التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 09:43 ص , بتوقيت القاهرة

دير السلطان ...شوكة العلاقات بين الكنيسة المصرية والإثيوبية

قررت  الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مجمع لها بعدم زيارة الأراضي المقدسة وحرمان أي قبطي يزورها وذلك حتي ينتهي الاحتلال الإسرائيلي وهو السبب الظاهر اما السبب الآخر فهو لحين حل أزمة دير السلطان 


ما هو دير السلطان:
يتكون دير السلطان من مجموعة من المبانى القديمة المتناثرة، وفيه أرض خالية تصل مساحتها إلى ألف متر وحوله سور بارتفاع يقرب من 4.5 متر يفصل بين الدير وبطريركية الأقباط، وفى نهايته باب خاص بالأقباط وحدهم، ويوجد باب ثالث لهذا الدير من الناحية الشرقية على الطريق العمومى المجاور للمبانى المعروفة بالمصبنة.


ويعد القمص ميصائيل الأورشليمى الراهب المصري الوحيد الذي توجد له قلاية داخل دير السلطان المغتصب.



أصل الحكاية:
عندما زار صلاح الدين الأيوبى  أورشليم نزل فى دار القسوس المجاور لكنيسة القيامة , وأراد  أن يعوض الأقباط عما اصابهم من اضرار نتيجه لعدم السماح لهم بزيارة الأراضى المقدسة من قبل الصليبيين طيلة إحتلالهم لأورشليم .
ولما كان يعمل معه كتبه من الأقباط وفى سائر الإدارات وخاصة بناء القلعة فى مصر فمنحهم المكان الذى أصبح معروفاً بإسم "دير السلطان نسبة إليه , كما رد إليهم جميع ممتلكاتهم التى استولى عليها الصليبيين فى الأماكن المقدسة. 
ولما كان الأقباط قد حرمو من زيارة الأماكن المقدسة فقام بإعفاء الأقباط من ضريبة الزيارة لأورشليم لإزالة المعاناه التى عانوها .


وتم اصدار مذكرة بملكية دير السلطان بالقدس للأقباط الأرثوذكس أصدرها الأنبا ياكوبوس مطران الكرسى ألأورشليمى فى أغسطس سنة 1953 , وأيدها الأنبا باسيليوس خليفته بمذكره اصدرها فى مارس 1961 م.



تسليم اسرائيل الدير للأحباش:
وظل ابوضع هكذا إلى أن قامت القوات‏ ‏الإسرائيلية‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏القيامة‏ ‏يوم 25/4/1970  بإخراج الرهبان الأقباط وسلمته‏ ‏للأحباش ‏. ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏الحادث‏ ‏مخالفا‏ ‏للتعهد‏ ‏الذي‏ ‏تعهدت‏ ‏به‏ ‏إسرائيل‏ ‏بأن‏ ‏تبقي‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏كما‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏الأماكن‏ ‏المقدسة‏ ‏وتحترم‏ ‏أحكام‏ ‏الاستاتيسكو‏ (‏الوضع‏ ‏الراهن)‏ ‏وتحافظ‏ ‏عليه‏ ‏دون‏ ‏تغيير‏ . ‏
"ولذلك رفعت الكنيسة القبطية ‏ ‏دعوي ‏أمام‏ ‏محكمة‏ ‏العدل‏ ‏العليا‏ ‏الإسرائيلية‏ ‏ضد‏ ‏الحكومة‏ ‏الإسرائيلية‏ , ‏وضد‏ ‏وزيري‏ ‏الشرطة‏ ‏والأديان‏ ‏وضد‏ ‏أسقف‏ ‏الأحباش ‏,‏ وقدم‏ 25‏ صورة‏ ‏فوتوغرافية‏ ‏تثبت‏ ‏تبعية‏ ‏الدير‏ ‏للأقباط‏ ‏من‏ ‏واقع‏ ‏الكتابات‏ ‏القبطية‏ ‏والعربية‏ ‏علي‏ ‏أحجبة‏ ‏الكنائس‏ ‏وما‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏فن‏ ‏قبطي‏ ‏ ‏وتمت‏ ‏المعاينة‏ 
فأصدرت  المحكمة العليا الاسرائيلية بالقدس  حكما في 16 مارس 1971 بالإدانة الصريحة للقوات الاسرائيلية ، واثبت الحكم الاعتداءات علي رجال الدين الاقباط وحكمت المحكمة بإعادة الدير المغتصب ولكن الحكومة الاسرائيلية ماطلت ورفعت دعوي امام المحكمة العليا بالقدس فحكمت هذه المحكمة العليا بالقدس ايضا بالاجماع في 9 يناير 1979 بأحقية الكنيسة المصرية في تسلم دير السلطان وكرر الحكم ادانة المحكمة لتصرفات الحكومة الاسرائيلية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأماكن المقدسة.

