحسبما يقول مدير إدارة الأسرة والطفولة بمديرية التضامن بالأقصر، جمال يونان مقار، إن الأم نجاة لم يكن لديها سوى معاش الزوج الذي لم يتعد 7 جنيهات، فاعتمدت على نفسها، وتحملت المسؤولية لتوفير نفقات الأبناء المعيشية والمدرسية، فلجأت إلى تربية بعض الطيور داخل المنزل، وبيعها للجيران وفي الأسواق، حتى كبر الأبناء وأنهوا دراستهم، وتخرج الأول "النوبي" من كلية الهندسة ليعمل خبيرا قضائيا، وحصل الثاني "قناوي" على بكالوريوس الهندسة، ليعمل مهندسا، بينما حصل الابن الثالث محمد على ليسانس الحقوق، وحصلت كل من نوبية ونعمة على دبلوم فني صناعي.


ويضيف يونان بأن الأم المثالية الثالثة، وهي سيدة عبدالسلام السيد، لا تقل بحال من الأحوال في كفاحها عن الأولى والثانية، مشيرا إلى أنها تمكنت بمساعدة زوجها الموظف البسيط، عبدالصبور سليمان، من تخريج أبنائها الأربعة من كليات الطب، حيث إنها كانت حاصلة على دبلوم ثانوي تجاري، فيما يعمل الزوج بوظيفة حكومية تدر دخلا قليلا، حتى اضطر إلى العمل بمهنة النجارة بعد العودة من عمله، لتوفير نفقات أبنائه، فيما لجأت الأم إلى التدبير والحكمة، حتى تم تعيينها هي الأخرى ككاتب ثالث بإحدى المدارس، حتى وصلا بالأبناء إلى بر الأمان، فحصل الأول سليمان على بكالوريوس الطب، ويعمل طبيب تخدير بالمستشفى الدولي، والثانية أماني طبيبة بالمستشفى الدولي أيضا، والثالثة أسماء وتعمل بإدارة إسنا الصحية، فيما تواصل الرابعة دينا دراستها بالفرقة السادسة بكلية الطب.


وكما وهبت سيدات مكافحات حياتهن للأبناء، فهناك آباء أيضا ساروا على نفس الطريق، وكما تقول الإخصائية الاجتماعية بإدارة الأسرة بمديرية التضامن الاجتماعي، عبير عبدالعزيز علي،: "فقد نجح الأب صادق محمد عبدالقادر، في أداء رسالته مع أبنائه على أكمل وجه، رغم الظروف الصحية القاسية التي واجهها ورحلة العلاج الطويلة مع المرض، ورغم نفقات العلاج الكبيرة والمعاش القليل الذي لا يتجاوز 70 جنيها، إلا أنه واجه جميع المصاعب، واستطاع توفير نفقات تربية وتعليم أبنائه، حتى نالوا جميعا المؤهلات العليا من الجامعات المصرية، فحصل الابن الأكبر محمد على ليسانس الآداب، ويعمل بالضرائب، وحصل الثاني على بكالوريوس تجارة، ويعمل محاسبا، والثالث علي فقد حصل على بكالوريوس علوم، ويعمل مدرسا، والرابع أحمد وحصل على بكالوريوس هندسة، ويعمل مهندسا، والخامس محمود، ويعمل محاسبا، بعد حصوله على بكالوريوس التجارة، بينما يدرس السادس بالفرقة الرابعة بكلية الآداب.


وأكدت الإخصائية الاجتماعية، فوز السيدة صيصة أبو دوح، بجائزة المرأة المعيلة، عن قصتها في العمل بالمهن الشاقة، وارتدائها ملابس الرجال لتوفير نفقات ابنتها وأحفادها.


وكشف وكيل وزارة التضامن بالمحافظة، الدسوقي عباس، عن تكريم الأمهات المثاليات، وعددهن 9 سيدات، إلى جانب الأب المثالي، والسيدة صيصة، الحائزة على جائزة الأم المعيلة، خلال الحفل الختامي لمهرجان السينما الإفريقية، الذي يبدأ غدا الإثنين، بحضور محافظ الأقصر، محمد بدر، وعدد من نجوم السينما المصرية والإفريقية.