التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 03:50 ص , بتوقيت القاهرة

أسباب انتشار العمليات الإرهابية في رفح والشيخ زويد والعريش

ارتبطت شبه جزيرة سيناء بالعمليات الإرهابية منذ بداية التسعينات، وتوقفت بعد فترة من الهدنة بدأت عام 2006، بعد قضاء الأمن على جماعة "التوحيد والجهاد"، ولكن عاد الإرهاب ليستأنف نشاطه على أرض سيناء، عقب ثورة يناير 2011 مباشرة، بالهجوم المسلح على قسم ثاني العريش وبنك الإسكندرية، وليتبادر إلى الأذهان سؤال يطرح نفسه، وهو لماذا سيناء بالذات، التي تنتشر بها الجماعات الإرهابية، دون غيرها من المحافظات المصرية الأخرى، لاسيما بمدن رفح والعريش والشيخ زويد؟.


الشيخ محمد الأباصيري، الداعية السلفي، والمهتم بشئون الحركات الإسلامية، يؤكد أن انتشار الإرهاب في سيناء يعود لعدة أسباب رئيسية، تسببت في تحويل أرضها، لتربة خصبة للإرهابيين، يأتى على رأسها، الطبيعة الجغرافية لسيناء، من تضاريس وعرة ووديان ومدقات جبلية وأراضي صحراوية شاسعة ومزارع، تمثل مأوى مثاليا للجماعات التكفيرية، ونقطة انطلاق لعملياتهم الإرهابية، سواء داخل سيناء، أو غيرها من المحافظات الأخرى.


وأكد الأباصيري، أن وجود الأنفاق الأرضية، وقرب سيناء من قطاع غزة، ساهم بشكل مباشر فى نمو حركات جهادية متنوعة، أخطرها على الإطلاق السلفية الجهادية، التي انضم عدد من عناصرها لتنظيم داعش بمنطقة دير البلح بالقطاع، وساهمت فى انتشار الإرهاب بسيناء، من خلال بتسلل عدد كبير من تلك العناصر لداخل سيناء عبر الأنفاق، بمساعدة حماس، لاسيما بعد سقوط المعزول مرسي وحكم الإخوان.


وتابع: "وصول جماعة الإخوان للحكم في مصر، كان السبب الأهم والرئيسي في انتشار الإرهاب بسيناء، بعدما أفرج عن ما يقرب من 4200 عنصر إرهابي، محكوما عليهم بالإعدام والمؤبد في عدة قضايا إرهابية مختلفة، بعفو رئاسي، خلال فترة حكمه، ومعظمهم فضل الانتقال لسيناء، والانضمام لأقرانهم هناك".


ومن جانبه، أكد الخبير في الحركات الإسلامية، منير أديب، أن أهالي سيناء، نقلوا لأجهزة الأمن، رصدهم توجه، أعداد كبيرة من التكفيريين، الذين أفرج عنهم مرسي، للإقامة بمدينتي الشيخ زويد ورفح، وكشفوا أنهم كانوا  يتدربون فى المناطق الصحراوية والوديان على حمل السلاح، وأغدقت عليهم الجماعة الأموال بدون حساب.


وتابع أديب: "عقب سقوط مرسي وجماعته أصيبت تلك العناصر التكفيرية بالفزع خوفاً من عودتهم للسجون، بجانب اعتقادهم بأن جماعة الإخوان تمثل الحكم الإسلامي الذي سيقودهم في النهاية، لفكرة إقامة الخلافة الإسلامية. 


 ومن جانبه، يرى أحد مشايخ قبيلة الرميلات بالشيخ زويد، والذي فضل عدم ذكر اسمه أن التعامل الأمني للقضايا المختلفة على أرض سيناء، في عهد الأنظمة السابقة والسياسة الأمنية الخاطئة، التي كانت تدار بها البلاد في أوائل التسعينات، وحتى السنوات الخمس الأولى، من الألفية الثالثة، كانت من أهم أسباب انتشار الإرهاب بسيناء.


أضاف، أن الأجهزة الأمنية في تلك الحقبة من التاريخ، سقطت فى خطأ فادح، بتنفيذ المحكوم عليهم في قضايا جنائية متنوعة، من أبناء القبائل بسيناء عقوباتهم داخل سجني العقرب وواد النطرون، المعتقل بهما قيادات التكفير في مصر، من المنتمين لتنظيمات "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية"  و" التكفير والهجرة"، حتى كانت سنوات السجن كفيلة، بتأثرهم بالأفكار الدينية المتشددة، لاختلاطهم مع تلك القيادات لسنوات عدة، فخرج معظمهم  يعتنق الفكر التكفيري، وانضموا لتلك الجماعات الإرهابية.