التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 05:14 ص , بتوقيت القاهرة

آراء "دوت مصر".. مأزق "ليليان داوود" في مصر القريبة

كانت أحداث هذا الأسبوع مليئة بالعنف والتجاوزات، من مشهد تحطيم آثار متحف الموصل بالعراق، على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، إلى تجاوزات إعلامية، إضافة للحديث عن حكم الدستورية بشأن عوار قانون الانتخابات البرلمانية، الذي أدى لتأجيل الاستحقاق الدستوري، لحين إعادة النظر في القانون. ومن ساحات القضاء أيضًا، كان لدينا حكم محكمة مصرية باعتبار حركة المقاومة الفلسطينة "حماس"، منظمة إرهابية. وبالطبع كان لدينا نافذة لنطل منها على "مصر القريبة". 

على مدار الأسبوع، دأب كتاب الرأي في "دوت مصر"، على فتح زوايا جديدة، وطرح رؤى متعددة بخصوص تلك القضايا التي نناقشها ونعرضها في هذا التقرير المجمّع.

الدعوة التي وجهها "رفيق جريش" إلى محافظ الإسكندرية، هاني المسيري، كي يبحر إلى العمق، تتفق مع ما نشره "دوت مصر"،  بشأن ضرورة أن يعيد المسيري شحن رصيده السياسي، على خلفية ظهور زوجته معه في بعض اللقاءات الرسمية.

جريش دعانا  للتفكير  خارج الصندوق، بحجة أن  المحافظ  وزوجته يعطيان مثلاً  "صالحًا" لخدمة المجتمع، لكن المصريين لديهم "عقدة تاريخية" من تدخلات زوجة المسؤول السياسي في الحياة الوظيفية لزوجها، ما يجعل من الصعب الفصل بين مهام العمل، والحياة العائلية.

ومن الإسكندرية إلى العاصمة، ينقلنا خالد البري، في مقال له بعنوان "تكلفة السباب الإعلامي من الشيخة موزة إلى ليليان داود"، ليضعنا مرة أخرى أمام خطايا الإعلام المصرى، معلقًا على اعتذار الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأمير قطر، بسبب حالة الانفلات الإعلامي التي أصاب بعضها "الشيخة موزة"، وهو ما تسبب فى إحراج ليس فقط للرئيس كأعلى سلطة سياسية فى البلاد، وإنما للمواطن المصري.

وبعيدًا عن الشأن المصري/ العربي، يكمل البري رصد خطايا الإعلام بحق أبناء المهنة، بسبب حالة التعصب التي تشبّعت بها شاشات الفضائيات، بعد  تغريدة على موقع "تويتر"، اعتبرها البعض "خيانة" للنظام المصري الحالي، فسمحوا لأنفسهم بالتجاوز فى حق إعلامية، ومواطنة عربية، اختارت أن تكون مصر وطنًا لها، مطالبين السلطات المصرية بترحيل "ليليان داوود"، لأن مصر التي يتحدثون عنها وكأنهم يعرفونها، لم تعد تسع سوى صوت واحد ولون واحد.

كلا الحادثتين - اعتذار السيسي وفتنة ليليان - دفعا البرى في نهاية المقال إلى أن يتساءل: هل حرية الإعلام معناها السب والقذف الذي يعاقب عليه القانون؟ ما لحرية الإعلام واحترام القانون؟!

لكن مأزق ليليان مع بعض الإعلاميين، أظهر تضامنا عريضا، ودفع كاتبا آخر، مثل "ديانا مقلد" إلى أن تحدثنا عن رداء الوطنية الذي يتسع ويضيق حسب  الظروف السياسية، مقلد تروي لنا تجربتها الشخصية كصحفية لبنانية عملت فى عدد غير قليل من البلدان العربية، لتقارن تجربتها مع تجربة "ليليان داوود"، و"كأن مصر اليوم أصبحت تضيق وتبعد عن أبناء الوطن الواحد، الذي كنا نغني بوحدة شعبه من المحيط إلى الخليج".

تلك التصرفات وإن كانت غير منظمة وعشوائية إلا أنها تجعل من مصر وطنًا قبيحا، بعيدًا عن روح التسامح و البحث عن قواسم مشتركة للعيش الجماعي، وهو ما ينقلنا إلى تلك الدولة الحديثة التى أسسها "محمد علي باشا"، في مقال عن "محمد علي" أحد ولاة الخلافة العثمانية، و"كمال أتاتورك" مؤسس تركيا العلمانية، الذي أنهى وجود الخلافة.

من مدخل يبدو ضيقًا بعض الشيء، من داخل عربة تاكسي، يتجاذب سائقه أطراف الحديث مع راكب، ينطلق البري مستعيدًا بعض ملامح دولة محمد علي، الذي أسس دولة مدنية من دولة تابعة لخلافة إسلامية، وأيضًا يضعها في مقارنة مع دولة أتاتورك العلمانية، التي بدأت كثورة على الخلافة، وانتهت في قبضة أردوغان، الساعي لإعادة الخلافة.

تلك هي مصر القريبة والبعيدة في الوقت نفسه، بين ألوان إعلانات الترويج السياحي المبهجة، وقتامة تقنية السينما التسجيلية، فارق شاسع، تضعه أمام أعيننا "فاطمة خير" ، متسائلة،  أكان واجبا تدمير مدينة الناس الصالحين؟

سؤال "مدينة الصالحين" يجيب عنه  "عمرو جوهر"، لكن بسؤال آخر هو: "هل تغار مصر من قطر؟"، كمصري مقيم بأمريكا يحكي "عمرو" قصة مقابلة مع مواطن قطري عربي يعيش في بلاد العم سام، حيث تتلاقى الشواغل العربية، وينسى الجميع لون العلم، يقول "عمرو" في مقاله المنشور بـ"دوت مصر": "أنا هنا أحاول فقط أن أكون موضوعيًا بعيدًا عن تداخلات السياسة وتعقدها، ورأس المال ودوره في تغيير النفوس والسياسات".

وبعيدًا عن السياسة أيضًا، يأخذنا "عاطف بشاي" في مقال  عن أعداء المرأة، إلى رحلة بين جنبات الفكر والأدب، حيث يصنف أعداء المرأة في مجتمعاتنا الشرق-أوسطية، إلى نوعين، الأول بطبيعة الحال هم الظلاميون المكفرون، أما النوع الثانى فهم – للدهشة – الأدباء والمفكرون.

عن النوع الثاني يفرد "بشاي" في مقاله المنشور بتاريخ 1 مارس، متحدثًا عن المرأة في أدب العقاد، هذه هي بعضٌ من أفكار العقاد عن المرأة ولا يسعك سوى أن تُدهش -رغم ذلك- من قصة الحب بينه وبين الأديبة اللبنانية،"مي زيادة"، المعروف عنه حبه لها  قلبًا وقالبًا.

تابعونا على المدونة.