كشف وزير الإعلام الليبي، الدكتور عمر القويري، عن وجود إثباتات تؤكد دعم قطر وتركيا للمليشيات المسلحة في بلاده، مشيرا إلى أن البلاد لن تصمت طويلا على الدور القطري "المشبوه"، وأن الليبيين سيبتلعون قطر محذرا (الدويلة) من ذكر بلاده بخير أو بشر في الفترة المقبلة.

وقال القويري خلال ندوة بـ"دوت مصر" إن ملف التسليح هو الحدث والقضية الأهم لليبيين، مشيرا إلى أنهم لن يقفوا صامتين أو عاجزين في ظل القرار الدولي، لافتا بدوره إلى توجههم للأسواق العالمية لشراء السلاح، خصوصا حال فشل الجهود الدبلوماسية والسياسية في رفعه.

- كيف تنظرون إلى تنصيب الفريق أول "خليفة حفتر" قائدا عاما للجيش الليبي؟

مسألة التنصيب وحلف اليمين وترقيته هو أمر قام به الشعب الليبي قبل البرلمان، فالشعب أيّده، ولم يكن القرار من قبل مجلس النواب فحسب، وكان للشعب الليبي أن يقدم كلمة شكر وعرفان للفريق أول خليفة حفتر لما قام به.

- وماذا عن مشروعكم السياسي الفترة المقبلة؟

بالتأكيد هناك مشروع سياسي، لكن ليبيا على الأقل تحتاج إلى سنتين في الوضع العسكري، لكن الآن القيادة أصبح لها شرعية وأصبحت رسمية، وبإمكانها أن تمارس أداءها العسكري الرسمي في التعاون مع الدول وبشكل رسمي، وهذا كان أمرا حيويا، إلا أن دولا كثيرة لم تكن تريد ذلك.. هذه خطوة صحيحة في الطريق الصحيح، وأنا متفائل أنه وخلال أسابيع سنرى تغيرا كبيرا.

- إذا التنسيق العسكري بين الفريق "حفتر" ومصر سيظل مستمرا؟

رقعة ليبيا كبيرة جدا وتحتاج لتنسيق، وأنت أحيانا في حاجة إلى تنسيق مع تشاد، وأحيانا مع النيجر، بحسب المنطقة الجغرافية التي تتواجد بها، وإذا كنت تحتاج دعما لوجستيا أو معلومات أو أي شيء.

والعمل على الأرض في أي دولة في العالم لا يكون منفردا، فعلى سبيل المثال الولايات المتحدة رغم عظمتها وقوتها فإنها بحاجة إلى دعم لوجستي من إيران، لكن اتفقوا على معاداة "داعش" وبالتالي جمعتهم المصلحة المشتركة، وهؤلاء يستعينوا بأعداءهم فما بالك بالأصدقاء؟ فالترتيب والتنسيق أمر مطلوب.

- ما هي أولى الخطوات التي سيقوم بها الفريق أول "خليفة حفتر" بعد تنصيبه؟

بالتأكيد سيكون في اتجاه إعادة بناء الجيش الوطني.

- كيف سيتعامل الجيش الليبي مع مسألة التسلح، خصوصا في ظل موقف مجلس الأمن الدولي؟

رهاننا الحقيقي على الشعب الليبي، أما مجلس الأمن يقرر أو لا يقرر فهذه مشكلتهم هم.

- لكن  كيف سيجري التعامل مع هذا الأمر؟

لدينا من يتعامل مع المسألة السياسة الدولية، وفي نفس الوقت لدينا من يتجه اتجاهات أخرى، فنحن سنخوض معركة الإرهاب في ليبيا، وعازمون على خوضها، ولم نستأذن أمريكا أو غيرها عندما خضنا معركة الكرامة، فالإرهابي يضرب في أرضي ويقتل أولادي.

لدينا 700 ضابط عسكري اغتالتهم التنظيمات الإرهابية في سنة واحدة في مدينة بنغازي، وبالتالي فأنا لست بحاجة لأن آخذ الإذن من أجل أن أدافع عن بلدي في مواجهة الإرهاب وتنظيماته.. ونحن سنقوم بكل الوسائل والإمكانيات ولدينا الإمكانيات.

- لم هذا التنقل السريع بين المغرب والجزائر لإجراء حوار وطني؟

هذه مناكفات سياسية بين البلدان، فالجزائر تقول كيف للمغرب أن يستضيف حوارا ونحن لا.. فكل يريد أن يكون جزءا من المشهد.. والدول هذه ستكتوي بنار الإرهاب قريبا، والجزائر مستهدفة مثلما أن باقي الدول مستهدفة، وإذا لم يستفيقوا من السكرة التي يعيشون فيها الآن سيجدون أنفسهم في وضع لا نريد أن يكونوا فيه.

