التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 10:23 ص , بتوقيت القاهرة

أخيرا.. حماس إرهابية !

في آخر ديسمبر عام 2009، وعقب قيام عناصر من حماس باغتيال الرائد ياسر فرج عيسوي بالقوات المسلحة، كتبت مقالا في الصفحة الأولى بجريدة الجمهورية بعنوان "الآن حصحص الحق.. حماس إرهابية ".. كالعادة فتحت الصحف المعارضة وكُتابها النار على كاتب هذه السطور، مدعين أنني عميل صهيوني وكلب للسلطة المصرية، ولا يحق لأي قلم انتقاد حماس فحذاء أبنائها أشرف من رؤساء تحرير الصحف الحكومية.

بعدها قتلوا المجند ياسر إمام، وكتبتُ هل أصبح قدرنا أن نستيقظ صباح كل يوم على جنازة لشهداء الجيش والشرطة.. وأضفت أن الفاعل معروف ولابد من اتخاذ قرار بمقاطعته وحصاره.. لكن الدولة آنذاك كانت مهتمة بالمصالحة الفلسطينية لإتمام عملية السلام، وتغاضت عن تجاوزات حماس  في تهريب الأسلحة والمواد التموينية عبر الأنفاق وعن اقتحامها للحدود مرتين، وإن كانت أُغلقت منفذ رفح على فترات.

وتاجر الإخوان بـ" حماس "، وقالوا إن مصر تطبق سياسة إسرائيل.. ونظم عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام اتحاد الأطباء العرب وقتها قوافل إغاثة إنسانية، وعند وصولها لرفح رفض التفتيش على المؤن.. مما أثار الشك.

 أكدت في مقالات متعددة أن هناك منافذ أخرى لدخول المساعدات مثل العوجة وكرم أبو سالم والمنطار أما رفح فمخصص للأفراد.. لكن الموج كان عاليا والجميع يتصور أن مصر شريكة لإسرائيل في حصار غزة لأن الرئيس الأسبق مبارك  وحكومته عملاء لأمريكا وتل أبيب.. المهم أنه رغم الصور التي نشرتها في الجمهورية للأنفاق بالتزامن مع الراحل عبد الله كمال في روزاليوسف وظهر فيها التهريب واضحا، ظلت النظرة إلى كل من يهاجم حماس بأنه صهيوني.

الآن بعد خمسة أعوام من معاركي مع "حماس"، أكد القضاء المصريّ في ثاني حكم تاريخي له أن جماعة حماس أو حركة المقاومة الإسلامية هي منظمة إرهابية.. طالب الحكم الحكومة المصرية بإدراج اسم الحركة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.. استند الحكم إلى ضلوعها في مقتل الجنود والضباط المصريين بعد يناير 2011، حيث دبرت أكبر عمليتين ضد مصر باغتيال 17 جنديا مصريا صائما في رمضان 2012 وقتل 33 ضابطا وجنديا فى ديسمبر 2014 .

كانت محكمة الإسماعيلية برئاسة المستشار الشجاع خالد المحجوب قد قدمت أقوى الأدلة على ضلوع حماس في الإرهاب وإدخال عناصر أجنبية لمصر وتهريب المساجين – ومنهم مرسى وقيادات الإخوان – وتواجد هذه العناصر في ميدان التحرير في يناير وفبراير 2011 حسب شهادة اللواء حسن الروينى قائد المنطقة المركزية السابق. 

إن أهم الآثار المترتبة على ذلك الحكم هو إلزام دول العالم باعتبار حماس منظمة إرهابية.. غير أنه يبدو أن الدول الأوروبية تريد أن تستمر حماس في اغتيال المصريين وترويع سيناء وشن هجمات ضد الجيش والشرطة، فكان أن رفعتها من قائمة المنظمات الإرهابية  قبل حكم القضاء المصريّ لإحراج مصر والضغط عليها بكارت الإرهاب والإخوان.. الطريف أن حماس ردت على حكم القضاء المصريّ بأنه تصعيد خطير وعار كبير يلوث سمعة مصر، وأن الحركة تحظى بكل احترام وتقدير 95 % من المصريين.

