التوقيت الأربعاء، 15 مايو 2024
التوقيت 11:08 ص , بتوقيت القاهرة

بعد "عاصفة الحزم".. هل ينتظر الشيعة ظهور المهدي 2015؟

لفتت الأحداث الأخيرة في اليمن أنظار العالم إليها، لأهمية هذا البلد الاستراتيجية، وسيطرته على مدخل البحر الأحمر، وبالتالي قناة السويس وممر التجارة العالمي، فتدخلت دول التحالف العربي فى عملية عسكرية أسموها "عاصفة الحزم" من عدة أسابيع، من أجل فك قبضة الحوثيين على اليمن، وبالتالى تخفيف التمدد الإيراني فى المنطقة.


اعتبر بعض المحللين أن الموقف الإيراني الداعم للمتمردين الحوثيين يأتي من أجل خنق المملكة السعودية، بالتزامن مع تهديدات داعش لحدودها الشمالية، وقال أخرون إن إيران تقوم بالضغط بورقة اليمن لتغير دول الخليج موقفها تجاه سوريا، لكن قد يكون للإيرانيين الشيعة دوافع عقائدية وراء محاولة السيطرة على اليمن، للتجهيز لحدث ينتظرونه منذ أكثر من ألف عام.



ما قصة اليمن؟


المرجعية الشيعية، الشيخ علي الكوراني، أفرد فصلا كاملا عن اليمن في كتابه "اليمن في عصر الظهور"، قال فيه "وردت في ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي أحاديث متعددة عن أهل البيت، منها بضعة أحاديث صحيحة السند، وهي تؤكد حتمية حدوث هذه الثورة وتصفها بأنها راية هدى تمهد لظهور المهدي وتنصره".


وأضاف أن هذه النبوءات أو الروايات تصف راية اليمن بأنها "أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق، وتؤكد على وجوب نصرتها كراية المشرق الإيرانية وأكثر، وتحدد الأحاديث وقتها بأنه مقارن لخروج السفياني في رجب، أي قبل ظهور المهدي ببضعة شهور، ويذكر بعضها أن عاصمتها صنعاء".


قائد الحركة في هذه النبوءات شخص يطلق عليه "اليماني"، فمن هو؟



اليماني


شخصية "اليماني" من الشخصيات المحورية في المعتقد الشيعي، والتي ينتظرون خروجها بفارغ الصبر، لأنها مقدمة لظهور المهدي، بل إن هذه الشخصية عندما تظهر -حسب معتقدهم- فإن المهدي سيظهر بعدها في أقل من سنة.


فهو من العلامات الخمس الكبرى لظهور الشيعة وفق المعتقد الشيعي، فعن الإمام جعفر الصادق "قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني، والسفياني، والصيحة، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء" (بحار الأنوار للمجلسي: 52 /204 ).


اليماني هو قائد اليمن ومن الشخصيات التي ستؤسس للمهدي دولته وتعلن مساندته، أما السفياني فهو قائد الشام الذي سيحارب المهدي، والصيحة عند السنة والشيعة ستحدث في رمضان كعلامة للمهدي، وقتل النفس الزكية سيكون في الحرم المكي، والخسف بالبيداء كما دلت الأحاديث النبوية لجيش السفياني بين مكة والمدينة.



أهدى راية


لكن لماذا ساعدت إيران الحوثيين للسيطرة وفرض نفوذهم، ولمعت قائدهم، في الوقت الذي سمحوا بتمدد "داعش"، الذي يكفر الشيعة في سوريا والعراق؟


حسب النبوءات الإسلامية للسنة والشيعة فإن الشخصية التي ستستولي على الشام هي مناهضة لفكر أهل البيت أو لأنصار المهدي، وبالتالي فإن سقوط سوريا والعراق وغيرهما من بلاد الشام أو الهلال الخصيب في أيدي جماعات متطرفة يريح الشيعة، خصوصا أنه في نفس التوقيت سيطر أنصارهم على اليمن.


فقد جاء فى كتاب غيبة النعماني، وهو أحد كتب الشيعة المعتبرة، عن الإمام جعفر الصادق، أنه قال "خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا، فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية حق لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم".



البداية مع صعدة


جاء في بعض الروايات أن المهدي "يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة" (بحار الأنوار للمجلسي: 52/380)، وحسب الكوراني في كتابه "كرعة قرية في منطقة بني خَوْلان باليمن قرب صعدة، وإن صحت الرواية فلا بد أن يكون المقصود فيها أن اليماني يبدأ أمره من هذه القرية، كما ورد أن مبدأ أمر المهدي من المشرق، أي مبدأ حركة أنصاره، لأن الثابت المتواتر في الأحاديث أن المهدي عليه السلام يخرج من مكة من المسجد الحرام".



