التوقيت الثلاثاء، 07 مايو 2024
التوقيت 10:20 ص , بتوقيت القاهرة

هل يتسبب الحوثيون في عزل اليمن دوليا؟

أدت الأزمة السياسية والأمنية الطاحنة التي يشهدها اليمن، إلى سحب العديد من الدول العربية والشرق أوسطية والأوروبية لسفرائها، وتعليق العمل بقنصلياتها وسفاراتها داخل اليمن. 


فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، سحب ممثليها الدبلوماسيين لدى اليمن، نهاية الشهر الماضي، كما أغلقت السلطات الفرنسية والبريطانية سفارتهما الأربعاء الماضي، وقررت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن مغادرة البلاد لدواع أمنية.


وأغلقت ألمانيا أيضا سفارتها في اليمن بسبب سوء الأوضاع الأمنية، وغادر طاقم السفارة الأراضي اليمنية، أمس الجمعة، متوجها إلى بلاده، وانضمت إليها أيضا السفارة الإيطالية في صنعاء.


في السياق ذاته، أغلقت السفارة الهولندية، أبوابها في اليمن، كما أغلق القسم القنصلي بالسفارة اليابانية أبوابه أيضا بسبب المخاوف المتزايدة من حالة التدهور الأمني في البلاد.



العرب والشرق الأوسط


عربيا، أعلنت المملكة العربية السعودية تعليق أعمال سفارتها في اليمن، ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن مصدر سياسي سعودي قوله إن هذه الخطوة جاءت بسبب التدهور في الأوضاع الأمنية والسياسية هناك، وقال مصدر يمني للوكالة إن الإجراءات التي اتخذتها الدول تأتي بعد إخفاق المكونات السياسية اليمنية في التوصل لحل ينهي الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.


في السياق ذاته، ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" أن الإمارات أغلقت سفارتها في صنعاء بسبب المخاوف الأمنية المترتبة على انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على السلطة في اليمن.


وعلى خطى السعودية والإمارات، سارت تركيا، فأعلنت، اليوم السبت، بحسب قناة العربية وبعض وسائل الإعلام اليمنية، تعليق عمل سفارتها في اليمن وسحب جميع دبلوماسييها من هناك، ليرتفع عدد البعثات الدبلوماسية التي أغلقت أبوابها في اليمن إلى حوالي 11 ممثلية دبلوماسية.



المصالح تتحدث


أثارت خطوات الدول المذكورة بشأن إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في اليمن تساؤلات عديدة بشأن توقيت هذه الخطوة التي لم تتم حينما كان  القتال على أشده  بين الجيش اليمني والحوثيين، وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي عبدالله دوبلة، إن قرار سحب البعثات الدبلوماسية يشير بشكل واضح إلى فشل العملية السياسية في اليمن، وإدراك القوى الإقليمية والدولية بأنه على شفا حرب أهلية حقيقية.


وألمح "دوبلة" في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام خليجية، أن دول الخليج اكتشفت وجود صفقة بين المؤتمر الشعبي والحوثيين في اليمن، خاصة بعد مساعدتهم في الدخول إلى صنعاء والسيطرة على العديد من المحافظات.


ويرى مراقبون أن الموقف الروسي والإيراني من الوضع في اليمن، وعدم إغلاق سفاراتهم، يشير إلى أن الحوثيين سيواصلون تمددهم في اليمن، تحت غطاء استخباراتي روسي وإيراني، خاصة وأن هذا التمدد سيصب في مصلحة الدولتين ويمكن أن ينقذهما من براثن أزمة اقتصادية طاحنة، بسبب تراجع أسعار النفط، يقول مراقبون أن السعودية الجارة الشمالية لليمن طرف فاعل فيها.



تحركات استباقية


ويمثل خروج البعثات الدبلوماسية من اليمن، وبقاء البعثة الروسية والإيرانية، في ظل العلاقات القوية مع جماعة عبدالملك الحوثي، مصدر قلق كبير بالنسبة للجانبين المصري والسعودي، بحسب وكالة اسوشيتد برس الأمريكية للأنباء.


وقال الوكالة إن السعودية بدأت في اتخاذ إجراءات احترازية لحماية حدودها الجنوبية مع اليمن، وقامت بتسليح بعض القبال السنية المتواجدة على الحدود، مستغلة عداءها للحوثيين، حتى تؤمن عدم وصول الحوثيين إلى تلك المناطق.


ويأتي هذا بالتزامن مع تنسيقات أمنية مصرية وسعودية فرضها الوضع المتدهور في اليمن، وبحسب الوكالة، يقول مسؤولون أمنيون مصريون إن مصر ستتدخل في اليمن إذا حدث أي عمل يمكن أن يعوق حركة الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس، وألمحت الوكالة إلى أن عمليات التنسيق الأمني بين مصر والسعودية فيما يتعلق بالأزمة اليمنية، بلغت مرحلة متقدمة للغاية.