التوقيت الجمعة، 17 مايو 2024
التوقيت 05:05 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا فشل مؤتمر موسكو حول سوريا؟

لا تعول قيادات المعارضة السورية كثيرا على مؤتمر موسكو، الهادف لتوحيد رؤية المعارضة إضافة إلى إيجاد رؤى من أجل الخروج بحل سياسي في سوريا من خلال حوار ترعاه موسكو أيضا.


ورأت قيادات معارضة في الاجتماع أنه بمجرد عدم وجود وسيط نزيه ومحايد في الحوار يعني فشله، في حين قلل آخرين أساسا من أهمية المبادئ العشرة التي خرج بها الحوار إضافة إلى ابتعاده عن قضايا جوهرية وأساسية في الأزمة السورية.


رعاية سيئة


يقول عضو المجلس الوطني أنور بدر، لـ "دوت مصر"، "بالنسبة لمؤتمر موسكو فقد فشل الإعداد له، وعلى مستوى جدول الأعمال والخلافات التي حصلت فيما بينهم، وكان تمثيل النظام السوري ضعيفا جدا، إضافة إلى تمثيل المعارضة، حتى أن الرعاية الروسية للمؤتمر سيئة وضعيفة، وحضور لافروف للحوار في اليوم الثاني هي لرفع العتب لا أكثر، ونحن في الائتلاف ما يهمنا هو الحوار بين أطراف المعارضة السورية وترتيب وثيقة التفاهم التي تم العمل عليها قبل اجتماع القاهرة الأخير".



 

 


 

 

 
  00:00           
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


00:00
 00:00
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

         
 
 

 


وتحدث بدر عن آليات العمل من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة للمعارضة بالقول، "تطوير الموقف المشترك للمعارضة يكون من خلال وثيقة تفاهمات سياسية وهي مستمرة في العمل عليها، النقطة الأساسية في اجتماع موسكو لم تستطيع أن تطرح قضايا جوهرية تتعلق بالحل السياسي، وكانت كل المسائل السياسية الحقيقية موضوع خلافي بين الطرفين، وبالتالي تم تأجيلها، فيما تم توافق على بعض القضايا الإنسانية التي لا تحتاج لمؤتمر أو منتدى".


صناعة معارضين


ويرى بدر أن المسألة الأهم في سوريا هي رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، وأن النظام لن يستمر بعد كل الجرائم التي ارتكتبها، وأن روسيا وإيران لديهم القناعة بذلك لكنهم يعملون وفق مصالحهم، معتبرا بأن لا أحد يستطيع أن يفرض على الشعب السوري بقاء النظام بعد مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين.


ويوضح بدر بأن مؤتمر موسكو كان له أهداف محددة بالنسبة لموسكو، ويقول إنه "وبكل أسف مؤتمر موسكو كان الهدف منه هو تصنيع بعض واجهات للمعارضة السياسية، أعتقد أنه فشل لأنه حتى من حضر من المعارضة كانوا رافضين للأشخاص التي طرحتها موسكو من أجل حضور الاجتماع، أما بالنسبة للأفكار فلم يجر حوار حول الحل السياسي، موسكو لا تملك خطوة للحل السياسي، فالروس لم يكونوا خلال 4 سنوات طرفا محايدا، هم طرف مؤيد للنظام ولا يخفون ذلك وهذا الشيء يضعف من إمكانية أن يكونوا طرفا قياديا في حل سياسي، ومن يتقدم لهكذا يجب أن يتمتع بالحيادية وهذا مفقود".


إلغاء جنيف


من جانبه، يرى القيادي في مجموعة عمل قرطبة، أحمد غنام، لـ "دوت مصر"، فيما يخص مؤتمر موسكو: نعتقد أن هناك حالة مميزة للوسيط الدولي يجب أن يتحلى بها وهي النزاهة، وأيضا يفترض وجود جدول أعمال وأسس يتم التفاوض عليها والأهداف التي يجب تحقيقها، وهذا كله غير موجود".


ويضيف غنام، "نحن في مجموعة عمل قرطبة، نعتقد أن الهدف من مؤتمر موسكو، هو إيجاد مرجعية دولية جديدة، تلغي مرجعية جنيف، حيث تم إقرار هيئة الحكم الانتقالي بكامل الصلاحيات التنفيذية بجنيف، ومن هنا جاءت الدعوة الروسية لإلغاء بيان جنيف، وإنشاء مرجعية سياسية جديدة دولية بسقف سياسي منخفض، هذه المرجعية لا تسمح بانتقال السلطة ليد الشعب، وتبقي نظام بشار الأسد كما هو، وكذلك المؤسسة الأمنية، وهذا يعني إعادة إنتاج النظام بهذه المرجعية، واتضح ذلك من خلال طبيعة المفاوضات التي تمت حيث تم الاكتفاء بالقضايا الإنسانية والإشارة لها دون وجود آليات حقيقية، أي أن ناتج اللقاء معادله الحسابي هو الصفر".



 

 


 

 

 
  00:00           
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


00:00
 00:00
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

         
 
 

 


دور دولي


ويذهب غنام في القول بأن النظام السوري لن يحاور المعارضة إلا تحت الضغط الدولي وحتى وإن حاور المعارضة، فهي لن تستطع أن تجبره على شيء وهو غير قابل للإصلاح، ولا يقبل بشراكة وطنية حقيقية ولا حتى بهيكلة المؤسسة الأمنية، النظام يؤمن أن بشار الأسد هو الرئيس الأبدي لسوريا، لذلك كافة السبل التي تطرقها المعارضة مغلقة أمام حل سياسي في سوريا".


ويرى غنام أن المواقف الإقليمية والدولية من القضية السوري تساهم في إغلاق الطريق نحو أي حل سياسي، مؤكدا على أن التخلى عن السوريين وعن قضيتهم المحقة واضح تماما، وهو موقف المتفرج فقط.


ويوضح بالقول، "اليوم سوريا وطن محتل من قبل إيران وحزب الله والميليشيات العراقية، وحزب الله أيضا يفتح جبهات ثانوية مع إسرائيل من داخل سوريا، وبالتالي البلاد سقطت في براثن الاحتلال، ولا يمكننا الحديث عن نظام سياسي يتمتع بالسيادة أو الشرعية، ونحن نفاوض نظاما عميلا للمستعمر الذي دخل بلادنا وهو إيران، طبيعة التفاوض يجب أن تتبدل، فالحلول السياسية الحالية عاجزة عن إيجاد حل أو مدخل للقضية السورية، حتى المقاربات الدولية من الأزمة السورية يجب أن تتبدل ولابد من موقف دولي حازم من إيران وحزب الله بممارسة الضغوط التي تفسح المجال أمام حل سياسي".