كما ‏أصدرت‏ ‏محكمة‏ ‏العدل‏ ‏العليا‏ ‏الإسرائيلية‏ ‏قرارها‏ ‏رقم ‏70/109 ‏في‏ صالحنا ‏وأدانت‏ ‏التعدي‏ ‏علي‏ ‏ديرنا ‏وذكرت‏ ‏أن‏ ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏كان‏ ‏ضد‏ ‏الأمن‏ ‏وضد‏ ‏النظام‏ ‏العام ‏، ‏كما‏ ‏قامت‏ ‏بتغريم‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏وزير‏ ‏الشرطة‏ ‏وأسقف‏ ‏الأحباش‏ ‏بمبلغ‏ 1500‏ ليرة‏ ‏إسرائيلية ‏, ‏ونشر‏ ‏قرار‏ ‏المحكمة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏الصحف‏ ‏العربية‏ ‏والإنجليزية والعبرية ‏.
‏وفي ‏1971/3/28 ‏أصدرت‏ ‏الحكومة‏ ‏قرارا‏ ‏بتشكيل‏ ‏لجنة‏ ‏من‏ ‏و‏ ‏وزراء‏ ‏الخارجية‏ ‏والعدل‏ ‏والشرطة‏ ‏والأديان‏ ‏لدراسة‏ ‏الموضوع‏ ‏وتقديم‏ ‏التوصيات‏ ‏لمجلس‏ ‏الوزراء‏ ‏في‏ ‏جلسته‏ ‏المقبلة ‏, ‏ولم‏ ‏يتقدم‏ ‏الموضوع‏ ‏خطوة‏ ‏واحدة ‏.‏ 
ثم قامت الكنيسة القبطية برفع‏ ‏‏دعوة‏ ‏ثانية‏ ‏أمام‏ ‏محكمة‏ ‏العدل‏ ‏الإسرائيلية‏, ‏وإذا‏ ‏بالمدعي‏ ‏العام‏ ‏الذي‏ ‏يترافع‏ ‏عن‏ ‏الحكومة‏ ‏يطلب‏ ‏من‏ ‏المحكمة‏ ‏عدم‏ ‏الضغط‏ ‏علي‏ ‏الحكومة‏ ‏لأن‏ ‏القضية‏ ‏لها‏ ‏أبعاد‏ ‏سياسية‏ ‏ولكن‏ ‏للمرة‏ ‏الثانية‏ ‏أدانت‏ ‏المحكمة‏ ‏الحكومة‏ ‏الإسرائيلية ولكن‏ ‏الاعتداء ‏أستمر‏ ‏كما‏ ‏هو ‏,‏ واضطرت‏ ‏مطرانية ‏ ‏القدس‏ ‏إلي‏ ‏إلغاء‏ ‏كل‏ ا?‏حتفالات‏ ‏في‏ ‏الأعياد‏ ‏لأن‏ ‏الطريق‏ ‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ‏القيامة‏ ‏مغتصب 
الطوائف الأخرى 
ومع عدم حل المشكلة ظلت كنيسة دير السلطان موضع تنافس بين مختلف الطوائف المسيحية، وظلت الكنيستان المصرية والأثيوبية تتنافس منذ عدة سنوات على سطح كنيسة القبر المقدس ودير السلطان .