وهذا أكبر دليل على أن الإخوة في غزة لا يفهمون المصريين ولا يعرفون أن قلوبنا بلغت الحناجر من أفعالهم وليس لهم أدنى مكانة في مشاعرنا.. المصريون يعرفون حماس جيدا.. ذبحوا وقتلوا وسجنوا إخوانهم الفلسطينيين فى حركة فتح.. فليس بعيدا أن تقتلنا وتفجر بيوتنا.. هم صنيعة الإخوان ورعاة أنصار بيت المقدس.. عربدتهم فى سيناء بدأت مع الإطاحة بمرسي.. وشهد البلتاجى ( بعظْمة لسانه ) أن الإرهاب سيتوقف عقب عودة مرسي إلى منصبه.

لقد نسوا أن أيديهم ملوثة بدماء خير أجناد الأرض جنود مصر البواسل.. ساندوا أكبر حكم ديني متطرف في تاريخ مصر بالسلاح.. وستثبت التحقيقات القادمة أنهم كانوا وراء مقتل مصريين في أحداث الاتحادية.. لقد كانوا وبالا على أهل غزة وجعلوهم يعيشون في الجحور ومات منهم الآلاف بسبب طيشهم واستفزازهم لإسرائيل.. أن هم حماس الأول والأخير هو جمع المال بدعوى دعم المقاومة.. لقد فشل مؤتمر إعمار غزة لأنهم أصروا أن تكتب الشيكات وتودع الأموال بأسماء قادتهم.

لا أدري عن أي مقاومة يتحدثون وبأي تضحيات يتشدقون.. لقد تكلّف فرح ابنة خالد مشعل في دمشق عندما كان يقيم بها 25 مليون جنيه عام 2007.. وإذا كانت المقاومة تنفخ الجيوب بالثروات الطائلة، فعلى الذين سيدافعون عن حماس أو أولئك الحالمون بأنها البندقية الوحيدة أمام إسرائيل أن يعوا جيدا أن أثرياء المقاومة المليونيرات يقتلون جنودنا البسطاء بدم بارد.. المجند الذي يتقاضى جنيهات قليلة يقترض أهله مصاريف زفاف ابنهم إذا ما أنهى تجنيده وعاد ليكمل نصف دينه ويتزوج.

إن أمن مصر خط أحمر لا يسمح بتجاوزه لأحد حتى لو زعم أنه سيلقي بإسرائيل غدا في البحر.. لقد أضاعوا القضية الفلسطينية وهذا شأنهم وشأن شعبهم الذي يتحملهم، لكننا لن نقبل أبدا المساس بأمننا أو أرواح جنودنا.

لقد تاجر الحمساوية بدماء أهلهم وقوتهم وخربوا بيوتهم حتى أصبحت غزة قطاعا منبوذا مدمرا لا يصلح للعيش الآدمي، ثم ولوا وجوههم العكرة إلى سيناء يريدون انتزاعها والاستيطان فيها لأنها أوسع مساحة وأخصب أرضا وتملك موقعا استراتيجيا فريدا .. لهذا خططوا أكثر من مرة لإعاقة  الملاحة فى قناة السويس بالتنسيق مع حزب الله فى القضية التي كان متهما فيها سامي شهاب وهربه الحمساوية بعد قيام ثورة 25 يناير 2011 بيومين ليؤمنوا عودته إلى لبنان.

وأخيرا الحمد لله فقد كنت أول من كشف مخطط الإخوان لتدمير مصر واختطافها وعلاقة التنظيمات الإرهابية حماس وحزب الله بقطر وإيران وتركيا، بالإضافة إلى جمعيات حقوق الإنسان والنشطاء ومنسقي صفقة الفيرمونت الشهيرة ودور البرادعي السام في مصر.

والحمد لله أن الذين هاجموني قبل 5 أعوام يكتبون الآن ما كنت أنفرد به وقتها وأنال جلد السياط ولدغ العقارب.. شكرا للقضاء المصري الشريف الذي طهّر نفسه من شراذم جماعة الإخوان التي كادت تحوله إلى مقصلة لإعدام المختلفين معهم.