- لكن موقف الجزائر فيما يتعلق بليبيا غريب وملتبس؟

هو واضح جدا، هم يسيرون بسياسة (ابعد عن النار وغني له) فهم كل ما يهمهم بألا تصلهم النار، لكن لا يضيرهم أن تكون مشتعلة في ليبيا، لكن الحقيقة فإن أي محلل أمني عاقل يعتبر أن النار إذا اشتعلت في ليبيا وتوسعت ستحرقك وتشعلك أيضا.

- البعض يرون أن الجزائر تغير موقفها من بداية الأزمة الأخيرة، ومنذ إعلانها احتضان أول اجتماع لدول الجوار، فما السبب؟

أنا هنا أريد أن أحذر إخواننا في الجزائر من أن قطر ستكويهم بالنار التي كوتنا بها.

- أنت تقول بأن تغير سياسة الجزائر بسبب قطر؟

طبعا، هناك تحركات قطرية في هذا الإطار، حتى علي الصلابي (المفكر الإسلامي المحسوب على جماعة الإخوان) لديه خطوات كبيرة في الجزائر، والحقيقة أن كل طرف يتخيل نفسه يضحك على الآخر، سواء قطر أو الجزائر، لكن أنا أقول بأن قطر تلعب سياسة يهودية وبالتالي سيتفوقون على الجزائر.

- عودة إلى الحوار الوطني.. إلى أين سيذهب؟

حوار مع من؟ أنا وزير إعلام وثقافة ولا أفهم.. فإذا كان حوار بين مجلس النواب الممثلين من محمد شعيب وأبوبكر بعيرة وغيرهم، مع نواب لم يشاركوا فهذا جيد، وعليهم أن يأتوا إلى البرلمان في طبرق ويتحاوروا تحت قبته الشرعية.. هذا الحوار الحقيقي.

أما الحوار مع فجر ليبيا وداعش والإخوان من أجل تقسيم الكعكة وحتى يحصل كل طرف على مقعد، فالقبائل الليبية قبل يومين أعلنت في منطقة الوسيطة في بيان لها رفضها لهذا الحوار.

- لكن البرلمان أعلن انسحابه ثم عاد إليه؟

طبعا السيد ليون "الأندلسي" يأتي في كل مرة ليؤكد على شرعية مجلس النواب، فإذا كان هذا المجلس شرعي فلماذا لا تأتي بهم إلى طبرق كما ذهبت بهم إلى المغرب، ونكون قد انتهينا من الأمر، فما المشكلة في طبرق.

- الجانب الآخر لا يعترف بالأساس بشرعية البرلمان ووجوده في طبرق؟

يعني أن أخرج وأقول بأني لا اعترف بالبرلمان في فرنسا.. الديمقراطية هي التي فرضت هذا البرلمان، وهو ممثل الشعب الليبي.

- هذا يعني بأن الحوار مهما طال أمده لن يخرج بحل؟

نحن نرفض حكومة يمليها علينا "ليون"، أو تتم بالاتفاق مع الإخوان، الذين بدأوا بالفعل في تقسيم الحقائب ووضعوا أنفسهم في وزارات الاقتصاد، وغيرها، وهذا أنا لا أقبله ولا يمكنه أن يفرضه علي.

- إذا الحل في ليبيا عسكري في المقام الأول؟

لا حل إلا حسم المعركة ميدانيا، وسحب الميليشيات، أما جماعة الإخوان المتورطين في الدماء فيحالون إلى المحاكمة، لا أن يحالوا إلى مجلس الوزراء ويمنحوا حقائب وزارية، فكيف لمجرم دمر مطار طرابلس وقيمته 4 مليارات أعطيه حقيبة وزارية.

وغير ذلك فيهم جزء يحتاجون الإحالة لمستشفى الأمراض العقلية، فهم أناس غير طبيعيين، فكيف لإنسان عاش في السجن 20 سنة أيام حكم القذافي أن يخرج إنسانا سليما.

- لكنك بذلك تعطي لهم مخرج بأنهم مظلومين ومرضى غير مسؤولين عما يصدر منهم؟

تمام؛ يرفعوهم، وليدخلوا حتى الجنة ليس لدينا أي إشكالية في ذلك، لكن ليحلوا عن سماءنا.

