التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 12:48 ص , بتوقيت القاهرة

الموت حرقا.. كم "كساسبة" في مصر؟

تألم الجميع بعد نشر تنظيم "داعش" فيديو لحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، بعد أن وقع أسيرا لديهم في إحدى غارات التحالف الدولي لضرب داعش ديسمبر الماضي، وسرعان ما خرجت المؤسسات التنفيذية والدينية فى العديد من دول العالم لتندد بما حدث، في حين أن هناك العشرات إما أحرقوا نتيجة الإهمال أو الحوادث أو نتيجة رغبتهم في إنهاء حياتهم في مصر.


"كم معاذ كساسبة في مصر؟" أو بلفظ آخر "كم شخص أُحرق في مصر؟"، سؤال قد لا يستطيع تقرير واحد حصره، لكننا في هذا الموضوع سنعرض بعض الحوادث الشهيرة والتي أحرق فيها المصريون.


 قطار الصعيد في العيد


كان القطار رقم ‏832‏ يتوجه من القاهرة إلى أسوان،‏ صباح يوم 20 فبراير 2002م، فاندلعت النيران في عربته الأخيرة عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد، ومع الوقت امتدت النيران إلي باقي العربات،‏ والتي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في مراكزهم وقراهم في صعيد مصر‏.‏


ولم يجد بعض الركاب ملاذا لهم إلا كسر النوافذ الزجاجية‏،‏ فألقوا بأنفسهم خارج القطار،‏ مما تسبب في مصرعهم أو غرقهم في ترعة الإبراهيمية،‏ وحاول سائق القطار تقليل حجم الخسائر فسارع بفصل العربات السبع الأمامية عن العربات المحترقة.


وتعد حادثة قطار الصعيد التي راح ضحيتها أكثر من 361 مسافرا الأسوأ من نوعها في تاريخ السكك الحديدية المصرية، أدت الكارثة إلى استقالة وزير النقل الأسبق إبراهيم الدميري.



المثقفون في بني سويف


انتهى العرض المسرحي "من منا؟" في 5 سبتمبر 2005، بحصد أرواح أكثر من 50 مبدعا، لأن النيران اشتعلت في قاعة الفنون التشكيلية الملحقة بقصر ثقافة بني سويف، أثناء تأدية المبدعين للتحية فى ختام العرض، وتوجه رجال الحماية المدنية إلى قصر ثقافة بني سويف، لكنهم لم يتمكنوا من إخماد الحريق إلا بعد ساعتين من اندلاعه، لتتفحم جثث عدد من المبدعين ويلقى عدد آخر حتفه، دهسا بعد أن ساد الذعر في صفوف المشاهدين .


وأشار تقرير لجنة تقصي الحقائق إلى أن سبب الحادث يتمثل في سقوط شمعة كانت ضمن ديكور العرض أدت إلى ثلاث انفجارات فالتهم الحريق قاعة المسرح بشكل كامل، وعلى إثر الحادث تقدم وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني باستقالته من المنصب، إلا أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رفض هذه الاستقالة.



الحرق أمام البرلمان


في يوم 17 يناير وقبل اندلاع ثورة يناير بأسبوع تقريبا، وعلى طريقة البوعزيزي فى تونس، أقدم مواطن مصري يدعى عبده عبد المنعم جعفر (49 سنة) على الانتحار بسكب البنزين على جسده وإشعال النار في نفسه أمام مجلس الشعب في وسط القاهرة وهو يردد هتافات ضد الشرطة، وذكرت مصادر طبية في مستشفى المنيرة وقتها أنه أصيب بحروق مختلفة وصفها وزير الصحة الأسبق حاتم الجبلي بأنها "خفيفة".


وفى أقل من 24 ساعة أشعل مواطن آخر يدعى محمد فاروق محمد حسين (50سنة ) النار في نفسه أمام مجلس الشعب محاولا الانتحار، وقالت مصادر أمنية إن الرجل أشعل النار في نفسه في تقاطع شارع مجلس الشعب مع شارع القصر العيني وإن شرطيا يدعى هشام سالم ألقى بنفسه على المحامي محاولا إنقاذه فأصيب باختناق ونقلا سويا إلى مستشفى المنيرة العام.



في مكان أكل العيش


حرق مجموعة من المجهولين مواطن مصري ببورسعيد يدعى "محمد خالد أحمد (26 سنة)  عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق مرسي فى يوليو 2013، حيث حرقوه داخل محل للعطور يعمل به بالمدينة، وأشاعت جماعة الإخوان أنهم تم إحراقه لأنه ملتحي فقط، ولم تظهر أسباب حرقه، وإن كان بعض المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي رجحوا حرقه لأنه ملتحٍ وتشابه اسم محل العطور الذي يملكه مع اسم سلسلة محلات إخوانية.



حرق أب وابنه


في واقعه غريبة شهدتها قرية منشأة صبري أبو علم مركز تمي الأمديد، حرقت مجموعة ملثمة مواطنا وابنه أثناء عودتهم من عملهم كعمال أمن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالدقهلية، يوم الخميس 25 سبتمبر الماضي، حيث أوقفوهما أثناء استقلالهما دراجة بخارية وسكبوا مادة البنزين على الابن والأب وأحرقوهما أحياء مما تسبب في انتقال الأب والابن إلى مستشفى جامعة المنصورة في حالة خطر بين الحياة والموت، وأعلنت أمانة حزب شباب مصر بالدقهلية بعدها بخمسة أيام أن سبب الحادث هو تأييد الأب وابنه للرئيس عبد الفتاح السيسي ضد الجماعات "الإرهابية".


الحرق في كنتاكي


هاجم مجهولون فرع "كنتاكي" بمدينة قويسنا، على طريق " القاهرة- الإسكندرية" الزراعي، في ساعة مبكرة من صباح الخميس الماضي، بعبوات المولوتوف والأعيرة النارية، وهرعت قوات الحماية المدنية إلى مكان الواقعة، وسيطروا على الحريق، قبل انتقاله إلى محطة وقود مجاورة، كما تم تمشيط المنطقة لضبط الجناة، لكن الموظف بالمطعم "بولا.سمير" فقد حياته قبل وصول القوات، متأثرا بحروق وصلت إلى 100%، إضافة لإصابة آخر.


وتبين من التحريات أن المادة الموجودة داخل عبوات المولوتوف الملقاة على المطعم، عبارة عن بنزين بداخله مادة تساعد على الاشتعال "لم يتم التوصل لنوعها حتى الآن"، واشتعلت النيران بسرعة بسبب احتواء المطعم على العديد من المواد البلاستيكية، ما أدى إلى التهام أجزاء كبيرة منه.