التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 06:36 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا يرفض الإسلاميون ترميم وبناء الكنائس؟

بين الحين والآخر تحدث اشتباكات بين مسلمين وأقباط في العديد من قرى ومراكز مصر، نتيجة اعتراض السلفيين والتيارات الإسلامية في قرية أو مركز ما، على تجديد كنيسة هدمت لسبب أو لآخر، وتخرج الفتاوى من مشايخهم تحرم تجديد الكنيسة لأن تجديدها يعد مخالفا لقواعد الدين الإسلامي، وفقا لآرائهم.


أحد أبرز الدراسات التى تلخص رأي الإسلاميين المتشددين في هذه المسألة، هي دراسة "السيل الكانس لترهات باني الكنائس"، لعضو اللجنة الشرعية بتنظيم القاعدة، الشيخ أبي همام بكر بن عبدالعزيز الأثري، وهي دراسة شاملة تعرض وجهة نظر التيارات الإسلامية من السلفية والجهاددين حول أحكام الكنائس، وقسمها لعدة أقسام.


تهدم


يوضح الأثري، أن الكنائس التى تبنى في "ديار كفر"، ثم يمتلكها المسلمون عنوة، فهذه تهدم، ولذلك يقوم تنظيم "داعش" بهدم الكنائس في الموصل والمدن التي يستحوذ عليها، لاعتباره أن العراق "ديار كفار"، فأهلها لم يبايعوا خليفة "داعش"، أبو بكر البغدادي.


لا تهدم ولا ترمم


أما بخصوص الكنائس التي بنيت في "ديار الكفر"، ثم امتلك المسلمون هذه الأراضي صلحا، فإن الأثري يرى أنها لا تهدم، وكذلك لا ترمم حتى تندثر، مستشهدا بحديث عن كثير بن مرة، قال فيه: "سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُحدثُوا كنيسة في الإسلام ولا تُجددوا ما ذَهَب منها).


ونقل عن أبو سعيد الاصطخري، من أصحاب الإمام الشافعي، قوله: "يمنعون من ذلك، قال: حتى إن انهدم حائط البيعة منعوا من إعادته ورده، وإن انثلم منعوا من سده، وإن أرادوا أن يطيّنوا وجه الحائط الذي يلينا منعوا منه، وإن طينوا الحائط الذي يلي البيعة كان لهم ذلك، وكذلك إن بنوا دون هذا الحائط الذي يلي البيعة حتى يهدم ذلك لم يجز".اهـ [أحكام أهل الذمة ص435].


إن بنيت تهدم


يؤكد الأثري حتى أنه لو بنى غير المسلمين كنائسهم في ديار الإسلام، لا يكون ذلك إلا بسبب "ضعف الدولة الإسلامية، أو بسبب معصية الحكام المسلمين وحاشيتهم، أو بسبب ذهاب حكم الإسلام وتحول هذه الدار إلى دار كفر طارئ كاحتلال من كافر أصلي، أو تغلب كافر مرتد"، فيؤكد أن هذه  الكنيسة تُهدم.


ويستشهد الأثري بحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكون قبلتان في بلد واحد)"، وتعليق ابن تيمية عنها بقوله: "والمدينة التي يسكنها المسلمون، والقرية التي يسكنها المسلمون، وفيها مساجد المسلمين، لا يجوز أن يظهر فيها شيء من شعائر الكفر: لا كنائس ولا غيرها".اهـ


كنائس جزيرة العرب


أما الكنائس التي تبنى في جزيرة العرب خصوصا، يرى الأثري أنها تهدم في الحال سواء بنوها قبل فتح المسلمين الأول لها أو بعده، مستشهدا بحديث عن عمر رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا سلما)، [أخرجه مسلم].


كنائس الضرار


يرى الأثري أن هناك "كنائس ضرار"، أوجب هدمها وإن كانت بلادها قد سلمت للمسلمين صلحا، زاعما أن الكنائس إذا كانت دورا للحرابة، أي لو كان بها سلاح، فهي ليست بأعز من المساجد التي تتخذ للإضرار بالمسلمين.