التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 03:28 م , بتوقيت القاهرة

سوريا بعد الصراع "ظلام دامس"

مع دخول العام الخامس من الصراع السوري، الذي خلف 200 ألف قتيلا، وتسبب في نزوج أكثر من ثلث السكان، وترك البقية في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية، أظهرت صور الأقمار الصناعية كيف يخيم الظلام على أكثر من ثلاثة أرباع الأراضي السورية.


وفقا لدراسة دعمتها 130 منظمة غير حكومية حول العالم، مشاركة في تحالف "مع سوريا"، الذي يهدف إلى نشر الوعي حول الصراع الدائر،  أشار علماء من الصين إلى أن صور الأقمار الصناعية توضح أنقطاع الأضواء عن 83% من سوريا.


وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، مادلين أولبرايت، وصفت خلال تصريحات أدلت بها لوسائل الإعلام بعد الإعلان عن نتائج الدراسة، ونقلتها مجلة "تايم" الأمريكية، المعاناة التي تشهدها سوريا بأنها لا يوجد أي مثيل لها في التاريخ، مشيرة إلى أن ما يدور في الأراضي السورية هو كارثة إنسانية وحقوقية من الدرجة الأولى.


وأضافت أنه بالرغم من أن هذه القضية تعتبر الأهم في الشرق الأوسط، إلا أنها تشعر في بعض الأحيان كما لو أن العالم نسيها تماما.


وأكد قائد فريق بحث الدراسة، الدكتور شي لي، أن تراجع مستويات الإضاءة ليلا في سوريا منذ اندلاع الصراع تخطى المستويات التي شهدتها رواندا خلال الإبادة الجماعية عام 1994، موضحا أن صور الأقمار الصناعية هي الأكثر موضوعية من بين أنواع البيانات التي قد تشير إلى مدى الدمار الذي حل بها على نطاق وطني.


صور سوريا التُقطت من ارتفاع 500 ميلا عن الأرض، وقال لي إن هذه الصور ساعدت فريقه على استيعاب قدر المعاناة والخوف الذي يتعرض له مواطنوها العاديون يوميا، بينما تتداعي بلادهم من حولهم.


وأشارت الدراسة إلى أن الجزء الأكبر من الدمار يتركز في حلب، التي تشهد معارك شرسة بين الجماعات المتمردة والقوات الحكومية، حيث بلغت نسبة الظلام فيها 97%، بينما كانت المدن التي تخضع لسيطرة الحكومة في حال أفضل بعض الشيء، فدمشق على سبيل المثال تبلغ نسبة الظلام بها 35%.


ويأمل النشطاء، المنتمون للمنظمات التي تدعم الدراسة، أن تمثل البيانات الجديدة نداء من شأنه أن يوقظ المجتمع الدولي.