التوقيت الإثنين، 06 مايو 2024
التوقيت 09:41 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| لماذا يرفض الجزائريون كنز الغاز الصخري؟

"الكنز المسموم".. هكذا أطلق بعض السياسيين الجزائريين على الغاز الصخري في الجزائر، فالكنز عائد عن النسبة التي تمتلكها الجزائر في الصخور لديها والتي لا يستهان بها، أما المسموم فللأضرار البيئية والصحية الناتجة عن استخراجه بحسب بعض المعارضين.


فالنسبة التي تمتلكها الجزائر من هذا الغاز ليست بالقليلة، فبحسب الوكالة الدولية للطاقة فإن الجزائر تملك ثالث احتياطي تقني قابل للاسترجاع من الغاز الصخري في العالم الذي يقدر بـ700 تريليون قدم مكعب.


وأزمة الغاز الصخري في الجزائر هي أزمة قديمة حديثة، سببت جدلا طويلا حول أضراره وفوائده خصوصا عقب تصديق البرلمان الجزائري في بداية يونيو/ حزيران الماضي على قانون يتيح للحكومة البدء في استخراج الغاز الصخري، التي على إثره خرجت المظاهرات الرافضة تتطالب الدولة بالبحث عن بدائل جديدة للطاقة.



الغاز الصخري:


هو صنف غير تقليدي من الغاز الطبيعي، لوجوده داخل الصخور، وينتشر في الطبقات الصخرية داخل الأحواض الرسوبية وتطلق عليه تسمية غاز حجر الأردواز (الشيست)، لأنه يتواجد في طبقات صخرية تحمل هذا الاسم.



وبحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية فإن الغاز الصخري يحتاج تقنيات معقدة لاستخراجه مقارنة بتلك المستخدمة لاستخراج الغاز الطبيعي، الذي يكون محبوسا في فجوات تحت الأرض، ففي حالة الغاز الصخري، يكون محبوسا في ثغور أو شقوق، ما يجعل استغلال الغاز صعبا ومكلفا.


سبب الاحتجاج:


دشن العديد من النشطاء الجزائريين حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، يعددون فيها الأضرار الناتجة عن استخراج الغاز الصخري سواء على البيئة أو الإنسان، إضافة إلى ارتفاع تكلفة استخراجه.


فبحسب دراسات نشرتها مواقع إلكترونية جزائرية فإن عمليات استخراج الغاز الصخري ستؤدي إلى تلويث مياه الشرب مستقبلا بالأرسنيك (الزرنيخ) السام واليورانيوم المشع ومواد أخرى مضافة مثل الرصاص، وهي مواد تستعمل لاستخراج الغاز الذي يستهلك كميات هائلة من الماء (500 لتر في بضع ثواني) عبر ضخه من الوديان، ما يهدد بإصابة المواطنين بالسرطان.



وكشف نائب عن جبهة "العدالة والتنمية" المعارضة، عبدالله جاب الله، عدم استخراج أمريكا وفرنسا للغاز الصخري المتواجد في أرضها لخطورته البيئية والصحية، متهما فرنسا باستخدام الشعب الجزائري كفئران تجارب، قائلا: "كيف لهذه الدول أن تمنع هذا الغاز عندها، وتجعل من الشعب الجزائري فئران تجارب كما فعلت فرنسا في رقان"، فنحن لا نريد أن نكون تابعين لفرنسا ولا لأمريكا، لدينا علماء وسننتظر حتى تتطور الأبحاث".



وجهة نظر أخرى:


في المقابل، قال رئيس الوزراء الجزائري، عبد المالك سلال، في تصريح صحفي، إن هذا النوع من الاستثمار سيساعد الدولة على تجاوز الأزمة النفطية التي تهددها في غضون 15 سنة مقبلة.


أضاف: لا مفر من استغلال الغاز الصخري باعتبار الجزائر تمتلك ثالث احتياطي عالمي منه ـ يقارب 20 ألف مليار متر مكعب ـ أي خمس أضعاف احتياطي الغاز التقليدي، ولانخفاض مخزون المحروقات في سنة 2030 من خلال الاستثمارات في القطاعات الأخرى الصناعة والسياحة والزراعة.



كما دافع عضو مجلس الأمة (الغرفة الثانية بالبرلمان)، صالح دراجي، عن مشروع استغلال الغاز الصخري، ورفض ما سماه "الكذب والبلبلة" التي تريد بعض الأطراف زرعها في أوساط الشباب.


وقال دراجي لـ"الجزيرة نت" إن استغلال هذا الغاز لا يشكل أي خطر، "وفرنسا هي من تقف وراء زرع هذا الجدل لأنها ترفض أن تتطور الجزائر في مجال الطاقة".


من جانبه، قال الخبير الدولي في المحروقات، عبدالمجيد عطار، إنه يمكن حصول تلوث في حالة عدم استخدام تقنية دقيقة وحذرة في حفر الآبار"، مؤكدا أن الغاز الصخري في حد ذاته لا يشكل أي خطر على البيئة ولا يلوث المياه الجوفية، على حد قوله.


يذكر أن الجزائر تعتبر البلد الثالث عالميا، بعد الصين والأرجنتين، في احتياطات الغاز الصخري، الذي تسعى السلطات الجزائرية لأن تجعله موردا اقتصاديا مهما بعد النفط، بحسب قناة "العربية".