التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 02:47 م , بتوقيت القاهرة

"القصب والقلقاس".. أنت في عيد الغطاس

لا يخلو أي بيت قبطي من  أشهر الأكلات المرتبطة بعيد الغطاس هي " القلقاس" حيث ينتشر مثل شعبي "اللي مايكلش قلقاس في الغطاس يصبح من غير راس"، وكذلك القصب والبرتقال، والحقيقة أن لهذه الأكلات مدلولات روحية لدى الأقباط حيث إن القلقاس إشارة لمعمودية المسيح.


ففي القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة، مغذية، وكذلك الأقباط يؤمنون أنه  خلال ماء المعمودية  يتطهرون من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة الماء، وكذلك فإن القلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعاما، والمعمودية في المسيحية هي دفن أو موت وقيامه مع المسيح.


والقلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولا من خلع القشرةالصلبة قبل أكله، وفي المعمودية يتم خلع الخطية وتتم الولادة الروحية.  


القلقاس بالخضرة:
عادة يطهي الناس القلقاس بالسلق الأخضر ليلة عيد الغطاس، واستخدام السلق الأخضر لا يرتبط بالعيد بقدر ما هو مرتبط بالقلقاس، فطبخه عادة مايكون مقرونا باستخدام الخضرة سواء في مناسبة العيد أو غيرها وعادة طبخ القلقاس في عيد الغطاس شائعة بين الأقباط عامة، فقد جاء ذكـرها ضمن مـظاهر الاحتفال بالعيد في القرن التاسع عشر.


القصب واليوسفي:
يكثر في الأيام السابقة لعيد الغطاس باعة القصب، فهم يأتون خصيصا لبيعه في هذه المناسبة وما يزال القصب علامة مميزة لعيد الغطاس، فكانت المراكب قديما تأتي من صعيد مصر محملة بالقصب فترسو على شاطئ النيل.


ويرجع أول ذكر لهذه العادة إلى أيام الفاطميين عندما أدخلوا القصب ضمن الرسوم المقررة بالديوان لهذا العيد، فأصبح من ضروريات المناسبة الذي يتهادون به احتفالا بالعيد، إضافة إلى مص القصب في هذا اليوم، جرت العادة بتناول فاكهة اليوسفي والبرتقال أيضا.



ويمتاز القصب واليوسفي أو البرتقال بغزارة السوائل الموجودة بداخلهما وفي ذلك رمز لماء المعمودية وعصيرهما له مذاق سكري الذي هو رمز لفرحة المعمودية ونوال مغفرة الخطايا، كما أن نبات القصب ينقسم إلى عقلات وكل عقلة تشير إلى  فضيلة يتم اكتسبها في كل مرحلة عمرية حتى يصل الإنسان الروحي إلى العلو.