التوقيت الجمعة، 17 مايو 2024
التوقيت 03:52 م , بتوقيت القاهرة

لماذا هدد "داعش" بالوصول للقدس وروما؟

هدد المتحدث باسم تنظيم "داعش"، أبو محمد العدناني، بعملية جديدة في روما، قائلا: "لنا لقاء في القدس وروما قريبا".


ووجه في كلمة صوتية له، اليوم الاثنين، رسالة إلى التحالف المناهض لـ"داعش"، قائلا: "الصليبيون اجتمعوا وتكاتفوا وتآمروا ضد المجاهدين"، مشيرا إلى أنهم لا يخافون من هذا التحالف، وفقا له.



فلماذا القدس؟


القدس في فكر الحركات الإسلامية، هي عاصمة الخلافة المنشودة، وكل هذه الحركات رغم اختلافها وتوجهاتها، تضع القدس هدفا رئيسيا لها، وتستند في ذلك إلى حديث ورد في سنن أبو داوود، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك"، وفسر العلماء الأرض المقدسة هنا بالقدس.


وفى نبوءات المهدي، الذي يعتقد المسلمون أنه سيقود العالم ويحكم بينهم بالعدل، جاء في كتاب "الجفر الأعظم"، أن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال عن المهدي: "ويدعو القدس حاضرة الأمر".


وتحاول هذه الحركات بكل الأشكال محاولة السيطرة على مصر، لأنه بحسب كلام علي رضى الله عنه، "سيخرج صاحب مصر فيمهد للمهدي سلطانه في القدس"، وقال: "ألا وبشروا أهل مصر بأنهم يدخلون القدس، ولهم مع القدس موعد".


ثم إن القدس، في الفكر الإسلامي، هي المحطة الأخيرة للمعركة التاريخية بين المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، والمسيخ الدجال، وستكون فيها معركة يتحدث فيها الحجر والشجر، كما أخبر الرسول في الأحاديث النبوية.



ولماذا روما؟


بعد إعلان الخلافة المنشودة في القدس، فإن المهدي سيسير في خط فتوحات، حسبما جاء في كتب الفتن والملاحم والنبوءات النبوية، من القدس إلى روما، وهدف هذه الفتوحات هي استخراج التوراة والإنجيل ليحكم بهما بين المسيحيين واليهود.


قد يبدو الأمر غريبا، ولكن هذا ما جاء عن هذه الفتوحات من القدس لأنطاكية ثم روما، عن عبدالله بن بشر الخثعمي، عن كعب، قال: "المهدي يبعث بقتال الروم، يعطي فقه عشرة، يستخرج تابوت السكينة من غار بأنطاكية فيه التوارة التي أنزل الله تعالى على موسى، والإنجيل الذي أنزله الله عز وجل على عيسى، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم"، وعن كعب أيضا قال: "إنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي، ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية" كما جاء في كتاب "الفتن" لنعيم بن حماد.


أما بالنسبة لروما نفسها، فقد أورد نعيم بن حماد في كتابه "عقد الدرر"، أن رسول الله قال: "إذا فتحتم رومية (روما)، فادخلوا كنيستها الشرقية، فأعقدوا (أي: عدوا) سبع بلاطات، ثم اقتلعوا الثامنة، فإن تحتها عصا موسى والإنجيل طريا وحلي بيت المقدس".


ولذلك فإن القدس تعتبر هدفا إستراتيجيا للحركات الإسلامية، لأنها ستكون عاصمة دولة الخلافة، وتكون روما هي قبلة الفتوحات الأخيرة التي ستكون آخر فتح يفتحه المسلمين، حسبما يستدلون من أحاديث ونبوءات كتب التراث الإسلامي.