التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 10:07 ص , بتوقيت القاهرة

الضربة الجوية على "داعش".. أبرز قرارت السيسي في أسبوع

تركز نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي على حشد الجهود لمواجهة مخاطر الإرهاب خاصة بعد العملية الإرهابية الآثمة التي قام بها تنظيم "داعش" بقتل 21 مواطنا مصريا في ليبيا.


وفور ورود الأنباء باختطاف مجموعة من العاملين المصريين المسيحيين بليبيا أمر السيسي بتشكيل مجموعة أزمة لمتابعة تطورات هذه القضية، وأجرى الرئيس السيسي يوم السبت الماضي اتصالا هاتفيا بقداسة البابا تواضروس الثاني، أكد خلاله متابعته شخصيا للتطورات المتعلقة بعملية الاختطاف، وأن كافة الأجهزة المعنية بالدولة تسخر كافة جهودها واتصالاتها للوقوف على حقيقة الموقف


وأشار الرئيس إلى التوجيهات الصادرة إلى الحكومة بضرورة إيلاء الرعاية اللازمة لعائلات المختطفين وتقديم المساعدة اللازمة لهم، وجدد الرئيس دعوته لضرورة تكاتف المجتمع الدولي في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تتخفى وراء الدين الإسلامي الحنيف، وهو منها براء.


ثم عقد الرئيس اجتماعا الأحد الماضي حضره المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء للوقوف على آخر تطورات الموقف بالنسبة للمواطنين المصريين المختطفين في ليبيا، مشددا على ضرورة استنفار كافة أجهزة ومؤسسات الدولة وتضافر الجهود والتنسيق فيما بينها، كما اطمأن الرئيس على تقديم المساعدات لعائلات المختطفين، ومتابعة احتياجاتهم والاستجابة لمطالبهم.


وبعد أن تأكدت أنباء قيام تنظيم "داعش " الإرهابي بتنفيذ عمليته النكراء بقتل المصريين المختطفين، نعى الرئيس السيسي شهداء مصر الذين سقطوا ضحايا الإرهاب الغاشم، وتقدم بخالص العزاء للشعب المصري في مصابه الأليم، وقرر عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني؛ وأعلن حالة الحداد العام لمدة سبعة أيام.


وأكد السيسي أن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية، مشيرا إلى أنه وجه الحكومة بالوقوف إلى جانب أسر شهداء الإرهاب واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتخفيف من مصابهم والاستمرار في التنفيذ الصارم لقرار منع المصريين من السفر إلى ليبيا في ظل هذه الأوضاع المتردية حفاظا على أرواحهم.


وتوجَّه السيسي إلى مقر الكاتدرائية، للقاء البابا وتقديم العزاء في المواطنين المصريين الأبرياء ضحايا الحادث الإرهابي الآثم الذي وقع في ليبيا، حيث أعرب الرئيس عن مواساته لأسر الضحايا، مؤكدا أنهم سيلقون كامل الاهتمام والرعاية من كافة أجهزة الدولة المعنية.


وتلقى الرئيس السيسي عدة اتصالات هاتفية من عدد من زعماء العالم تؤكد التضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب، فتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون"، الذي استهل حديثه بتوجيه تعازيه لمصر، قيادةً وحكومة وشعبا، في المواطنين المصريين الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لعمل إرهابي غاشم في إطار سلسلة من الأعمال الإرهابية .


وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي دعم فرنسا للتحرك الدولي للقضاء على الإرهاب، وتضامن بلاده الكامل مع مصر ووقوفها بجانبها فى مواجهته.


كما تلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الذي قدم للرئيس التعازي في الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء عمل إرهابي حقير يجافي كافة معاني الإنسانية والرحمة، مضيفا أنه ليس غريبا على من يقترف جرائم قتل البشر حرقا أن يقوم بمثل هذا الفعل الشنيع.


وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي بالرئيس السيسي أن مصر ستنتصر في المعركة ضد الإرهاب، منوها إلى أن مصر وشعبها العريق سينتصر أن في معركتهما ضد الإرهاب، وأن مثل تلك الأفعال الجبانة ستزيد عزم المصريين على مواصلة طريقهم وبناء دولتهم التي ينشدونها، وذلك بمساندة أشقائهم الذين يكنون لمصر وشعبها كل مودة وتقدير  


وتلقى السيسي اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء اليونان "أليكسيس تسيبراس"، الذي قدم العزاء لمصر، قيادةً وحكومة وشعباً، في المواطنين المصريين الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لعمل إرهابي غاشم في ليبيا.


وفي حديث لمحطة " أوروبا – 1" الإذاعية الفرنسية أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وضرورة تكاتف الجهود الدولية لدحر الإرهاب في ليبيا، باعتبار ذلك سبيل وحيد لتحقيق الأمن وإعادة الاستقرار.


