التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 01:27 م , بتوقيت القاهرة

صور| "سفن أبوشنب".. هدايا إسكندرانية للأحباب

يمكن لزائر الإسكندرية أن يهدي أحبته، سفن وأدوات وكائنات بحرية، في صور مجسمات خشبية، يدوية الصنع، يبرع في صناعتها نحات ثلاثيني، يلهمه منظر البحر المطل عليه متجره.


حمادة أبو شنب، صاحب متجر "معرض عالم البحار"، يقضي ساعات في متجره، الواقع بمنطقى بحري، في انتظار الزبائن التي تقدر هذا النوع من الفن، فظروف الحياة الصعبة ألهمته اتخاذ هذا المجال كمصدر رزق بعد أن ضاق به الحال.


يقول أبو شنب، 38 سنة: "نعمل في مجال السفن في الميناء منذ زمن وعائلتي معروفة في إسكندرية بذلك، وبعد وفاة والدي، ولظروف الحياة الصعبة، اتخذت من المتجر معرضا لفن أحبه، مش مكسب فلوس بس بيعجبني تقدير الزباين لفني".



يعد موعد الامتحانات الدراسية، هو موسم البيع بالنسبة لأبو شنب، حيث يقبل الطلاب على المتجر، ويطلبون تنفيذ مشاريع تخرج، كما أن طلاب الأكاديمية البحرية يشترون السفن الخشبية، كهدايا لأسرهم وقت العودة.


وحول ما يقدمه أبو شنب من معروضات، قال لـ"دوت مصر": "أصنع مجسمات المراكب الخشبية، والديكور البحري، والدفات، والأسماك بطريقة يدوية"، مضيفا: "السفينة الواحدة تستغرق 3 أيام أصنعها من الأخشاب المختلفة والأحبال والأقمشة، فيما تستغرق الـ 10 سفن من 15 يوما إلى شهر".


اللافت للنظر في مجسمات أبوشنب البحرية، أن القطع الخشبية تختلف عن مثيلاتها، وهو ما علق عليه ابن الإسكندرية، قائلا: "أساسيات المركب لا نختلف عليها، وبمجرد بدء نحت السفينة، أرسم صورة ذهنية لها، وتخرج للشكل النهائي كما تراها".



وتضع المقاهي الراقية على البحر في المدينة الساحلية، مجسمات سفن خشبية، يدوية الصنع، في صالاتها "كرمز للمدينة"، بحسب ما قال أحد العمال في مقهى "سلطنة ستانلي".


وبينما كان يفاضل بين عدة مجسمات يدوية الصنع لسفن مختلفة، قال "هيثم محمد"، الذي كان يرتدي ملابس ثقيلة، تفاديا لموجة الصقيع التي مرت بها البلاد: "اعتدت أن أشتري لخطيبتي هدية من كل مدينة أزورها.. وبالطبع السفينة أفضل ما يعبر عن الإسكندرية".


وتابع "محمد"، الشاب العشريني، بارتياح بعد أن استقر على شراء مجسم لسفينة خشبية ذات شراع: "أكثر ما جذبني في مجسمات السفن أنها يدوية الصنع وبسيطة وسعرها مناسب".



ولا يقدم المحل مجسمات للسفن فقط، بل دفات خشبية، ومجسمات لأسماك، وكائنات بحرية، وهو ما يلقى قبولا من الجمهور الذي التقاه "دوت مصر"، أثناء تواجد محرره بالمحل، الكائن مباشرة أمام بحر الإسكندرية، هائج الأمواج في ذلك الوقت من كل عام.


ويقول محمد جمال، يضع نظارة طبية، وهو يدقق في جودة أخشاب سفينة خشبية بنية اللون، محاكة بخيوط حريرية متينة: "أكثر ما جذبني في المتجر، أن كل قطعه ليس لها شبيه، وأن وراء كل مجسم حكاية".


وتابع جمال، 25 سنة: "أفضل ما يميز هذا النوع من المجسمات أنها تحمل بصمات صانع مصري محترف، وليس آلة صماء"، لافتا إلى أن الأسعار مناسبة وتناسب العامة من الناس.



وبحسب أبو شنب، فإن صينيين جاءوا من قبل، إلى المتجر والتقطوا صورا للمجسمات الخشبية، لكي يصنعوا مثلها، وبالرغم من عدم قلقه من هذا، إلا أنه اختتم حديثة قائلا: "إسكندرية أقدم مدينة على البحر، ولا يوجد بها سياحة، الآثار غارقة تحت الماء ولا يوجد من ينقب عنها، علينا الاهتمام بها".