التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 03:43 م , بتوقيت القاهرة

حصاد اليوم الأول من المؤتمر الاقتصادي

انطلق صباح الجمعة، مؤتمر مصر الاقتصادي بشرم الشيخ، والذي تستمر فعالياته حتى السبت والأحد، ويشارك به نحو 120 دولة ومنظمة دولية، و20 رئيس دولة، وعدد من الملوك والأمراء.


وجاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أولي الكلمات في المؤتمر الاقتصادي، متوجها بالشكر إلي كلا من "السعودية، والأمارات، والكويت، والأردن، والبحرين" قائلا:" إن الشعب المصري على مر التاريخ، ساعد في الدفاع عن أمته العربية ويواصل هذا الشعب ملحمة نضاله ويضرب مثال للوعي بتمسكه بالهوية المصرية وتفهمه للقرارات الاقتصادية التى يتم اتخذها"



الكويت والسعودية والإمارات 


عقب انتهاء كلمة الرئيس السيسي تحدث أمير دولة الكويت صباح الأحمد، معلنا عن ضخ 4 مليارات دولار للاستثمار في مصر، مضيفا أن المشاركة الواسعة في المؤتمر تعكس المكانة التي تحتلها مصر، موجها التحية للرئيس عبدالفتاح السيسي، لدعوته إلى حضور المؤتمر الاقتصادي.


كما أعلن ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، عن تقديم بلاده لحزمة مساعدات إلى مصر تبلغ 4 مليار دولار، إلى جانب وديعة بقيمة مليار دولار لدى البنك المركزي.


بينما قال نائب رئيس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في كلمته أمام المؤتمر الاقتصادي، بشرم الشيخ، إن دولة الإمارات وقفت بجانب مصر خلال الفترة الأخيرة؛ لأن النهوض بها هو نهوض بالأمة العربية، وأعلن أن بلاده تقدم دعمالمصر بقيمة 4 مليارات دولار، منها 2 مليار وديعة بالبنك المركزي المصري، و2 مليار دولار في دعم الاقتصاد المصري".


وأعلن رئيس وزراء سلطنة عمان يحيى بن محفوظ المنذري، عن تقديمه مساعدات لمصر بقيمة 500 مليون دولار أمريكي، قائلاإنه يتمنى النجاح لمصر في مؤتمرها الإقتصادي"، وذلك خلال كلمته التي ألقاها في فعاليات الجلسة الافتتاحية.


فلسطين وليبيا 


كما شارك الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبومازن، في المؤتمر الاقتصادي متقدما بالشكر والتقدير والاحترام لجمهورية مصر العربية، على حسن الضيافة والاستقبال الطيب، خصوصا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى أن قوة مصر وعزتها هي قوة وعزة للوطن العربي، مؤكدا  أن السلام مصلحة للجميع، وأنهم مصممون على توحيد المقاومة، وإنهاء الانقسام الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتعدياته التي يقوم بها ضد الشعب.


كما شارك وفد من ليبيا  برئاسة رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، ووفد من رجال الأعمال يضم نحو 8 مستثمرين.


فيما أكد الرئيس السوداني، عمر البشير، على الوقوف إلى جانب مصر فى أزمتها المتعلقة بأزمة سد النهضة، وشددفي كلمته خلال المؤتمر الاقتصادي على أهمية الشراكة بين مصر والسودان.


كذلك قال رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، إنه "قدم إلى مصر، وهو يشعر بما تمر به؛ لأن لبنان أيضًا مرت بتلك التجربة الأمنية المريرة، والتحديات الصعبة والسياسية الضاغطة"، مضيفا أن لبنان لديها إيمانا قويا بدور مصر وشعبها وجيشها، ومؤمنون بأن إرداة المصريين قادرة على العبور بالبلاد إلى بر الأمان"، متوجهًا بالتحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي على دوره في هذا التوقيت الصعب الذي تمر به مصر والمنطقة العربية".


أثيوبيا ومالي


فيما قدمت عدد من الدول الشكر والتأكيد على دعم مصر والوقوف بجانبها ومنها مبعوث دولة ملاوي، قائلا:" إن مصر لاعب رئيسي في المنطقة، وأنهم يدركون تمامًا معاناة مصر خلال العامين الماضيين، وأن الشعب المصري مصمم على التقدم والنهوض"، متمنيًا لمصر الاستقرار والتقدم على كافة الأصعدة.


وقال نائب رئيس تنزانيا، محمد غريب بلال، إن "بلاده ملتزمة بالوقوف إلى جانب مصر من أجل تحقيق النجاح والنمو الاقتصادي، وأن هذه المبادرة لرفاهية الشعب المصري والقارة الأفريقية كلها".