الحوثي وصنعاء


الرواية السابقة أثارت الشيعة عند ظهور عبدالملك الحوثي زعيم حركة "أنصار الله"، فالحوثي ولد في صعدة عام الثورة الإيرانية 1979م، وبقي فيها حتى التسعينيات، فانتقل وقتها إلى صنعاء للعيش مع أخيه الأكبر حسين مؤسس جماعة "الشباب المؤمن" التي تحولت فيما بعد إلى "أنصار الله".


بعد أن لفت الحوثي إليه الأنظار، وتأكد الشيعة من ميلاد الحوثي في صعدة، واشتداد أمره من صنعاء، وهي بالمناسبة وردت أيضا في رواية في "بحار الأنوار: 52/ 245" عن عبيد بن زرارة عن الإمام جعفر الصادق، قال" ذكر عند أبي عبدالله الحسين السفياني فقال: أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء"، أي أنه سيخرج من صنعاء من سيقوم بكسر عين السفياني المتطرف الذي سيسيطر على الشام -وفق المعتقدات الإسلامية-.


هل يعتقد الشيعة بذلك؟


أحد علماء الشيعة، ويدعى الشيخ أسد محمد قصير، عندما سأله محاوره في إحدى القنوات الشيعية عن هل "الحوثي هو اليماني؟" بعد انتشار هذه الفكرة بين أتباع المذهب الشيعي، فكان رده "لا نستعجل ولا نوقت"، مؤكدا فلا يجوز ربطها بأشخاص، لأن أي شخص لن يكون "يماني" أو "سفياني" أو غير ذلك، إلا بعد ظهور المهدي، فقبل ذلك هم أشخاص عاديون، فترك بذلك البابا مفتوحا لمن يعتقدون بذلك.


 


 

 



 

 

 


 

 

 
  00:00           
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


00:00
 00:00
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

         
 
 


 


اليماني ونصر الله


ظل لقب اليماني لسنوات طويلة ملتصقا بأمين حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وعلى الرغم من كونه ليس من اليمن ولا أهله، لكن الشيعة أولوا النصوص بطريقة غريبة أن اليماني سيخرج من لبنان، لكن الآن بعد ظهور الحوثي بدأ الوضع يتغير، ولذلك قال الكاتب اللبناني عماد قميحة: إنه "إذا ما استطاع عبدالملك الحوثي انتزاع هذا اللقب من أمام السيد حسن، وبالخصوص إذا ما اعتبرنا (حسب الروايات) أن راية اليماني هي الراية الأهدى، وهي راية حق التي ستلعب الدور الأكبر في مرحلة التمهيد للظهور، فعندها سيخرج السيد وخلفه حزب الله من المشهدية المهدوية، ما يُعتبر أمرا في غاية الخطورة".


وأضاف قميحة، في مقال له منذ 3 أشهر في موقع "جنوبية اللبناني"، أن حزب الله كان يعتمد على الترويج على فكرة أن نصر الله هو اليماني لفترة طويلة، لكن الوضع الآن تغير، لكنه رأى أن الإيرانيين سيحلون المشكلة، فقال "هنا أكاد أجزم بأنّ العقل الإيراني يستطيع أن يجد دائما الحلول الناجعة لإشكاليات عقائدية كهذه، بحيث يعمل على تقسيم فكرة خروج اليماني وتوزيعها بين لبنان واليمن، ويعطي كل بلد نصيبه منها، بما يخدم في النهاية مشروعه التوسعي".



المهدي في 2015


المفكر الشيعي جابر البلوشي، أصدر كتابا في 2006، نشره كاملا على الإنترنت ليصل إلى الجميع، كان عنوانه "ظهور الإمام المهدي عام 2015م"، حاول فيه إثبات أنه وفقا للنصوص القرآنية  والتوراتية والأحاديث النبوية ولأقوال الأئمة ولعلم تناظر الحروف مع الأرقام "الجفر"، فإن المهدي سيخرج في هذا العام، مشيرا إلى أنه لا بد من خروج الشخصيات المكملة للمشهد المهدوي من "سفياني ويماني وخرساني" وغيرهم، قبل نهاية هذا العام.


فهل كانت مساعدة إيران لعبدالملك الحوثي وحركته المتمردة، ودعهم بالسلاح فى وجة التحالف العربي الذى تقوده المملكة العربية السعودية من باب التفكير الاستراتيجى والتوسعي لدولة تريد أن تضع يدا لها في جزيرة العرب.. أم كانت العقيدة هي المحرك الأساسي لكل تحركاتها في اليمن وسوريا؟