التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 08:08 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| عمدة "السلوم": بعد غلق المنفذ "الناس مش لاقية تأكل"

كان أول من استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عند زيارته لحدود مصر الغربية، أثناء الضربة الجوية الأخيرة على مقار تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، ويعد أحد أهم عواقل السلوم الذين يطلقون عليه لقب "العمدة".


"دوت مصر" أجرى مع العمدة مهدي، لقاءا، كان بمثابة المدخل إلى عالم السلوم الذي لا يعرف البعض عنه الكثير، لا سيما في ظل الظروف التي تمر بها في الوقت الراهن، فضلا عن كواليس الضربة الجوية ضد "داعش - ليبيا"، ولكن بعين العمدة.


كيف ترى الضربة الجوية التي قامت بها مصر على "داعش" ليبيا؟


كان لابد منها، لضرب المليشيات الإخوانية بمختلف مسمياتها في الدولة المجاورة، لأنها تهدد الأمن القومي المصري قبل أن تهددها هي نفسها.


هل كانت الضربة الجوية بالنسبة إليكم صائبة؟


الأجهزة الأمنية كانت تعرف جيدا أماكن تواجد مسلحي ليبيا، بإحداثيات محكمة، وتعرف أماكن تواجد الدواعش ومعسكرات تدريبهم، وأماكن مخازن ذخيرتهم وقيادتهم، فكانت الطلعة الجوية مباركة، وأصابت تلك الأماكن فعليا.


ما تقديرك لمكاسب الضربة الجوية؟


معسكر به 320 داعشي من مختلف الجنسيات، وأغلبهم مصريين مجندين معهم، انتهوا تماما، والدواعش المصريين هم الأخطر على مصر على الإطلاق.


كيف يستقطب تنظيم "داعش" المصريين في ليبيا؟


"الناس دول معاهم فلوس ياما"، المليارات التي تركها العقيد معمر القذافي بأكملها بين أيديهم، فهم استولوا على جميع ما كان بليبيا وخارجها، فمن السهل عليهم استقطاب شاب مصري عن طريق إعطائه مبلغ 3000 دولار بالشهر، مقابل أن يعمل معهم.


لماذا ترى أن الدواعش المصريين هم الأكثر خطورة عليها من الأجانب؟



لأنهم يعرفون مصر جيدا، ويمكنهم أن يدخلوها في أي وقت عن طريق المنفذ، كأي مواطن مصري يأتي ليدخل بلده، فمعه جوازه المصري ويستطيع أن يرسم لك دور المقهور حتى وإن كان خرج بطريقة غير شرعية.


حقا، هل شاركتم القوات المسلحة بأي معلومات لإنجاح الضربة الجوية؟


أول مصالحة على مستوى مصر تمت في مطروح، وشرارتها الأولى كانت في السلوم، خلال أول تجمع يهتف باسم الجيش ويأيده ليحكم مصر، والتي نشبت في السلوم، ثم انتقلت إلى مطروح، في يوم 27 رمضان، ومبادرة تسليم السلاح على مستوى الجمهورية، والتي كانت بدايتها مطروح، وأهالي مطروح هم من حلوا مشكلة أرض الضبعة، وهم من سلموها للقوات المسحلة، كل هذه المواقف تحسب لأهل مطروح قبل الضربة الجوية، فنحن لا يوجد بيننا خائن أو تم توقيفه بقضية تضر بالأمن القومي.


عن السلوم.. ما هي أهم مشكلاتها؟


السلوم بها العديد من المشكلات لكن أهمها، "منفذ السلوم"، إذ يعتمد قوت يومها على فتح المنفذ، وطوال مدة غلقه أمام تبادل البضائع المصرية والليبية "الناس مش لاقية تأكل"، فيجب أن تحل مشكلة المنفذ في القريب العاجل، لا سيما وإن أهالي السلوم معروفين هنا وبالمدن الليبية.


ولكن غلق المنفذ في الأساس كان لأسباب أمنية؟


بالطبع، ونحن نعرف ذلك، ولكن يجب أن يكون هناك حل، فأين وكيف يعمل أهل البلد.


وما الحل من وجهة نظرك؟


الحل لدى الحكومة، إذ يجب عليها سن استثناءات لأهل السلوم، بأي شكل كان، كي يفتحوا لهم أي فرع في المنفذ، لممارسة التجارة التي يقوم عليها اقتصاد السلوم.


