التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:31 ص , بتوقيت القاهرة

خبير ترميم: قناع "توت" تعرض للتلف.. ومدير المتحف: "كله تمام"

تداول بعض نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي منذ أيام صورة لقناع الملك توت عنخ أمون الموجود بالمتحف المصري مُرفقة ببعض المعلومات التي تقول أنه أثناء تنظيف القناع من الأتربة تم كسر ذقن الملك عن طريق الخطأ فتم معالجة الأمر سريعا من قبل إدارة الترميم بالمتحف وإعادة لصقها بمادة "الإيبوكسي"، وهى مادة غير مطابقة للمواصفات في ترميم القطع الأثرية المعدنية، بل إنها تُستخدم في ترميم الفطع الحجرية فقط وتمتاز بعدم إمكانية فصلها مرة أخرى.


هذه الرواية يتفق معها الدكتور عبد الفتاح البنا، أستاذ الترميم بجامعة القاهرة، والذى أكد حدوث خطأ في التعامل مع ترميم قناع الملك توت عنخ آمون، موضحا أن هذا القناع معدنى مثله مثل التمثال النحاس للملك بيبي الأول بالمتحف المصري، هذه التماثيل صنعها المصري القديم بطريقة "البرشام" أو "االدسر".


وقال إن هناك "خابورا خشبيا" يعرف باسم "الكاويلة" يقوم بالجمع بين قطعتين، فالذى رمم قناع الملك كان لابد أن ينظف ويضع هذه "الكاويله" بين الذقن والوجه ولكنه بدلا من ذلك استخدم مادة "الإيبوكسي" التي قامت بالتسييل على القناع من الخارج، وهى مادة غير استرجاعية أي لا يمكن إزالتها بالمواد العضوية، فقاموا بإزالتها بطريقة ميكانيكية عن طريق الحك والخربشة فتم خدش القناع، وأرادوا معالجة الموقف وليس المشكلة فقاموا بتخفيض الإضاءة بداخل الغرفة حتى لا يحدث انعكاس بسبب الإضاءة فيظهر التلف الذى حدث، وما حدث هو خطأ كبير في حق هذه القطعة الأثرية الهامة".


 ذهب "دوت مصر" في جولة إلى المتحف المصري للتحري والتأكد من هذه المعلومة.. وصلنا إلى قاعة الملك توت عنخ آمون بالدور الثاني،  ونظرنا مباشرة أسفل وجه الملك لنجد تلك المادة الظاهرة في الصور المتداولة، ولن تحتاج إلى التدقيق كثيرا لترى بالفعل مادة شفافة لامعة بعض الشئ تشبه إلى حد كبير مادة "السيليكون" تفصل بين وجه الملك وذقنه.


قاعة الملك توت عنخ آمون كانت تمتاز بإضاءة خافتة، حرص أفراد الأمن على منع أكثر من محاولة لالتقاط صورة لقناع الملك، وتتبع أحدهم صحفي "دوت مصر" منذ لحظة دخوله للمتحف بعد علمه بأنه خريج كلية إعلام وفقا لما هو مدون بالبطاقة، وتم منعه من التصوير واقتياده لمدير المتحف، وهناك وجهنا سؤالا عن حقيقة ما يقال  لمدير المتحف المصري ، محمود الحلوجي. الذي قال بنبرة انزعاج غلفت بالحدة "القناع ميه ميه مفهوش أي حاجة ومفيش أي حاجة اتخدشت، وأنا شايف أن مفيش أي حاجة، وشايف أن كل حاجة تمام" مؤكدا أن وزير الاثار زار المتحف وأكد على سلامة القناع.



حاولنا التواصل مع وزارة الأثار لمعرفة رأي الوزارة عن حقيقة التلف الذي حدث بالقناع، فأكدت المنسقة الإعلامية للوزارة، جهاد الراوي، بأن إدارة المتحف المصري متمثلة في مدير المتحف هي التي تمثل الوزارة في الرد مضيفة "ليس لدينا أوامر بالتحدث عن الأمر".


وهو ما أكده مدير الإعلام بوزارة الأثار، حسن سعد الله، قائلا إن المسؤول والذي لديه الإجابات هو مدير المتحف المصري وليست وزارة الأثار.