التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 03:42 م , بتوقيت القاهرة

صحفيون "وجها لوجه" مع بن لادن

لم يلتقيه سوى عدد محدود جدا من الصحفيين والكتاب، فأن لم تكن من أحد أخوته المجاهدين، فلقاءه كان عبارة عن "رحلة شاقة، لم يكن يسمح بها، وإذا سمح قد يكون ثمن الرحلة "حياتك".


"شاقة .. لكنها تجربة لا تنسي" هكذا أجمع من التقي بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ونلقي خلال السطور القادمة الضوء على أهم من التقوا به قبل مقتله.


 


روبرت فيسك



يعتبر "فيسك" من المراسلين القلائل الذين حظوا بعدة فرص للقاء بن لادن، وكتب عن هذه اللقاءات في كتابه الصادر في 2005 بعنوان''The Great War for Civilisation - The Conquest of the Middle East''.


ثلاثة لقاءات جمعت بين فيسك وبن لادن، كان الأول في ديسمبر عام 1993 منطقة نائية في صحراء السودان وهناك تعرف فيسك على بن لادن "الخجول"، اللقاء الثاني كان في أفغانستان وفي هذا اللقاء تعرف على "بن لادن" الغاضب الساخط على النظام السعودي، في اللقاء الثالث الذي تم في أفغانستان أيضا وجده غاضباً أيضا لكن هذه المرة كان غاضبا من الغرب وبخاصة الأمريكان.


لمس فيسك خلال اللقاء الثالث والأخير، الذي تم في مارس 1997، علامات العجز على زعيم القاعدة فيقول "رغم انه كان وقتها في الـ 41 من عمره الا ان الشعر الأبيض كان قد انتشر في لحيته والهالات سوداء تواجدت بوضوح تحت عينيه، وتصلب في احدي رجليه جعله يعرج بعض الشئ".


وفي هذا اللقاء، قابل بن لادن الصحفي البريطاني وعلى وجهة ابتسامة عريضة، وهي الابتسامة التي لم يكن يحبها فيسك، ليقول له بن لادن "حلم أحد اخواتنا أنك جئت على حصان وتردي ملابس الامام والعمامة ما يعني انك مسلم حقا" وهنا شعر "فيسك" بانه زعيم القاعدة بدأ محاولة لتجنيده، لكن ما الرد على هذه المحاولة وبعد تفكير عميق وسريع قال فيسك "أنا لست مسلم، أنا صحفي وعملي هو البحث عن الحقيقة"، ليرد بن لادن  "ما تقوله ينطبق على الشخص المسلم" وهنا فقط تنفس فيسك الصعداء، ليمر الموقف بسلام.


بسبب لقاءاته ببن لادن، استطاع فيسك تكوين رؤية حول بن لادن فيقول: "لديه ثقة بالنفس عالية جدا، كما أنه العربي الوحيد الذي التقيته ولا يغير رأيه بعد ذلك، ينتظر دقيقة ينظف خلالها أسنانه بالسواك ليجيب على السؤال".


 


سكوت ماكلويد


يعتبر ماكلويد أول صحفي أمريكي حظي بحوار مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، التقي به عام 1996 في الخرطوم لكتابة قصة صحفية عنه في مجلة التايم الأمريكية.


من خلاله لقاءه معه لم ير ماكلويد أن بن لادن "بطلا"، ولا يعتبره حقق اي إنجاز في حياته، يصفه بانه كان "رجلا" لكنه لم يكن "سوبر مان"، " مجرد رجل لوثت الدماء يديه".


البطولة الوحيدة التي حققها بن لادن من وجهة نظر ماكلويد كما ذكر في مقاله في هافينجتون بوست، كانت عام 1980 في شبابه وقت ان كان يحارب السوفيت في أفغانستان.


 


عبد الباري عطوان



التقي "عطوان"، الصحفي الفلسطيني ورئيس تحرير القدس العربي سابقا، بن لادن عام 1996 بناء على طلب من الأخير؛ لأنه يحب كتابات "عطوان".


الخوف جعل الكاتب الشهير يتردد لأيام هل يوافق عل الطلب أم يعتذر فالمسألة مرعبة والرحلة شاقة بكل المقاييس، لكنه في النهاية قرر خوض التجربة.