أليس الصيد فرعا من اقتصاديات السلوم؟


مراكب الصيد متوقفة عن العمل، فالحكومة منعت السروح ليلا للصياديين السلوميين، في حين أن الجرافات الكبيرة التي تأتي من الإسكندرية، وأبوقير ومطروح تصطاد بمياه السلوم بحرية، ولم تترك لمراكب السلوم الصغيرة أي شيء، مما بداخل البحر، وتأخذ ما بشباك السلوميين أيضا.


هل هناك مشكلات أخرى عائدة على أهالي السلوم من غلق المنفذ؟



بالطبع هناك مشكلة الأسر، فالسيدات المتزوجات في ليبيا، واللاتي يدخلن إلى مصر بهدف العلاج مثلا، لا يمكنهن العودة إلى أطفالهن مرة أخرى، في ظل غلق المنفذ، وبالرغم من أننا استصدرنا موافقة من مجلس الوزراء بحرية عبورهن، إلا أن بعد حادث الذبح، صدر قرارا من رئيس الجمهورية بمنع أي مواطن مصري من دخول ليبيا عبر منفذ السلوم.


"اتبهدلوا دلوقتي أحلى بهدلة"، وهو ما دفعني أن أتحدث إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، عند زيارته لحدود مصر الغربية، بتلك النقطة دون غيرها، وكان رده "إن شاء الله ربنا يسهل"، وهو في الحقيقة عن تجربة أهالي السلوم معه "لما بيوعد بيوفي".


يبدو أن وعودا حصلتم عليها من الرئيس عبدالفتاح السيسي؟


بالفعل، ولكن أهمها المستشفى العسكري التي أصبحت تحت تصرف أهالي السلوم الآن، وطلبنا منه مبنى عبارة عن قاعة مناسبات، وصالة رياضية مغطاه، والآن يتم تنفيذها على الفور، وطابلناه بتعيين السيد علاء أبوزيد محافظا لمطروح، الذي كان رئيسا للمخابرات الحربية، وتم تنفيذ القرار فورا، تلبية لرغبتنا.


كيف قرأت زيارة الرئيس؟


ترك عمله وجاء ليقدم الشكر لأهالي مطروح، لمواقفهم الوطنية تجاه الدولة المصرية في الفترة الأخيرة.


وهل لا يخطئ أهالي السلوم؟


كل الأخطاء ثانوية، يمكن أن تحدث في أي محافظة، "إحنا مش المدينة الفاضلة"، هناك شباب بيغلط رغما عنه، "عايز يأكل عيش، لازم يشتغل في أي حاجة"، بينما في المجمل مطروح والسلوم تمتاز بطبيعة هادئة دون بقية محافظات مصر.


هل يوجد أفراد بالسلوم لهم علاقة بـ"داعش" ليبيا؟


إطلاقا، نحمد لله، فمن هم "داعش" من الأساس، ليس لديهم علاقة بالإنسانية أو بأي دين، فمن يمكن أن يؤيد هؤلاء، فكيف لهم أن يذبحوا إنسانا بتلك البشاعة، ما هو الدين الذي قال لهم إذبح الإنسان مثلما تذبح الدجاجة.


هل تشعرون بخطر، أو بأن "داعش" قريبة منكم؟


بالطبع نشعر بخطر، فهؤلاء الدواعش لولا القوات المسلحة، يمكن أن يدخلون  إلى مصر، "يدبحونا، ويعملوا أي حاجة"، بالإضافة إلى دورنا بجوار القوات المسلحة في حراسة الحدود، فالوضع يحتم علينا أن نحمي أنفسنا وبلادنا من هؤلاء.


ما هي آليات التعامل بين القبائل العربية بالسلوم؟


القبائل العربية موجودة بالسلوم منذ عام 640، واستوطنت جميع الساحل الشمالي، ونحن أول من حلينا محل الرومان بهذا المكان بعد الفتح الإسلامي، ونحن نعيش على الزيارة والتجارة، والتجارة البينية من مصر إلى ليبيا، والأمور تسير بين القبائل وفقا لاحترام القوانين والأعراف، والعادات والتقاليد، وهي موضوعات شرحها يطول.


يحدثنا أكثر عن عادات وتقاليد "السلوم"، شيخ قبيلة المعابدة، وأهم عواقل السلوم في سلسلة حوارات قادمة "يتبع".