التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 12:41 م , بتوقيت القاهرة

ليبيا.. احتمالات التدخل الخارجي وحرب الجبهات المفتوحة

تفتح الأحداث في ليبيا الباب على مصراعيه أمام احتمالات التصعيد على الجبهة الليبية المصرية، إذ أن تواجد تنظيم "داعش" وبشكل ملحوظ قريبا من الحدود بين البلدين، يعطي دلالات هامة على قرب وجود تدخل عسكري مصري، بدأ بضربات من سلاح الجو، بعد ذبح التنظيم لـ21 عاملا مصريا.


يرى محللون أن الضربة الجوية المصرية ستنتهي بتدخل بري حتمي لمواجهة خطر التنظيم في درنة، فيما رأى آخرون أن العملية الأخيرة خطأ عسكري فادح، قد يجر مصر إلى حرب لا طائل منها، معتبرين أن الحل يتمثل فقط في دعم الليبيين أنفسهم لمواجهة هذه الظاهرة.



عملية استخباراتية


يرى المحلل والخبير العسكري الليبي، عادل عبدالكافي، أن عملية ذبح المصريين على يد تنظيم "داعش" في ليبيا، إنما هي عملية استخباراتية من أجل جر مصر إلى ما أسماه بحرب الجبهات المفتوحة هناك، مشيرا إلى وجود العشرات من أجهزة الاستخبارات في البلاد.


ويقول عبدالكافي: "طبعا ما قام به داعش جريمة لا يمكن تجاهلها، إلا أن الرد الذي قامت به مصر بضربات جوية داخل الأراضي الليبية، خطأ عسكري فادح"، متابعا: "هناك 60 جهاز استخبارات يتحرك داخل ليبيا، إضافة إلى طائرات دون طيار تقوم برسم الخريطة الأمنية، والدليل على ذلك قيام الاستخبارات الأمريكية CIA باختطاف أحمد أبو ختالة في بنغازي، وأبو أنس الركيعي، والذي اختطف أيضا في طرابلس".



جبهات مفتوحة


ويتابع: "وهذا يعني أن هناك سعي غربي لجر مصر، وفق ما نسميه في المصطلح العسكري (حرب الجبهات المفتوحة)، مصر الآن تقود عمليات ضد إرهابيين في سيناء، والآن يتم جر الجيش المصري إلى الحرب في ليبيا، فالقصف الجوي سيتبعه تدخل بري كوحدات قتالية نوعية".


وشكك عبدالكافي في صحة شريط فيديو قتل المصريين، وطريقة التسجيل المتبعة، وقال: "بالنسبة لعملية قتل المصريين هي عملية غامضة بمعنى الكلمة، إلى الآن لم يصل لأجهزة الاستخبارات الليبي في طرابلس، أي معلومات تثبت تواجد ليبيين في تسجيل الفيديو، الأجسام الكبيرة والطول الذي يتمتع به عناصر داعش يثبت أنهم غير ليبيين، إضافة إلى أن طريقة مشيهم تدل على أنهم أفارقة، وأعتقد أن الاستخبارات الفرنسية هي من يقف وراء ذلك".



مساعدة الليبيين


أما المحلل العسكري اللبناني، العميد وهبي قاطيشا، لديه رأي مختلف فيما يخص الوضع الليبي، حيث يقول: "لا يوجد تدخل مصري واضح في ليبيا، لكن الشيء الذي حدث سيتبعه تدخل عربي، وأعتقد أن التدخل العربي سيكون بتوقيع مصري، لأنها على الأقل الدولة الكبرى في المنطقة".


ويرى وهبي أن القوات المصرية قد تتدخل للمساعدة، وليس للاحتلال، وذلك لأن أسلوب الحروب تغير، والآن التشتت الذي تعانيه ليبيا يحتاج لتدخل خارجي، وهي بحاجة لجيش عربي حتى يتم استعادة الأمن.


ويؤكد وهبي أن مصر هي الشقيقة الكبرى للدول العربية، والفوضى الحالية على حدودها الغربية تعتبر مسؤولية واقعة على عاتق مصر من أجل مساعدة الليبيين لإقامة الدولة، خاصة أن ليبيا لا يوجد عندها جيش، فالمهمة بالنسبة للقاهرة أخلاقية أولا، لتساعد أشقائها في الخروج من المحنة، لأنهم لا يمتلكون قوى ذاتية".



أهداف بعيدة


من جانبه تساءل المحلل العسكري اللبناني، العميد هشام جابر، عن مدى تنسيق مصر مع الليبيين بشأن هذه الضربة أو مع الولايات المتحدة، وقال إن هناك سؤالا يطرح نفسه عن مدى التنسيق العسكري، وهذا غاية في الأهمية ولا يوجد إجابة على ذلك".


ويتابع جابر: "أنا أقول أن العملية العسكرية المصرية حقا للانتقام والردع، وهو انتقاما بسبب الجريمة البشعة التي طالت مواطنين مصريين أبرياء، خاصة أنهم مسيحيين، والأقلية المسيحية في الشرق مستهدفة من قبل إسرائيل، وهذا الهدف قائم من أجل تهريبهم، فإسرائيل كانت مشاركة بالتسبب في تهجير أكثر من مليون مسيحي من العراق، أعتقد أن قتل الأقباط المصريين هو دلالة على مشروع لإفراغ المسيحيين من منطقة الشرق".



إسقاط مصر


المحلل العسكري اللبناني، أمين حطيط، يتحدث حول الوضع في ليبيا بأن هناك هدفا لإسقاط مصر، فهي التي تواجه جناحين مسلحين في الشرق (سيناء)، والغرب (ليبيا).


ويقول حطيط: "لفهم المسألة الليبية ينبغي أن نعود للخطط الغربية تجاهها، فليبيا تدخل فيها حلف الأطلسي بقرار من الجامعة العربية، ليس من أجل شعبها، بل من أجل إنشاء مصنعا للإرهاب يستطيع الغرب استعماله في تغذية الساحات الإرهابية على مستوى الوطن العربي".



انفصال عن الواقع


ويضيف، "فالمشروع الذي يستهدف الدول العربية، هو مشروع شامل وليس مشروعا مخصصا لدولة أو مذهب أو طائفة، هذا المشروع الإستراتيجي الكبير بحاجة لأداة تحركه، بعد انكفاء الغرب عن فكرة الجيوش التقليدية، وهذه الفكرة بحاجة لعصابات، لذلك اتخذ الغرب من ليبيا معسكرات لتدريب الإرهاب"، على حد وصفه.


ويوضح حطيط أن في أمريكا وحدها 5 معسكرات تدريب لمسلحين، ومن يظن أن الغرب يريد أن ينقذ ليبيا فهو واهم ومنفصل عن الواقع، الغرب دمر هذا البلد، وحوله من دولة إلى أرض سائبة لكل العالم، فقد أصحبت معدة لاستهداف مصر، وبالتالي ما حصل ضد المصريين الأقباط، هو استهداف للشعب المصري، لجره لحرب طائفية".