التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 09:06 ص , بتوقيت القاهرة

من ملفات "داعش".. لماذا سيناء؟

استحوذت شبه جزيرة سيناء على أكبر عدد من العمليات الإرهابية التي حدثت في مصر، خلال العشرة أعوام الأخيرة. ولعل الحادث الإرهابي الأخير الذي نفّذته "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم "داعش"، خير دليل على ذلك، حيث شهد الهجوم تطورا نوعيا جديدا، بالهجوم على أكثر من تمركز للجيش شمال سيناء، في نفس الوقت، ما يدعو للتساؤل: "لماذا التركيز على تلك المنطقة تحديدا؟".


 


"وما سيناء إلا ثغر من هذه الثغور التي زادها الله رفعة ببيعة مجاهديها للخلافة الإسلامية في نوفمبر 2011".. جملة بدأت بها الوثيقة التي صدرت عن "داعش"، نهاية العام الماضي، لتوضيح أهمية سيناء للتنظيم.


 


وثيقة صادرة عما يسمى بالجبهة الإعلامية لنصرة (داعش)، مؤسسة البتار الإعلامية، حملت الإجابة عن هذا التساؤل، حيث وصف التنظيم شبه جزيرة سيناء، بأنها "بوابات بيت المقدس"، ومدخل فتح مصر، فمن خلالها يمكن أن تنتقل دائرة الصراع والمواجهة بين الأطراف المعنية إلى داخل مصر، وتأتي في المرتبة الثانية أهمية بالنسبة للتنظيم، بعد بلاد الشام.


سيناء الشام


قدمت الوثيقة لمحة سريعة عن شبه جزيرة سيناء وجغرافيتها وسكانها، وأوضحت أهميتها الإستراتيجية، وموقعها المهم، وسبب تسميتها، واهتمت بتأصيل وإثبات أن سيناء جزء من بلاد الشام، بقولها: "لئلا يزهد المجاهدون في الجهاد داخل هذا الثغر".


واعتبرت الوثيقة أن بلاد الشام تطلق في الماضي على بلاد ما بين النهرين (العراق، الهلال الخصيب، سوريا، فلسطين، لبنان، سيناء، قبرص)، فكانت الشام هي كل هذه الدولة مجتمعة، واستمرت في التأصيل التاريخي لتبعية سيناء لبلاد الشام، واعتبرت حدودها من العريش إلى الفرات.


واستشهدت الوثيقة بكتب مفسّرين كالطبري والقرطبي والألوسي، إضافة لآيات من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، لإثبات تبعية سيناء للشام، فالتنظيم يطلق على نفسه الدولة الإسلامية في العراق والشام، فإذا انضمت سيناء إلى الشام انتقلت بالتبعية إلى الأماكن التي تقع تحت سيطرة تلك الدولة "المزعومة".


ولاية سيناء "كارثة" تهدد مصر واليهود


وذكّرت الوثيقة بأول عملية نفّذها ما يسمى بـ"ولاية سيناء" ضد الجيش المصري وإسرائيل، في شهر رمضان عام 2011، في إشارة إلى مذبحة رفح الأولى، قبل أن يبايع التنظيم خليفة داعش، أبوبكر البغدادي، ليتحول اسمها من جماعة أنصار بيت المقدس إلى ولاية سيناء، واعتبر تلك البيعة بـ"الكارثة التي ستهدد اليهود والحكومة المصرية"، ووصفت الوثيقة اتفاقية كامب ديفيد "بالهزيلة"، واعتبرت هدفها أن "تبقي حدود اليهود محمية ومأمّنة".


سيناء بوابة تحرير فلسطين


وفي نهاية الوثيقة، اهتم كاتبها بتشجيع "شباب المسلمين" على تلبية دعوة خليفة داعش، والذهاب إلى سيناء، وخصّ بالذكر الشباب القاطنين في كل من مصر وغزة والسودان، حتى يلتحموا مع مقاتلي التنظيم في ليبيا والشام، ليبدأ الزحف على "بيت المقدس".