التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 11:12 ص , بتوقيت القاهرة

سي إن إن ترسم خريطة الأحداث في الشرق الأوسط

لم يخلُ الشرق الأوسط في أى فترة من الفترات التي شهدها تاريخه من الصراعات ولكن في هذه الأيام فإن الاضطرابات تشتعل في معظم أرجاء المنطقة لدرجة أن الدول الغربية نفسها وجدت نفسها تعاني من هذه الاضطرابات حسبما يقول تقرير على موقع السي إن إن رصد فيه البؤر المشتعلة في الشرق الأوسط وحجم المخاطر التي تمثلها على الغرب والعالم..

اليمن 

ماذا يحدث 

فوضى تامة ، الحكومة لا تملك السيطرة على الموقف بينما ينتشر العنف الذي يمكن وصف جزء منه بالطائفي بفضل وجود القاعدة هناك مع استقالة الرئيس و سعي جماعة الحوثي الشيعية للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد بالقوة وإخضاعهم العاصمة وأجزاء أخرى من اليمن تحت سلطتهم .

 

أهمية ما يجري بالنسبة للغرب والعالم 

انعدام سيطرة الدولة على الأمور يعني إفساح المجال للقاعدة في اليمن، والتي تعد الأخطر حالياً على مصالح الغرب بل وصلت لتحريك مقاتلين في قلب أوروبا كما حدث في هجمات باريس، للتحرك بمزيد من الحرية .

 

السعودية 

ماذا يحدث 

منذ إنشائها في عام 1932 وهي من أكثر الدول استقراراً في العالم حيث شهدت انتقالات سلسة في الحكم بين ملوكها لكن التهديدات المحيطة بالمملكة هذه المرة أكبر بكثير من أى فترة ، فداعش المسيطرة على مساحات كبيرة من العراق تهدد علناً بمد نشاطها للمملكة كما أن الحكومة السنية التي كانت في اليمن ذهبت وحل مكانها جماعة الحوثي التي تدين بالولاء لإيران التي تمثل هي الأخرى تهديداً على مصالح السعودية منذ قيام الثورة الإسلامية بقيادة الخوميني هذا بالإضافة إلى الأقلية الشيعية بالسعودية والتي تتواجد في أكثر المناطق ثراءاً في النفط ومع كبر سن الملك الحالي وكبر سن ولي العهد بالإضافة إلى التحدي الكبير المتمثل في انخفاض أسعار البترول تبدو السعودية في مواجهة تحديات كبيرة.

أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم 

ليس من الممكن التنبؤ حالياً بمدى التغير الذي سيطرأ على سياسات المملكة بعد تولى الملك سلمان الحكم وخاصة بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي والصراع في سوريا وإذا ما كان سيتمكن من فرض أى تأثير على الصراع الدائر في اليمن كما ليس من الواضح إمكانية تحديد طبيعة العلاقة التي ستكون عليها السعودية في عهد سلمان مع الولايات المتحدة ولا عن نيته بالنسبة لتخفيض إنتاج النفط ومن ثم رفع أسعاره مرة أخرى.

 

سوريا 

ماذا يحدث 

الصراع في سوريا الذي بدأ في 2011 باحتجاجات سلمية تحول إلى صراع عسكري دموي نتيجة الأفعال الانتقامية التي مارسها نظام الأسد ضد المحتجين ما أدى إلى اشتعال حرب أهلية طائفية بين السنة والنصيريين الذين ينتمى لهم نظام الأسد ليتحول 3 مليون سوري إلى لاجئين و 6.5 مليون سوري إلى مشردين 

أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم 

تحد سوريا من الشمال تركيا وهي دولة عضو بالناتو بالإضافة للأردن وإسرائيل وكلاهما من أقوى حلفاء أمريكا في المنطقة ما يزيد المخاوف من امتداد الصراع في سوريا إلى تلك الدول نتيجة العداء الذي تكنه داعش لأمريكا وحلفائها وتهديدها لهم بالوقوع في مرمى نيرانها وخاصة بعد الحملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا والعراق بمساعدة الأردن ودول عربية أخرى بالإضافة إلى مشكلة اللاجئين التي تعاني منها تركيا ولبنان وزيادة الاحتقان في هذين البلدين نتيجة وجود أقليات نصيرية فيهما حيث حدثت اشتباكات بين اللاجئين السنة السوريين وبين النصيريين 

