التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 01:45 م , بتوقيت القاهرة

في الأردن.. الحرب على "داعش" تبدأ من الداخل

لم يكن توعد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، تنظيم "داعش"، بـ"رد قاس"، على مقتل الطيار معاذ الكساسبة حرقا، الثلاثاء الماضي، أولى خطوات المملكة لمواجهة خطر التنظيم الإرهابي، فعمان، التي تعد أبرز المشاركين في هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، سبق أن اتخذت إجراءات احترازية لدرء هذا الخطر.


التمدد السريع للتنظيم، الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، أثار هلع دول الجوار، خصوصا أن الأردن يشعر بقلق من وجود مؤيدين لهذا التنظيم داخل حدوده، ما يعني أنه مضطر للحرب على جبهتين: الأولى ضد خطر وقوع هجمات على أهداف داخل البلاد، والثانية ضد الأفكار والأيديولوجيات المتشددة التي بدأت في الانتشار بين الشباب والمهمشين.



تهديد خارجي


وقد هدد زعيم التنظيم المتشدد، أبوبكر البغدادي، كثيرا أن الأردن ستصبح الهدف المقبل للتنظيم، ونقلت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية قوله: "إن اللاجئين الذين فروا من سوريا والعراق إلى الأردن سيكونون أول نقطة لإشعال النيران، وأن الأردن لن يبقى سالما كحاله الآن".


ونشر ناشطون فيديو على موقع "يوتيوب" ظهر فيه أحد عناصر "داعش"، وهو يتوعد بذبح ملك الأردن، الذي وصفه بـ"الطاغوت" وشن سلسلة هجمات انتحارية ضد الأجهزة الأمنية الأردنية، من خلال متفجرات تزن "أطنانا مطننة"، قبل أن يقوم بإحراق جواز سفره الأردني.


ونشر ناشطون فيديو على موقع "يوتيوب" ظهر فيه أحد عناصر "داعش" وهو يتوعد بذبح ملك الأردن، الذي وصفه بـ"الطاغوت" وشن سلسلة هجمات انتحارية ضد الأجهزة الأمنية الأردنية، من خلال متفجرات تزن "أطناناً مطننة"، قبل أن يقوم بإحراق جواز سفره الأردني.



رد أردني


وتحسبا لذلك، نشرت القوات المسلحة الأردنية تعزيزات على الحدود مع العراق، واعتبر وزير الداخلية، جسين المجالي، أن التهديد الذي يمثله داعش "تهديد حقيقي".


ومنذ بث التنظيم لشريط فيديو يظهر قتل الطيار معاذ الكساسبة، يكثف سلاح الجو الأردني غاراته على معاقل المتشددين في سوريا والعراق، لا سيما في مدينة الرقة السورية.


وأعلن الجيش الأردني أمس الأحد، مقتل ما لا يقل عن 7 آلاف مقاتل "داعشي"، إضافة إلى تعطيل 20% من القدرات القتالية للتنظيم المتشدد، منذ بدء الغارات على التنظيم.



خطر داخلي


وفي الوقت الذي دفع فيه الطيار الأردني حياته لحماية مدينته الكرك، كان هناك آخرون في نفس المدينة يتضامنون مع قتلته، حسبما ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية.


فلم تكن هذه هي الواقعة الأولى، ففي يونيو/ حزيران الماضي، خرج العشرات من مؤيدي "داعش" بالأردن إلى شوارع محافظة معان، في مظاهرة أعلنوا فيها دعمهم للتنظيم المتشدد، مؤكدين أن معان هي "فلوجتهم الجديدة"، في إشارة الى المدينة العراقية التي يسيطر عليها التنظيم.



ويتمتع تنظيم "داعش" بتأييد قوي في بعض أوساط البلاد، حتى إن الآلاف من الأردنيين توجهوا للقتال في صفوف التنظيم في سوريا، ليضعوا بلادهم في المرتبة الثانية بعد التونسيين في ترتيب الأجانب الذين يحاربون في صفوف "داعش".


مواجهة أمنية


ويشهد الأردن حملة تستهدف مؤيدي "داعش" وغيرها من المنظمات المتطرفة، ففي الأشهر الأخيرة اعتقل أكثر من 600 مؤيد، وأحيل إلى القضاء 150 شخصا بتهمة إعلان تأييدهم لداعش أو جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.


وقد صدرت أحكام بحق 15 شخصا، ولا عجب في ذلك، خصوصا أن رسالة واحدة مؤيدة لداعش ترسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي كافية لسجن كاتبها لمدة قد تصل إلى 5 سنوات.


وأخرى فكرية


وبصورة موازية، تعمل وزارة الأوقاف الأردنية، في مناطق تعد "بؤرا ساخنة" ومعاقل للسلفين والتيارات الإسلامية المتشددة، لنشر صورة الإسلام السمحة عبر المنابر في المساجد، فبدأت من محافظة معان، التي تعد الأكثر شغبا جنوب العاصمة، تلتها بإربد الشمالية، ثم الزرقاء وسط المملكة، وأخيرا بجرش في الشمال الشرقي، وهي كلها مجتمعة معروفة بأنها تحوي أخطر التجمعات السلفية.