التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 12:14 م , بتوقيت القاهرة

خاص| بعد اختفاء الجيش اليمني.. من يحمي الرئيس؟

أحداث متسارعة تشهدها اليمن، منذ سيطرة جماعة الحوثيين على صنعاء، لتتصدر الجماعات المسلحة صدارة المشهد، وتشهد مؤسسات الدولة اليمنية تراجعا كبيرا في دورها وعلى رأسها الجيش، الذي كانت لقمة سائغة لجماعة أنصار الحوثي، وخف نجمه ليحل محله اللجان الشعبية الجنوبية، التي أصبحت تتولى زمام المهام الأمنية بعدة محافظات أبرزها عدن.


الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي استطاع الهرب من حصار الحوثيين بصنعاء، لم يعد يعترف بجيشه، ليستبدل حراسة القصور الرئاسية في "عدن" جنوبي البلاد بحراسات خاصة من اللجان الشعبية، بحسب "صحف ومواقع إخبارية يمنية"، فيما يبقى السؤال، "من يحمي الرئيس في عدن بعد اختفاء الجيش؟".


ورقة هادي


يقول عبدالله إسماعيل، الكاتب الصحفي اليمني، إن الحراسات الجديدة للرئيس منصور من اللجان الشعبية والحرس الخاص، حلت محل الحراسة السابقة من قوات "الحرس الجمهوري، والتي كان يتزعمها "أحمد علي"، نجل الرئيس السابق علي عبدلله صالح، مشيرا إلى أن اللجان الشعبية في المحافظات الجنوبية، هي قوة مساندة للسلطات اليمنية، شكلتها لمساندتها في الحرب على تنظيم القاعدة في عدد من المحافظات الجنوبية أبرزها أبين ولحج والبيضاء وعدن.


ويضيف عبد الله إسماعيل، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن اللجان الشعبية باتت هي الجهة الرسمية المسؤولة عن مساندة أجهزة الأمن والجيش في معظم المحافظات الجنوبية، كما أنها تتمتع بسلطات واسعة، اكتسبتها بموجب قرار اللجنة الأمنية في عدن، بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.


ويؤكد إسماعيل، أن اللجان الشعبية اليمنية، أصبحت هي الورقة الأهم لدى الرئيس هادي منصور، لمواجهة تنامي نفوذ جماعة الحوثيين، عقب تراجع دور الجيش من جهة، وتوجه بعض عناصر الأمن المركزي اليمني لأحضان الحوثيين.


أين الجيش؟


 يطرح تمكن الحوثيين من الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء، واعتماد هادي منصور على اللجان العشبية في عدن، عددا من الأسئلة حول فاعلية الجيش اليمني، الذي اختفى من المشهد ليسلم مرافق الدولة وقصر الرئاسة لجماعة أنصار الحوثي.


يقول المحلل السياسي اليمني، أحمد الزرقة، إن قوات الجيش اليمني، كانت تتوزع ما بين ألوية المشاة والقوات الخاصة والصواريخ وسلاح الجو والقوات البحرية، وتتوزع غالبيتها بين الحرس الجمهوري بقيادة أحمد علي عبدالله صالح، والفرقة الأولى مدرع بقيادة علي محسن الأحمر.


ويضيف الزرقة، في اتصال هاتفي لـ"دوت مصر"، "كان الحرس الجمهوري يضم 44 لواءً مهمتها حماية علي صالح، لكن الرئيس منصور هادي حل هذه القوات، ووزعها على محافظات الجمهورية، لكنها لا زالت تحتفظ بولائها لصالح ونجله، وبقية فرق الجيش تضم 32 لواء، أنهكتها الحروب مع الحوثيين، وتواجه ضعفا في التسليح، وتهميشا لدورها منذ عهد صالح".


ودعا الزرقة، قيادات الجيش الوطني اليمني، للتكاتف فيما بينهم، ليخرج الجيش اليمني من محنته، بعد تنامي نفوذ الحوثيين والجماعات المسلحة، لافتا إلى أن ملف الجيش، سيصبح هو الأبرز أمام القيادة اليمنية فى عدن، ومعربا عن تخوفه من استمرار اعتماد منصور على اللجان الشعبية، التي لا تصلح أن تكون قوى نظامية رسمية تدافع عن أرض الوطن.


نواة للانفصال؟


بعد تنامي نفوذ اللجان الشعبية، توقعات بين أوساط المحللين السياسيين اليمنيين، بأن تكون تلك اللجان نواة للانفصال، وتحقيق مكاسب شخصية، مستغلة اعتماد الرئيس عليها، كقوة حامية له.


يشير الصحفي اليمني عبدالله إسماعيل، أنه لا يستعبد أن تكون للجان الشعبية اليمنية، مطالب من الرئيس منصور هادي، كنوع من رد الجميل له على دورها في حمايته، واعترافها الكامل بشرعيته الدستورية، مستبعدا أن يكون لها أي مطالب انفصالية، فعلى الرغم من كونها قوات غير نظامية، لكنها وطنية تشكلت بالأساس لوقف سيطرة الحوثيين.


ويؤكد إسماعيل، أن دعاوى الانفصال، قد انخفضت كثيرا في اليمن، في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن القوى الشعبية بدأت التوحد فيما بينها، لمنع الغزو الحوثي لمحافظات اليمن عقب سقوط العاصمة.


هل تتحول لجيش نظامي؟


ويقول الصحفي اليمني، المقيم بعدن، ماجد الشعيبي، إن اللجان الشعبية تدين بالولاء للرئيس هادي منصور، متوقعا أن الرئيس منصور، قد يستعين بها في المستقبل القريب، لتكوين جيش نظامي من خلال نظام تجنيد لأبناء المحافظات من اللجان الشعبية بالجيش اليمني.


ويضيف الشعيبي، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن اللجان الشعبية، لا تطمح إلا فى استقرار اليمن، بعد الفوضى التى تسبب بها جماعة أنصار الحوثي، مشددا أنها سعت لتقسيم الجيش اليمني، وبث الفتن بين قياداته واستقطاب بعض رموزه، لتحقيق مصالح الجماعة بعيدًا عن الوطن.


ويتابع الشعيبي، "عدد مقاتلي اللجان الشعبية يقدر بالآلاف من مختلف محافظات اليمن، ويمكن الاستفادة من تلك القوى الكبيرة غير النظامية، لتدعيم سيطرة الرئيس هادي منصور على مقاليد الأمور"، مستبعدا أن يحدث صدام قريب بين اللجان الشعبية ومسلحي الحوثيين لبسط السيطرة.