التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 02:12 ص , بتوقيت القاهرة

"مترو الأوبرا".. والحب الحب الشوق الشوق

<p dir="RTL" style="line-height: 34px;">قد تطول جلسات مي وحسين في محطة مترو الاوبرا لساعات، ليس انتظارا لقطار تأخر، ولكن شوقًا لحديث يأخذهما دون أن يشعرا بالوقت. ويقول حسين....، رفض ذكر أسمه كاملا، "اخترنا المحطة دي بالذات لأنها مكان هادئ ومكيف وغير مكلف كمان". ويضيف بحماس: "غير أنها قريبة جدا مكان شغلنا".</p><p dir="RTL" style="line-height: 34px;">ميزة أخرى  كانت حاسمة بالنسبة لهما في أختيار هذا المكان، وهي أنهما لا يلمحون أفراد أمن يوجهون لهما أو لغيرهما نداءات بالرحيل، ولا بائعة جائلين، كحال معظم الأماكن العامة في مصر.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">تتميز محطة مترو الأوبرا في منطقة وسط البلد بالهدوء، هدوء لا يقطعه سوى صوت عربات القطار القادمة والمغادرة للمحطة، على العكس من المحطات الأخرى المزدحمة بركاب المترو، ما جعلها ملتقى  مثالي للأحبة..</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">ولكن هل يتعرضون إلى أي مضايقات؟ ترى مي أن الأمن لو كان سيعارض وجود "حبيبة" تحت الأرض، فعليه أن يعارض وجودهم فوق الأرض أيضا، فيما يرى حسنين أن الأماكن المتاحة للقاء اثنين في مصر دون أموال كثيرة تكاد تكون "منعدمة"، بحسب رأيه.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">في المحطة الهادئة المأخوذ أسمها من دار أوبرا القاهرة الشهيرة، كان الانتظار سمة جميع الركاب، ليس فقط من دنيا الحبيبة، لكن محمد العامل بإحدى شركات وسط البلد، يجد في المحطة موطئا ملائما لانتظار رفيقه للمغادرة بعد ذلك في مشوار يجمعهما، ولا يرى الرجل أن المحطة لا تحمل أحباء فحسب، وإنما ركاب "من كل لون".</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">أسماء جمال، الفتاة التي تدرس في أحد المعاهد بوسط البلد، تجد هي الأخري في محطة الأوبرا مكانا آمنا للانتظار، تنتظر شقيقتها وزوجها من أجل الذهاب إلى المنزل، "كنت أنتظر فوق في قصر النيل، لكن مضايقات الشباب والرجالة جعلتني أجلس في المترو أضمن، خاصة في هذه المحطة الهادئة".</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">تنظر حولها، فتقريبا هي الوحيدة "سينجل" بين أكثر من حبيبية حولها، وتقول بابتسامة "الحبيبة كتير أوي هنا، بتلاقيهم مع بعض ومندمجين، اخيرا في مكان هادئ يجمعهم". وأكدت أن أنها تستخدم محطة مترو الأوبرا كثيرا، وترى أنها أصبحت موطئا للقاء الأحبة لقربها من كورنيش النيل. وتقول أسماء "هما من الكورنيش للمحطة ومن المحطة للكورنيش".</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">بجانب أسماء كان هناك ثلاث رجال، ينظرون للفتيات بلمحات مختلفة، تصدر منهم غمزات في إشارة لانتظار الفتاة لرجل أو العكس، على قرب منهم كانت تجلس "مروة"، تنظر في ساعتها ثم تنظر في ساعة المترو، تلمح الخارجين من العربات متفحصة وجوههم، تقول إنها تنتظر خطيبها.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">لا ترى مروة الفتاة العشرينية أنه من الصحيح أن نجمع كل الحبيبة في الأوبرا تحت كتلة واحدة، بحسب تعبيرها، فهناك أحباء لكن أيضا هناك مخطوبين، من حقهم اللقاء والتواجد في أي مكان، ويجدوا في مقاعد المحطة الفارغة فرصة للانتظار، أو للراحة بعد سير طويل أعلى كورنيش النيل.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">تقول الفتاة إنها أحيانا تجد رجال الأمن يطلبون من كل اثنين أن يغادرا المحطة، أو يركبا المترو، لكن ذلك أمر لا يتكرر كثيرا، وتجد أن خلو المحطة من الباعة الجائلين تقريبا، يجعل أيضا المحطة فرصة لأن ينتظر الناس بعضهم البعض، وليس فقط "الحبيبة".</p>