التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 10:51 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| "أبوعسران" لإخراج العفاريت والجان.. بس انت اتدحرج

<p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;"><span style="line-height: 1.6;">"مين فيكم ملبوس؟".. هكذا باغت السائق، محرر "دوت مصر"، بالسؤال، عند استقلاله السيارة من مدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، متجها إلى قرية القصر، وحينما تأخر الرد، اتبع سؤاله بتوجيه تعليمات "اقعد وراء عشان اللي عليك ميطلعش علينا، باين عليك ملبوس من غير ما تتكلم".</span></p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;">على بعد 10 كيلومتر مربع من مدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا، تقع قرية القصر، بعيدا عن أعين المسؤولين، قرية مهملة يرتادها الزوار من جميع محافظات الجمهورية، كل يوم خميس من الأسبوع، لأداء طقوس غريبة لا يعرفها سوى من يذهب إليها، للتبرك ببعض أولياء الله الصالحين.</p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;">بدأت السيارة في السير بطرقات غريبة، لم تصلها أيدي التعمير أو التطوير، حتى وصلت إلى "القصر"، القرية المجهولة، التي لم يكلف أيا من المسؤولين أو الباحثين او وسائل الإعلام نفسه بالبحث عن ماهية ما يجري بها من أحداث خارج دائرة العلم.</p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;"><strong>سبب التسمية</strong></span></p><p dir="RTL"><span style="line-height: 30.6000003814697px;">ترجع تسمية القرية بـ"القصر"، لوجود قصر أثري يرجع للعصر الفرعوني، كان مخصصا كمقر لحاكم محلي، كما يوجد بالقرية دير الأنبا بلامون، وهو دير من العصر القبطي، يتواجد به 5 كنائس تاريخية، وزاره البابا "اسطافنيوس الأول" عام 600 ميلادية، وهو الدير الذي ترهبن فيه مطران القدس الأنبا باسيليوس، بالإضافة إلى عدد من الأضرحة.</span></p><p dir="RTL"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/مولد أبو عسران يشهد العديد من العادات الصعيدية.jpg" /></p><p dir="RTL"><span style="line-height: 30.6000003814697px;">يرى أهل "القصر"، أنها قرية لأولياء الله الصالحين، وكل هذا التنوع في تاريخها بين الفرعوني والقبطي والإسلامي، جعلها غنية بالحكايات والأساطير التي تنتمي لمختلف العصور.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;"><strong>قرية الأولياء والرهبان</strong></span></p><p dir="RTL"><span style="line-height: 30.6000003814697px;">ومن الحقائق التاريخية عن القرية، أنها كانت في يوم من الأيام عاصمة المنطقة الخامسة في المرحلة الفرعونية، وكانت تسمى قديما "شينو بسكيون" أي مزرعة الأوز، وكان حاكم القرية يقوم بتوريد ثلاثة آلاف أوزة أسبوعيا للفرعون.</span></p><p dir="RTL"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/مقام أبوعسران من الداخل.jpg" /></p><p dir="RTL"><span style="line-height: 30.6000003814697px;">اشتهرت "القصر" بين القرى المجاورة، بأنها مسقط رأس الأنبا "باخوم ميوسس" مؤسس الرهبنة "الباخومية" على مستوى العالم، كما اشتهرت في العصر الإسلامي باستضافة أولياء الله الصالحين، ويقال أن بها أربعين ضريحا، ومن أشهر الأولياء المدفونين في أراضيها، "الشيخ مروان" صاحب بئر الشفاء، وكذلك الشيوخ أبو عسران، وأبو الفضل بن العباس، وعبدالكريم المغري، والوتيدي، وهو الأمر الذي جعل القرية ملجأ لآلاف المواطنين من سكان القرى المجاورة، طلبا للشفاء من الأمراض المستعصية، فضلا عن الاعتقاد في العلاج من المس والجن، وكون القرية مكانا لطلب الإنجاب، والحصول على البركة.</span></p><p dir="RTL"><strong><span style="color:#FF0000;">مولد أبو عسران</span></strong></p><p dir="RTL"><span style="line-height: 30.6000003814697px;">"أه يا أبوعسران.. أشفي العيان.. أه يا جلعان.. حطه من يمينه.. أه يا أبوعسران.. حضر سيوفك.. حضرنا الآن.. وحضر سيوفك.. وأكرم ضيوفك.. وخلي البال مع العيان"، لا تتعجب عزيزي القارئ، إنه مولد أبو عسران، الذي يعد من أقدم الموالد، ويعود إلى "الشيخ آل عسران"، شيخ مشايخ الصعيد، الذي أتى مع دخول الدولة الإسلامية إلى مصر، ثم استقر في قرية القصر، والذي يأتي إليه المريدين والزوار منذ زمن بعيد.