وذكر الرئيس السيسي أنه سبق أن حذرت مصر مرارا وتكرارا من مغبة تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا على كافة دول الجوار، سواء الجوار الجغرافي المباشر أو على دول شمال المتوسط الأوروبية، منوها إلى أن عملية الناتو غير المكتملة تركت الشعب الليبي أسيرا لميلشيات مسلحة ومتطرفة، ومن ثم فإنه حان الوقت لدعم خيارات الشعب الليبي الحرة المتمثلة في الجيش الوطني والبرلمان المنتخب والحكومة الليبية، كما يتعين العمل على جمع الأسلحة من كافة الميليشيات والحيلولة دون تدفق السلاح من دول أخرى إلى تلك الجماعات المتطرفة.


واستعرض الرئيس أثناء الحديث الجهود التي تبذلها مصر لضمان أمن السائحين واستعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر لسابق عهدها، منوها إلى أن تأشيرة الدخول التي يتم منحها للسائح تعني ضمنيا ضرورة الحفاظ على أمنه وحياته.


وألقى الرئيس السيسي الضوء على المؤتمر الاقتصادي الذي ستنظمه مصر في مارس المقبل، منوها إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى أصدقاء مصر من رجال الدولة ورجال الأعمال المهتمين بالعمل والاستثمار في مصر، ومشيرا إلى أن مصر بوابة إفريقيا ونافذة على العالم العربي وأوروبا، فضلاً عن كونها معبراً للتجارة العالمية عبر قناة السويس وما تشهده من تطوير عبر حفر قناة جديدة، وكذا المشروعات العملاقة الأخرى الجاري تنفيذها في مصر.


وفيما يتعلق بتعزيز قدرات القوات المسلحة المصرية وتنويع مصادر السلاح استقبل الرئيس السيسي وزير الدفاع الفرنسي، جان ديف لودريان وأعرب عن شكره للجهود الفرنسية المبذولة لإتمام صفقة الطائرات الفرنسية المقاتلة من طراز "رافال" وإنجازها في وقت قياسي، حيث تأتي هذه الصفقة في إطار تعزيز القدرات المصرية على مكافحة الإرهاب.


وعقب انتهاء اللقاء شهد الرئيس السيسي مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين المصري والفرنسي والتي ستقوم بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" فضلاً عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة، وتلا ذلك عقد مؤتمر صحفي لوزيري الدفاع المصري.


وفيما يتعلق بإتمام صفقة استيراد طائرات "رافال" المقاتلة، ذكر وزير الدفاع الفرنسي أن إتمام هذه الصفقة في زمن قياسي يدلل على مدى التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين المصري والفرنسي وحرصهما المشترك على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من شراكة استراتيجية بين البلدين لمواجهة التهديدات الأمنية.


وتابع أنه بحث مع الرئيس السيسى إجراءات تأمين حدود الدولة من إحدى القواعد الجوية بنطاق المنطقة الغربية العسكرية ومتابعة إجراءات تأمين القوات للحدود على الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وناقش الرئيس عددا من الطيارين والأطقم التخصصية والمعاونة في إسلوب تنفيذ المهام المخططة والطارئة التى تنفذها القوات الجوية لتأمين الحدود ضد عمليات التسلل والتهريب والتصدى لمخاطر التنظيمات الارهابية المسلحة عبر الحدود.


ومن داخل إحدي الطائرات قام الرئيس السيسي باستطلاع الحدود الغربية ومناطق انتشار الوحدات والتشكيلات والدوريات المقاتلة المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية.


وأعرب عن اعتزازه بقبائل وعشائر مطروح وتقديرة لدورهم وعطائهم الوطنى المشرف في تغليب المصالح العليا للوطن وجهودهم في استعادة الامن والاستقرار ودعمهم الكامل للقوات المسلحة فى كل ما يتخذ من اجراءات للحفاظ على أمن مصر القومي.


واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بلقاء مع عدد من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية في دول حوض النيل وبعض دول الجنوب الإفريقي، حيث أكد أن العلاقات بين مصر وأشقائها الأفارقة علاقات مصيرية، وقال إنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية في خطاب التنصيب على التأكيد على أن المرحلة القادمة ستشهد انفتاحا مصريا على إفريقيا ونهوضا شاملا في كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة.


وكان الرئيس السيسي قد استهل نشاطه الأسبوعي بتسلم أوراق اعتماد 12 سفيرا لإثنتى عشرة دولة هي: تايلاند، زيمبابوي، نيوزيلاندا، كوريا، إفريقيا الوسطى، الولايات المتحدة الأمريكية، كينيا، غانا، النمسا، نظام فرسان مالطا، جمهورية التشيك، الجبل الأسود.


ورحب الرئيس بالسفراء الجدد، متمنيا لهم مهمة موفقة في القاهرة، مؤكدا حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع دولهم في جميع المجالات.