- لكن من ترشحه في مقدمة المفترض لهم دخول المصحات العقلية؟

أولهم "علي الصلابي"، وبعده القائمة طويلة.

- ماذا عن "نوري بوسهمين"؟

لا هذا يحتاج لعلاج نفسي، خصوصا بعد الفضيحة الأخلاقية التي نشرت له في التلفزيون، وبالمناسبة فإن لدينا الأشرطة كاملة.

- الفريق خليفة حفتر قال في لقاء لصحيفة إيطالية بأنه على استعداد للتعاون مع إسرائيل؟

كذب؛ وقد نفى هذا الحديث، وأنا كنت حاضر، القطريون وغيرهم يرسلون أشخاصا ويعطوهم أموالا، فيجروا المقابلة ويخرجوا منها تصريحات مكذوبة وينشرونها.

- إذا قطر هي التي تروج هذه الشائعات؟

قطر ومن شابهها في الفعل، وليس بالضرورة دويلة قطر وحدها.

- هل هناك نية بدعوة التحالف الدولي للتضامن مع ليبيا، كما الوضع في سوريا والعراق؟

نحن لسنا في حاجة إلا رفع التسليح عن الجيش الليبي فقط، وحتى السلاح نشتريه بأموالنا.

- منظمة العفو الدولية أعلنت عن وقوع قتلى في الضربات الجوية التي قام بها الجيش المصري في ليبيا، ما حقيقة ذلك؟

إحنا مسامحين.

- أي أن هناك قتلى مدنيين سقطوا؟

سواء سقطوا أو لا نسامح ولم نأت لنشتكي، هم يفكروا ومهتمين بالضحايا شخصين ماتوا يعني !! أنا لدي 600 ألف مهجرين في المخيمات، 4 آلاف سجين في مصراتة، قتيل بمعدل يومي، آخرها الناشطة انتصار الحصايرة، التي تم اغتيالها، وهي تعمل بالمجتمع المدني، ولم يخرجوا أي بيانات إدانة لذلك.. كل يوم 10 آلاف مصيبة ولا نسمع أي بيان إدانة ونحن كحكومة لو قدمنا شكوى رسمية أهلا وسهلا ويساعدونا، لكننا لم نطلب منهم.

- ما تعقيبك على موقف قطر في اجتماع مجلس الجامعة العربية الوزاري بشأن رفض تسليح الجيش الليبي؟

قطر بنفسها في 2011 وداخل الجامعة العربية كانت تقود قاطرة القتال وتدعو لقتال القذافي بالقوة، فلماذا تغير الحال اليوم، رغم أن الأزمة الليبية استمرت 8 أشهر، ورأينا الويل فيها، فلماذا لم تقل ذلك وقتها؟

وأنا أوجه لقطر نصيحة لوجه الله بأن الشعب الليبي سيبتلعها، فأفضل لهم أن يبتعدوا، ويحلوا عن سماءنا ولا يذكروا سيرة ليبيا لا بالخير ولا بالشر.

- كيف سيبتلع الشعب الليبي قطر؟

ستفهمون فيما بعد، هل تتخيلون أن الفاتورة ستمر هكذا دون محاسبة؟ إذا أنتم لا تعرفون أخلاق البدو، الليبيون لن ينسوا كل ذلك لقطر فكل الدمار الذي يجري بفعل المليشيات المدعومة من قطر.

- الجانب الليبي تحدث عن وثائق لديه بشأن دعم قطر للتنظيمات الإرهابية؟ فما طبيعة هذه الوثائق التي لديكم؟

كل شيء بالنسبة لنا مكشوف ومعروف، وقديما كانوا يقولون التاريخ يسجل، أما اليوم فالتاريخ يسجل ويصور، لدينا دلائل بالصوت والصورة تدين قطر وتركيا.

- ماذا عن الدول التي تقولون بأنها مشتركة في توصيل الدعم القطري التركي للمليشيات الليبية؟

بالطبع، السودان تقوم بهذا الدور وهم يشترون بالأموال.

- السودان نفت عن نفسها هذه التهمة، وقالت إنها اتهامات باطلة؟

من حقها أن تنفي، لكن كل الدول التي لدينا عليها إثباتات يقينية إذا لم تكف يدها اليوم عن ليبيا أنا أبشرك بأننا سنلاعبها بنفس الطريقة، وسنشربها من نفس الكأس.