وأشاد رئيس وزراء إثيوبيا، هيلا مريام ديسالين، بحكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادة مصر خلال الفترة الماضية، قائلا "أشعر بالفخر بأن شعب وحكومة مصر استطاعوا تنظيم هذا المؤتمر الكبير".


وقال رئيس جمهورية مالي إبراهيم أبو بكر كايتا، إن عاصمة بلاده "باماكو" شاهدة على العلاقة القوية مع مصر، مشيرا إلى أن أعلى مبنى في العاصمة هناك فندق بنته مصر كدليل على قوة العلاقة بين البلادين.


كيري ورينزي وخوسيه


وعلي جانب آخر، أكد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وقوف الولايات المتحدة إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب، مشيرًا إلى أن الرئيس أوباما وحكومته يدعمان الأمن والاستقرار الذي يستحقه الشعب المصري ومصممان على دعم مصر بكافة الأشكال، ولا يوجد أي عذر أو مبرر لاستمرار الإرهاب الذي يقتل الأبرياء.


وقال رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، إن "إيطاليا قررت ألا تفوت هذه اللحظة التاريخية في التعاون مع المنطقة العربية من خلال مصر، و"لدينا الرغبة في التواصل مع العالم العربي وأن تكون إيطاليا الجسر المصري لأوروبا".


وأكد وزير الصناعة والطاقة والسياحة الإسباني، خوسيه مانويل، دعم  بلاده الكامل للمؤتمر الاقتصادي ولمصر".


كما أكد مبعوث الرئيس الصيني، وزير التجارة، جتو هوشنج، أن الصين لديها يقين أن الشعب المصري قادر على التقدم في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن هناك إدركًا كاملًا لحجم وقيمة مصر ودورها في ربط قارات؛ إفريقيا، وآسيا، وأوروبا".


غياب اليمن وسوريا


كما شهد المؤتمر عدم تمثيل لعدد من الدول منها دولة اليمن والتي تشهد صراعا علي السلطة بين  جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والرئيس عبدربه منصور هادي، وكذلك دولة سوريا نظرا لما تعانيه من أوضاع معيشية وإنسانية متردية، بسبب الصراعات المسلحة بين قوات بشار الأسد والميليشيات المسلحة، والمستمرة منذ نحو 5 سنوات، بالإضافة إلي غياب تركيا، التي تشوب علاقتهما بمصر ببعض الخلافات.


كما غابت  بعض الدول الأخرى ذات الأهمية الاقتصادية، كإيران وماليزيا وهولندا وأستراليا والسويد وكندا والدانمارك وتايوان وبلجيكا وكوريا الجنوبية، إضافة لجميع دول أمريكا الجنوبية.


وكان قد أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى بوزارة الخارجية، أن وزير الاقتصاد والتجارة القطري، سلطان بن راشد الخاطر، ترأس وفد قطر بالمؤتمر الاقتصادي المنعقد حاليا بشرم الشيخ.


وكان وفد من المستثمريين القطريين وصل إلى القاهرة،ـ مساء الأربعاء الماضي، لحضور القمة الاقتصادية، بناء على دعوة رسمية وجهتها مصر لقطر .



حصيلة اليوم الأول


وشهد اليوم الأول من المؤتمر الاقتصادي خطوات داعمة لمصر تمثلت في تقديم 4 مليار دولار من الكويت والسعودية والإمارات، مساعدات مالية، و250 مليون دولار من عمان، و10 ألاف فرصة عمل من الصين، بالإضافة إلي دعم مشروع قناة السويس الجديدة، وإعلان إسبانيا عن قيام 20 شركة للمشاريع الاستثمارية في مجال السياحة والنقل والطاقة. 


كما أعلنت دولة السوادن عن مشروع ثنائي في إنتاج البذور واللحوم وإلغاء الجمارك مع مصر، بالإضافة إلي إعلان المدير التنفيذي للبنك الدولي سيري مورياني عن دعم البرنامج المصري للوصول إلى الفقراء بحوالي 400 مليون دولار. 


وقال نائب رئيس مركز الإهرام للدراسات الاستراتيجية، هاني رسلان، إن المؤتمر الاقتصادي شهد تنظيما محكما، وحضور بالغ الكثافة، وتدفق للدعم والاستثمارات، بالإضافة إلى عروض مشروعات جاذبة ومبشرة لتنمية الاقتصاد المصري.


وأوضح رسلان، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن حصيلة نجاح المؤتمر فى اليوم الأول كانت أكثر من المتوقع، وهي رسالة لمن يريد السوء بمصر.