</span></p><p dir="RTL"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/مقام أبوعسران في قرية القصر بقنا.jpg" /></p><p dir="RTL"><span style="line-height: 30.6000003814697px;">"مولد أبو عسران" ظل مزارا لأهالي محافظة قنا والمحافظات الأخرى، كل يوم خميس، حيث يتوافد الأهالي للتبرك بضريح أبو عسران، وإخراج الجن والعفاريت، والعلاج من المس والسحر، وعدم الإنجاب.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;"><strong>مواجهة الجان بالتدحرج</strong></span></p><p dir="RTL"><span style="line-height: 30.6000003814697px;">"التدحرج" أو "الدحريجة" حسب تسمية الأهالي، من أبرز الطقوس التي يلجأ إليها رواد المولد لإخراج الجان والعفاريت، حيث يذهب "الملبوس" إلى مكان داخل القرية يشبه الصحراء، ويقوم بالتدحرج داخله لإخراج الجان والعفاريت، وسط وجود سيدات تمسك بـ"الطبلة"، كي يخرج الجان من الجسد، حسب رواية الأهالي.</span></p><p dir="RTL"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/التدحرج وسيلة إخراج الجن من الجسد في مولد أبو عسران.jpg" /></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;"><strong>رحلة الشفاء</strong></span></p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;">الأخوين أحمد ومحمود، طفلين "ملبوسين"، رافقتهما كاميرا "دوت مصر"، خلال رحلة إخرج الجن من الجسد عن طريق التدحرج، الذي يتم على مرتين، الأولى في منطقة تشبه الصحراء، وهي المنطقة التي كان يجلس بها "أبو عسران"، مع دقات "الطبلة" التي تمسك بها إحدى السيدات أثناء تدحرج الأطفال، ثم تأتي المرحلة الثانية حيث يدخل الطفلين إلى مرحلة التدحرج بجوار ضريح "أبو عسران"، وحينها تمسك سيدة مختلفة بـ"الطبلة"، ويبدأ الطفلان، التدحرج، تزامنا مع ظهور أصوات الجان التي تخرج من أجساد الأطفال، ثم يدخل الطفلين إلى الضريح ويقوما بالطواف 7 مرات، ويستمر هذا الوضع لمدة 3 أسابيع حتى تخرج الجان، أو يعالج المريض من الأمراض المستعصية التي يعاني منها، وفقا لرواية الأهالي.</p><p dir="RTL"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/الدق على الطبلة والتدحرج وسيلة التخلص من الجان.jpg" /></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;"><strong>تقديم النذور</strong></span></p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;">يقول نقيب الشيخ أبو عسران أحمد حمادة عبدالعزيز، إن المواطنين يأتون لزيارة الضريح والعلاج من الأمراض، ولإخراج الجان والعفاريت، وذلك لمدة 3 أسابيع متواصلة، وهنا تظهر بركة "أبوعسران"، ويعالج المريض تماما من كافة الأمراض، موضحا أن المولد يشهد قدوم النساء والرجال والكبار والصغار دون استثناء، من كافة المحافظات، وذلك منذ مئات السنوات، حيث وصل عمر المولد إلى حوالي 100 عام.</p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;">ويضيف أحمد محمد، أحد مريدي المولد، أن بعض الأهالي ينذرون شيئا للشيخ أبوعسران حال تحقيق طليه، وحينما يتحقق يأتون على الفور لتقديم النذر، مشيرا إلى أن آخرين يبيتون من يوم الخميس حتى الجمعة داخل الضريح.</p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/20150115_161738.jpg" /></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;"><strong>القبطية موزة</strong></span></p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;">تعتبر بائعة الترمس موزة عياد، 71 عاما، من أبرز رواد الموالد، ورغم كونها قبطية، إلا انها تعتبر من أكثر المستفيدين من موالد المسلمين، حيث تترك منزلها كل يوم خميس أسبوعيا، للتواجد في مولد "أبو عسران"، فضلا عن تواجدها في جميع الموالد بمحافظة قنا لاكتساب الرزق.</p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;">توضح "موزة"، أنها تتواجد في مولد أبو عسران، ولا تشعر بأي تفرقة بين مسلمي ومسيحي القرية، وأن المسلمين بالمولد يخافون عليها مثلما يخاف عليها أفراد أسرتها.</p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/20150115_161517.jpg" /><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/20150115_162642.jpg" /><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/20150115_162502.jpg" /></p><p dir="RTL" style="line-height: 30.6000003814697px;"> </p>