العراق 

ماذا يحدث 

تسبب حكم المالكي في حدوث احتقانات طائفية كبيرة في العراق نتيجة تفضيله الشيعة على السنة ومع اضطراب الوضع في سوريا تمكن الألاف من مقاتلي داعش من الأجانب بالإضافة إلى العراقيين السنة الذين يشعرون بالاضطهاد تجاه المالكي إلى الاستيلاء على مساحات واسعة من العراق من بينها الموصل وهي ثاني أكبر المدن العراقية حيث يسعى مقاتلو داعش إلى السيطرة على بغداد والإطاحة بالحكومة الحالية إلا أن الضربات الجوية الأمريكية حالت دون وقوع ذلك 

 

أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم 

تعد العراق ذات أهمية بالغة لأنها تمثل مرتع للإسلاميين المتشددين يمكنهم من خلالها ضرب الغرب الذي يخشى الغرب أن تتحول العراق إلى مركز تدريب لمقاتلي داعش من أجل إعدادهم لشن هجمات ضد المصالح الغربية في الشرق الأوسط وهو ما دفع أوباما للدعوة لشن حملة دولية ضد داعش في سوريا والعراق.

 

إيران 

ماذا يحدث 

منذ إطاحة الثورة الإسلامية في إيران بالشاه وعلاقة إيران بدول المنطقة متوترة لرغبة إيران في تصدير مشروعها الثوري الإسلامي للدول المجاورة بالإضافة إلى توتر علاقتها بالغرب الذي يرى فيه الملالي الحليف الأكبر للشاه طوال سنوات حكمه التي شهد قمعاً واضطهاداً لرجال الدين الشيعة والمعارضين الإيرانيين وجاءت قضية الملف النووي الإيراني لتزيد من التوتر بين إيران والغرب الذي ترى فيه إيران حجر عثرة في طريق تحقيق حلمها النووي بينما يرى الغرب وإسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يمثل خطراً بالغاً على مصالحهما في المنطقة وعلى أمن إسرائيل. إلا أنه منذ انتخاب الرئيس روحاني والتصادمات التي كانت تميز عهد سلفه خفت بدرجة كبيرة ولكن لازالت مشكلة البرنامج النووي عالقة .

أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم 

الغرب والولايات المتحدة ترى في البرنامج النووي الإيراني أكبر تهديد لأمنهما فالعداء الإيراني المستميت للغرب والولايات المتحدة لا يخفى على أحد كما أن الوقت ليس في صالح الغرب حيث يرى البعض أن التلكؤ في المحادثات مفيد لإيران حيث تسرع الخطى نحو تخصيب اليورانيوم فيما تدعى جديتها في المشاركة في المفاوضات لإيجاد حل لمعضلة البرنامج النووي الخاص بها وعلى الجانب الأخر فإن التوتر الذي تشهده إسرائيل في صراعها مع حزب الله المدعوم كلياً من إيران وسوريا سيضيف أعباء أمنية كبيرة على إسرائيل وعلى الغرب في نفس الوقت أو حسبما قال حسين سلامي أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في تصريح تلفزيوني له "على إسرائيل أن تنتظر رداً ماحقاً"

 

إسرائيل 

على الرغم من انتهاء الحملة العسكرية الدامية التي شنتها ضد غزة في الصيف الماضي إلا أن أسباب التوتر لازالت قائمة وتشهد إسرائيل هجمات متفرقة من أنصار حماس ضد مدنييها وعلى الرغم من أنه لا توجد دلائل على اندلاع انتفاضة ثالثة لكن لا توجد أى بارقة أمل أيضاً فمع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية يتخذ نتنياهو أسباب التوتر كذريعة لإقناع الإسرائيليين بأنه الأحق في قيادتهم بل وسعى نتنياهو إلى مد دعايته الانتخابية لتصل إلى الولايات المتحدة حيث من المقرر أن يلقي خطاباً في الكونجرس في مارس القادم لكنه لن يلتقي بالرئيس الأمريكي في مؤشر يعتبره البعض دليلاً على البرود في العلاقة بين الرئيسيين

أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم 

إسرائيل مهمة بالنسبة للولايات المتحدة لعدة أسباب منها أنها نموذج ديمقراطي تدافع عنه الولايات المتحدة بالإضافة إلى المصالح الاستراتيجية والأمنية فأعداء أمريكا في المنطقة مثل إيران وداعش هم أعداء ألداء لاسرائيل أيضاً بالإضافة للمصالح الانتخابية والثقل الانتخابي الذي يمثله الموالون لاسرائيل في الولايات المتحدة كما أن محاولات نتنياهو لفرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي يجعله يقع في وسط معترك السياسة الأمريكية نظراً لأن الأزمة النووية الإيرانية وضعت أوباما والديمقراطيين في مواجهة شرسة مع الجمهوريين