التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 02:18 ص , بتوقيت القاهرة

حمدين صباحي.. رحلة ثوري حالم بالسلطة انتهت بالاختفاء

وقف على سلم دار القضاء العالي يوم 25 يناير، بجوار العشرات من أعضاء مجلس الشعب السابقين والعشرات من الشباب الغاضب، وانطلقت المسيرة كاسرة الحاجز الأمني لتنضم إلى مسيرات أخرى في اتجاه ميدان التحرير.. هكذا كان حمدين صباحي يوم 25 يناير 2011، الذي اتجه بعد 4 سنوات من الثورة إلى الاختفاء النسبي بعد فشله سياسيا والهجوم عليه من جانب الكثير من شركاء الثورة.

"صباحي" معارضا لـ"مبارك"

حمدين صباحي السياسي ذو التوجه الناصري، كان من أشهر النواب المعارضين في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، واستمر نائبا في مجلس الشعب دورتين متتاليتين من 2000-2005، و2005-2010.

انضم صباحي لحركة كفاية منذ تأسيسها عام 2004، وكان دوره بارزا كنائب معارض داخل مجلس الشعب، خصوصا في دورة 2005-2010 التي شهدت اتحادا بين النواب المستقلين، الذي كان ينتمي إليهم صباحي ونواب الإخوان وشكلوا كتلة معارضة كبيرة داخل المجلس، إلى أن جاءت انتخابات مجلس الشعب 2010 والتي شهدت تزويرا واسعا وجاء المجلس بدون أغلب النواب المعارضين، ومنهم صباحي.

بدأ صباحي في تأسيس حزب الكرامة عام 2005، والذي رفضت لجنة شؤون الأحزاب إشهاره حتى صدر حكم بإشهاره عقب ثورة يناير، وتولى صباحي رئاسة تحرير جريدة الكرامة التي صدرت 2005، وكانت من أشد الأصوات المعارضة لنظام مبارك.

"صباحي" في الثورة

شارك حمدين صباحي في ثورة يناير منذ شرارتها الأولى يوم 25 يناير 2011، ووقف جنبا إلى جنب مع نواب الإخوان والمستقلين على سلالم دار القضاء العالي في ذلك اليوم، وقادوا مسيرة انطلقت في شوارع وسط البلد وصولا لميدان التحرير، وظهر صباحي مرات عديدة خلال اعتصام الـ18 يوما بميدان التحرير.

صباحي والسلطة

عقب ثورة يناير تحالف حزب الكرامة الذي أسسه صباحي مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، خلال انتخابات مجلسي الشعب والشورى، ولم يترشح صباحي في تلك الانتخابات، استعدادا لترشحه للرئاسة.

خاض صباحي انتخابات الرئاسة 2012، وعندما فشل في الوصول إلى مرحلة الإعادة، لحصوله على المركز الثالث، طالب بإلغاء الانتخابات، والتي انتهت بفوز مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي.

انضم صباحي لجبهة الإنقاذ التي كانت تهدف لإسقاط حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي سقط حكمه بالفعل في 3 يوليو 2013، بعد عزله خلال بيان القوات المسلحة في ذلك اليوم، والذي ألقاه وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسي.

أعلن صباحي في البداية، أنه لن يترشح للرئاسة حال ترشح السيسي، ثم أعلن ترشحه للرئاسة، وانتقد ترشحه وزير الدفاع السيسي، وشهدت الانتخابات إخفاقا كبيرا لصباحي، الذي لم يحصل فيها إلا على 3% من أصوات الناخبين.

انتقد صباحي نتائج الانتخابات واعتبر أنها شابها التزوير، ولكنه اعترف بها وقبلها، خلال مؤتمر صحفي عقب الانتخابات.

 

 
 
 
 
 
  00:00           
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
00:00
 00:00
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
         
 
 

 

الهجوم على صباحي

عقب ترشح صباحي في انتخابات الرئاسة الأخيرة، تعرض لهجوم شرس من الجميع، فأنصار السيسي هاجموه بشدة لترشحه أمامه، فيما هاجمه معارضو السيسي لترشحه فى الانتخابات من الأساس، واتهمه الجانبان بالسعي الدائم وراء منصب الرئيس.

العديد من الحركات الاحتجاجية والتي كانت مؤيدة لصباحي عقب ثورة يناير، هاجمته بسبب ترشحه لانتخابات الرئاسة، واتهموه وقتها بأنه يقوم بدور "الكومبارس" في الانتخابات التي كانوا يرون أنها محسومة لصالح السيسي.

كما تعرض صباحي لهجوم من بعض مؤيديه بسبب رفضه الانسحاب من السباق الانتخابي بعد تعرض عدد من مندوبيه في اللجان الانتخابية للاعتقال، إضافة إلى مد فترة التصويت في الانتخابات ليوم ثالث لأول مرة.

وعقب إعلان نتيجة الانتخابات تعرض صباحي لموجة كبيرة من النقد والسخرية وانقلب عليه بعض أتباعه أيضا واختفى عن المشهد كثيرا، ولم يعد يظهر إلا قليلا، تارة ينتقد سياسات النظام الحالي، وتارة أخرى يؤيده.