التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 10:47 ص , بتوقيت القاهرة

هوليوود تصنع أسطورة داعش ويوتيوب ينشرها !

<p> أمس كانت ليلة مُفجعة من كل الزوايا، حضرت اللحظات الأخيرة الموحشة للطيار الأردني وهو داخل قفص حديدي صُنع بمهارة ـ بالمناسبة ـ لكي ينتظر ألسنة نار تمضي إلى جسده النحيل ببطء مُخيف، قبل أن تلتهمه جزءا جزءا.</p><p><span style="color:#FF0000;">ياااه، وحشية الصور ليست مسبوقة، مرعبة، في ماذا يُفكر العالم في تلك اللحظة؟</span></p><p>الحقيقة، بعد صدمة موجعة مازال لها أثر وسيبقى، دخلت في حوار على "فيس بوك" مع أصدقاء ، نتكلم عن: ماذا بعد؟ وليس ماذا حدث؟</p><p>نحن في احتياج سريع وماهر إلى خيال يكشف عن خطوات جادة في علاقتنا بما يحدث؟ نحن شركاء داعش، إن لم يكن بالقتل.. على الأقل بهذه الطريقة التي حولنا بها هذا التنظيم من فكرة إلى أسطورة أحيانا وإلى نكتة أحيانا أخرى.</p><p>نقل الصورة المتقنة التي تصنعها داعش وتضعها على اليوتيوب خطأ ، الصورة التي تجعل كل السيناريوهات التالية أكثر بشاعة، لأن المخرج ( هناك مخرج بالفعل يحرك الأحداث).. سوف يبحث دائما عن المزيد من الإثارة التي لم تعد تحققها الحلقات الأولى التي كانت تنتهي بجثة تحمل رأسها.. فأخرج المشهد هذه المرة ملتهبا: شاب ينتظر خطوات اللهب في اتجاه جسده!</p><p>توقع إذن أن تكون المشاهد التالية أكثر صدمة لكي تُرضي الجمهور وتُعجب النقاد.. لكي تلقى الرعب أكثر وتكور الأسطورة حتى تتضخم.. لكي يزداد الصراع في منطقة الشرق الأوسط إلى منتهاه ويصبح يوم حرق الأرض ضرورة.</p><p>لكي.. ننكمش ونموت في جلودنا ويصبح من السهل إدانة الإسلام والمسلمين بكل جريمة.. لكي يخلق جيل جديد إما أكثر عنفا أو أبعد فهما للدين.. كلاهما تطرف!</p><p>الصورة تقلب موازين العالم، تعيد رسم الخطوط، وفضح المخططات، بدون الكاميرا التي تصور واليوتيوب الذي ينقل.. لم يكن هناك داعش!</p><p>أمريكا تمتلك كل سحر وسر الصورة، الصورة عندهم: هي القدرة على قلب الحقائق أو اختصارها، وهذه هديتها إلى داعش: استوديو وكاميرات وخدع وملابس ومونتاج ويوتيوب!</p><p>أمريكا غير بعيدة عن الحدث، من عندها يبدأ البث والمنع، مخزن كل صور العالم هناك في مكان ما، محفوظ إلى وقت اللزوم، <span style="color:#FF0000;">فماذا لو قررت أمريكا عدم نشر الصور والفيديوهات القادمة من داعش على مواقعها؟</span></p><p>لن تصل إلينا، وستحرم داعش من فرصة الانتصار الضوئي، وتحجب عنهم الأسطورة التي تكبر كل يوم بمزيد من الدم والوحشية.</p><p>لكن أمريكا سعيدة بالمشهد.. ليس لأنها بلد الحريات، لكن لأنها تريد أن تحقق أهدافها بهذه الكاميرات الخفية المربوطة في مكان ما بالصحراء.</p><p> </p><p> </p>