التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 02:14 م , بتوقيت القاهرة

خاص| العائدان من ليبيا بالفيوم: واجهنا الموت.. وخطف المصريين "عادة"

مواطنان من محافظة الفيوم، عائدان من جحيم ليبيا.. علي سعداوي، و محمود الهرايجي، يرويان مأساتهما ، وكيف واجها الموت أكثر من مرة، مؤكدين أن هناك عشرات المصريين يتم خطفهم يوميا، إما مقابل فدية، وإما بهدف الابتزاز وقد يصل الأمر إلى القتل.

ونتاجا لما يحدث في ليبيا شُكلت أمس غرفة عمليات بمنفذ السلوم لإدارة الأزمة يديرها عدد من قيادات الجيش والشرطة وأمن الموانئ وإدارة المنافذ البرية، استعدادا لنقل واستقبال المصريين النازحين من إرهاب تنظيم داعش داخل الأراضي الليبية -بحسب تصريحات خاصة من مصدر أمني لـ"دوت مصر".

وقال العائدان من الموت إن هناك 25 مصريا، تم احتجازهم، بإحدى المزرع شركة النهر بطرابلس، من أجل دفع فدية مالية، وبعد العجز عن دفعها تم إجبارهم على تنظيف وصيانة الأسلحة، وهؤلاء من قرى خلف وأبو جندير ومنية الحيط وأهريت، وهي تتبع مركز إطسا في الفيوم.

علي سعداوي.. العائد من ليبيا أمس الأول، يروى مآسى المصريين داخل الأراضي الليبية قائلا: "أعمل بليبيا منذ 15 عاما، حيث كانت بدايتي العمل لدى بعض الليبين، وبعد 5 سنوات اشتريت محلا لبيع الخضر والفاكهة، واستمر الحال، حتى قبل سقوط نظام الزعيم الليبيى معمر القذافي"، مضيفا: "بعد سقوط القذافي، فوجئت بعمليات سلب ونهب للمحال التجارية الخاصة بالمصريين، وكأنهم ينتقمون منا".

وتابع: "بعد الاستيلاء على أموالي ومحلي التجاري، وبعد أن قضيت فترة في مصر، عدت إلى ليبيا مرة أخرى، عن طريق مطار برج العرب، بالإسكندرية، حيث هبطت بي الطائرة في مطار مصراتة،  وكان ذلك في شهر إبريل الماضي، وعملت في محل تجارى لبيع الفاكهة والخضر، بنظام التأجير، وخلال الأسبوع الأخير، زاد الحال سوءا، والحكومة المصرية طالبتنا بالعودة، وإلا ستخلي مسئوليتها عنا، وفي رحلة العودة التي استمرت 5 أيام رأيت الويل، حيث كانت المسافة التي تقطعها السيارة في ساعة، تقطعها فى 5 ساعات، بالإضافة لهروبنا من طريق الجنوب، الذي يؤدي إلى سبها، والذي يبعد حوالي 1000 كيلو متر.

ويضيف "سعداوي" أن الميليشيات الليبية جردته من كل شئ، حتى السجائر، مشيرا إلى أنه تصرف لم يعتاد عليه، طوال مدة إقامته في ليبيا، ومؤكدا أن الجماعات الإرهابية تريد تصفية المسيحيين، سواء مصريين أو من جنسيات أخرى.

يواجه المصريون في ليبيا الأمرين، من قسوة البحث عن لقمة عيش في غربة صعبة وعلى الجانب الآخر أوضاع أمنية منفلتة وجماعات إرهابية تسعى وراءهم، مخاطر جسيمة في ليبيا بحسب تحذيرات وزارة الخارجية المستمرة من السفر إلى هناك، وعلى هامش ذلك أكدت وزارة الطيران المدني استعدادها لإجلاء المصريين من ليبيا، خاصة بعد زيادة احتمالية استهداف المصريين بسبب الضربة الجوية ضد داعش .

العائد الثاني محمود الهرايجى يقول إن شركات الطيران، تبتز المصريين، وتجبرهم على حجز تذاكر ذهاب وعودة، مؤكدا أنه خلال الأحداث الأخيرة عاد على نفقته الخاصة، دون الاعتراف بالحجز المسبق.

وأضاف العائد الثاني في ختام تصريحاته: " أهالي طرابلس، كانوا يتقاسمون الطعام معنا، ويحضرون لنا الأغطية"، مشيرا إلى إن قوات فجر لييبا، تريد الاستيلاء على السلطة.

القوات المسلحة المصرية كانت قد وجهت ضربة جوية فجر الاثنين ضد أهداف تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، ما اعتبره محللون ردا سريعا على ذبح التنظيم لـ21 مصريا تم اختطافهم واحتجازهم لمدة أسابيع، ما أثار ردود أفعال ساخطة من قبل عدد من دول العالم إضافة إلى كافة المنظمات الدولية .