عاش "عطوان" ثلاثة أيام في كهوف تورا بورا، في درجة حرارة 25 تحت الصفر، وهناك تعرف عن قرب عن المطلوب أمنيا رقم واحد على مستوي العالم –آنذاك- ليجده باسما طوال الوقت، "ابتسامته توحي بالطمأنينة، وتختصر المسافات بينه وبين الضيف" –هكذا يصفها-.



لمس خلال الزيارة أن زعيم القاعدة رجلا بسيطاً جداً ومتواضعاً جداً، يأسر القلب بأدبه وتواضعه وبلطفه الجم، كان خفيض الصوت لا يكذب أبداً، محب للشعر، بالإضافة إلى أنه قارئ جيد.


كانت هذه هي الزيارة الوحيدة لعطوان، رغم دعوة بن لادن له بالحضور بعد شهر من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لكنه فضل عدم الذهاب خوفا من أن يكون هذا الحوار هو الأخير في حياته.


 


بيتر ارنيت


أجري "ارنيت" مقابلة مع بن لادن في مارس 1997 من أجل شبكة CNN بعد أن أعلن بن لادن الجهاد على الولايات المتحدة.


سأله ارنيت خلال اللقاء، "ما هي خططك المستقبلية؟"، ليرد بن لادن، "سوف تراهم وتسمع عنهم في وسائل الإعلام، إن شاء الله".



 


حامد مير



يعتبر الصحفي الباكستاني "حامد مير"، أخر صحفي يجرى حوار مع بن لادن قبل تنقله وهروبه الدائم بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر.


أول حوار دار بين مير وبن لادن كان في مايو 1998، واخر حوار تم في نوفمبر 2001، في مكان وصفه مير بانه "بارد جدا"، لقاء تم على أصوت مضادات الطائرات الأرضية.


"لا يكذب في كلامه، يعيش حياة قاسية، لا يأكل كثيرا ويصلي في معظم الوقت ويقرأ القرآن ويتابع الأخبار ويصوم مرتين أسبوعيا ويعيش في كهف" هكذا يلخص "مير" حياة "الشيخ" –كما يفضل أن يسميه-.


 


جون ميلر



التقى ميلر ببن لادن في 28 مايو 1998 في مخبأ جبلي بأفغانستان وقت ان كان مراسلا سابقا لشبكة  (ايه.بي.سي) التلفزيونية قبل ان يصبح مساعد مدير إف بي آي.


وخلال لقاءه معه –بحسب ما قاله خلال شهادته في محاكمات جرائم الحرب للمحتجزين في جوانتانامو- قارن بن لادن بالرئيس الأمريكي الأسبق ثيودور روزفلت، ليقول له "أنت النسخة الشرق أوسطية من روزفلت."


 


رحيم الله يوسف زاي



صحفي باكستاني حصل على مقابلة لمدة أربع ساعات مع بن لادن في 11 يناير عام 1999، كما حظي بمكالمة تليفونية تحمل رسالة من "بن لادن".


فقبيل تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا اتصل به الدكتور أيمن الظواهري متحدثا باللغة الإنجليزية وقال له إن أسامة بن لادن جالس بجانبه وبما أنه لا يتحدث الإنجليزية فهو يرسل تحياته، وطلب منه أن يبلغ رسالة للإعلام وهي "ان القاعدة ليس لها علاقة بالهجوم القادم".


 


تيسير علونى



سجل "علوني" مراسل الجزيرة، لقاء خاص مع بن لادن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كما التقي به قبل الهجوم وذلك لإعداد حلقات حول سيرة حياته قبل الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية.


 


بكر عطياني



التقي مراسل العربية في باكستان مع زعيم القاعدة فى يونيو عام 2001 فى منطقة تبعد قرابة ثلاث ساعات عن مدينة قندهار الأفغانية.


أكثر ما لفت نظر عطيانى كان اهتمام بن لادن بالإعلام وتوثيق نشاطاته، حيث إنه كان لا يترك أى نشاط مهم أو حدث إلا ووثق له، وكان فى بعض الأحيان يستأجر معدات تصوير متطورة من شركات مونتاج فى باكستان لهذا الغرض.