- كيف تتعاملون مع التخوفات من تمدد تنظيم داعش في ليبيا؟

العدو الواضح لا يخيفني، بالتالي هذا الذي يتحدث بشكل واضح ويتكلم عن دولة خلافة أو غيره لا يخيفني، لكن ما يقلقني هو العدو الخفي، الذي يرتدي نفس زيي الليبي وهو في الأساس إما صهيوني، أو بالأحرى قطري، فقد اشتروا كثيرا من رجال الأعمال والتجار والسياسيين، وهنا المشكلة لكن "واحد مجنون ماسك سيف" أو شيء من هذا فالجيش قادر على سحقه.

- ماذا عن باقي ليبيا؟

الجيش قادر على إنهاء معركة طرابلس في أقل من شهرين.

- وإذا كان الأمر بهذه السهولة، فلم لا تبدأ المعركة وماذا تنتظرون؟

نحن أنهينا المعركة الأصعب في بنغازي، وكانت بالقوة والإنفاق المالي الذي انفق عليها وعلى ميليشياتها مؤهلة للاستمرار 10 سنوات، لكن أنجز في أشهر، وهذا إنجاز كبير دفعنا ثمنه بنية تحتية ودمار وكذلك شهداء.. وما بقي ليس بصعوبة بنغازي.

- ماذا عن بقية المعارك داخل ليبيا؟

يمكن القول إن هذا العام سيشهد نهاية الأزمة الليبية، وندخل على العام 2016 بوضع مستقر.

- كان لك رأي في دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشكيل قوة عربية مشتركة؟

قلت بأني سأكون أول جندي في هذه القوة، وأرى أنه ليس على الرئيس السيسي استئذان مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، فالنار مشتعلة في بيتي.

- لكن هناك حديث عن بعض الأطراف العربية التي ترفض هذا الطرح؟

في ستين داهية، اللي رافض يرفض.. ونحن كليبيا من جانبنا وفيما يخص الدول الرافضة للتعاون مع الجيش الليبي ستنرك لهم الحدود مفتوحة ليذهب إليها الإرهابيون وإلا فلم نؤمن حدودها، حتى إيطاليا فإننا سنترك حدودنا البحرية لها، ولن نتدخل وبدلا من أن يأتيهم الأفارقة الفقراء سيأتيهم "داعش".

- هذا تهديد لهذه الدول؟

نعم أهددهم.

- كأنك تقول سنصدر لكم الإرهابيين؟

لن نصدرهم، لكن سنرفع أيدينا، فليست لدينا إمكانيات نحمي الحدود الجوية والبحرية والبرية، فماذا نفعل؟ وإلا عليهم دعم الجيش الليبي، وغير ذلك فإن إيطاليا لدينا معها ملفات كثيرة فأولا تفعيل اتفاقية الصداقة الليبية الإيطالية، وأنا لي عندهم 250 مليون يورو في السنة لمدة 25 سنة، ولم يدفعوا شيء منذ سنوات.

- كيف سيكون تعاملكم في إطار ملف تسليح الجيش الليبي أيضا؟

هذا هو الملف الأساسي لنا الآن، وندعو لرفع حظر تسليح الجيش، لكن رغم ذلك لدينا أيضا طرقنا، حتى لو أغلقت هذه الطرق فلدينا طرق أخرى ولن نترك ليبيا أو نسلمها للإرهابيين.

- هل ستسلحون الجيش بطريقة غير شرعية مثلا؟

وكيف نعمل نحن الآن!!  بالدعاء.. نشتري السلاح من السوق  (واللي يعجبه يعجبه واللي ما يعجبه في ستين داهية)، فهل سنسلم بلدنا لـداعش مثلا، بالتأكيد سنقاوم بكل السبل.

- لكن هذا يدخلكم في إطار المساءلة، وفرض العقوبات الدولية؟

وماذا ينقصنا، فنحن نعيش في الهم، الكهرباء مقطوعة 20 ساعة يوميا، كذلك المياه، فماذا سيفرضون علينا؟

- وما الدول التي ستلجأ لها ليبيا في التسليح؟

نحن لدينا نفط ونريد عوضا عن ذلك السلاح، صفقات السلاح المقبلة ستكون الأولوية لروسيا، وممكن الصين، أيضا فإن المؤسسة الوطنية للنفط الليبية تدرس الآن إعادة  النظر في العقود الماضية، وكل الدول التي تقف ضدنا الآن وتعرقل ملف التسليح ممكن تلغى عقودها، ولدينا عروض جديدة من روسيا والصين.

فعلى سبيل المثال لدينا شركات جزائرية عاملة في مجال النفط، يمكننا إلغاءها الآن، وإذا كانت إيطاليا لا تريد تسليح الجيش وتقف ضدنا فمن الممكن إلغاء عقودها.